مع فشل تنفيذ مخطط الشرق الأوسط الكبير بافتعال الفوضى الخلاقة، ومع تعذر المواجهات المسلحة والدخول فى حروب صريحة مع مصر لحسابات سياسية واقتصادية واستراتيجية معينة ذات خصوصية، أصبحت الخيارات غير التقليدية للمواجهة أو التفكير خارج الصندوق هى الخيارات الأوفر حظاً لدى الولايات المتحدة الأمريكية والغرب بشكل عام. وهذا هو ما فتح المجال أمام حروب الجيل الرابع والخامس والسادس وغيرها! وفى الأسبوع الماضى كنت قد أفردت مساحة حول ضرورة التوعية والمواجهة غير التقليدية لهذا النمط غير التقليدى من الحروب فى حديثى حول «حروب الجيل الخامس» أو «حرب الأشباح» كما يطلق عليها البعض أو «الحرب الهجين» كما يفضل أن يسميها أساتذة العلوم العسكرية والاستراتيجية، والتى لم تقف عند حد معين ولم تكن الوحيدة، وإنما ظهرت أيضاً معها حروب الجيل السادس التى لم يولها الإعلام ما تستحق من الاهتمام والتصدى لها بتوعية الجماهير أو الرأى العام بقدر ما يبث لهم دوماً عبر أدواته من مواد تتسم بالإسفاف والتفاهة! وحروب الجيل السادس أطلق عليها هذا المسمى الميجر جنرال «فلاديمير سليبتشينكو»، وذلك لاستخدامها لأنظمة تسليح عالية الدقة مثلما حدث فى عاصفة الصحراء فى يناير عام 91 من حرب بالأسلحة الذكية إبان غزو العراق للكويت، وأيضاً على غرار ما حدث فى حروب كل من يوغسلافيا وأفغانستان من استراتيجية حرب اعتمدت على نظم وليس على جيوش، حيث إنها تُدار فى معظمها عن بُعد وبأساليب عدة، كالحرب النووية التكتيكية وإدارة الصراعات الاقتصادية والمعلوماتية لاستهداف المجموعات أو الأشخاص عن بُعد، وهذا ما يُطلَق عليه «No contact warfare»، وتُعتبر من أحدث أنماط الحروب، إضافة أيضاً إلى الحرب البيولوجية التى تعتمد على استخدام معظم مفردات الطبيعة كسلاح موجّه عن بُعد ضد الإنسان «كالأسلحة التكتونية» مثلاً أو «الصوت الصامت»، ولذا فإن هدف «حروب الجيل السادس» أو «6GW» لهو استهداف عقل الإنسان وجسده بالسيطرة عليهما لخدمة أغراض كثيرة يُعتبر التجسس والإيذاء عن بعد من أهمها مثلما ورد فى دراسات مشاريع «السايبورج» التى تعكف عليها مراكز بحثية كثيرة تابعة لجهات عسكرية على رأسها «البنتاجون» أو «وزارة الدفاع الأمريكية»، وبالتالى فإنه على مؤسسات الدول العربية ودول الشرق الأوسط المستهدفة مسئولية كبيرة حيث إنهم المعنيون بالدور الأساسى للتعامل الواعى المحترف مع مناهج هذه الحروب الحديثة، وخاصة فى ظل توافر جميع وسائل وتقنيات الردع لدينا، غير أننا متخاذلون فى صد أى هجوم أو توجيه أى ضربات استباقية، علاوة على التخاذل الأكبر فى نشر الوعى حول حقيقة ما يحاك ضد بلادنا من مخططات تهدف لإضعافنا وتفتيت بلادنا! ويمتد الحديث إلى حروب الجيل السابع الأسبوع المقبل إن شاء الله.