4 سيناريوهات لإنهاء المأساة.. أقربها الحل السياسى
4 سيناريوهات لإنهاء المأساة.. أقربها الحل السياسى
الانهيار والحرب الطويلة الممتدة أحد السيناريوهات التى تنتظر مستقبل سوريا
على مدار السنوات الأربع الماضية، تعددت السيناريوهات المحتملة لانتهاء الحرب الأهلية الدائرة فى سوريا بين النظام السورى وفصائل المعارضة والتنظيمات الإرهابية، وفى الوقت الذى أكد فيه خبراء أن سيناريو انتهاء الحرب الأهلية يتضمن فى ثناياه فوضى مطلقة تجتاح المنطقة، انطلاقاً من حقيقة أن السيناريو الأبرز لإنهاء تلك الحرب هو تقسيم البلاد واحتفاظ كل طرف من أطراف النزاع بمناطقه التى يسيطر عليها، فإن بوادر الحل السياسى عاودت الظهور من جديد من خلال المناقشات والمباحثات الماراثونية التى تجريها عدة دول على رأسها روسيا وإيران والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، حيث شهدت الأشهر القليلة الماضية لقاءات متكررة بين مسئولين بالنظام السورى ومسئولين سعوديين وروس وإيرانيين، وسط حالة من التفاؤل بشأن احتمالات القدرة على توفيق الآراء بين السعودية وروسيا، لإنهاء الحرب وضمان مستقبل الرئيس السورى بشار الأسد، سواء من خلال إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة، أو من خلال بقاء «الأسد» حتى انتهاء فترته الرئاسية وانسحابه من المشهد السياسى بعدها.بشكل عام، لم يعد يتبقى من كل السيناريوهات التى طُرحت على مدار السنوات الأربع الماضية لانتهاء الحرب السورية ونزيف الدم سوى أربعة سيناريوهات فقط، وترصد «الوطن» السيناريوهات الأربعة على النحو التالى: ■ التسوية السياسية: قبل أقل من عام تقريباً كان هذا السيناريو هو الأقل احتمالاً للتحقق على الإطلاق، خصوصاً بعد تجميد المفاوضات بين الحكومة والمعارضة قبل فترة طويلة، ولكن اللقاءات الروسية والسعودية الأخيرة فتحت الباب من جديد أمام التكهن حول احتمالات اقتراب التوصل إلى تسوية سياسية تتضمن رحيل «الأسد» إما من خلال الانتخابات المبكرة أو بعد انتهاء فترته الرئاسية الحالية. وبشكل عام، فإن أى تسوية يمكن التوصل إليها ستضمن مستقبل «الأسد» وأسرته كاملة من خلال الاتفاق على خروجهم بشكل آمن دون محاكمتهم، كما أن التوصل إلى هذا الاتفاق يتطلب وجود دولة تقبل اللجوء السياسى لـ«الأسد» على أراضيها، وإعلان تأسيس حكومة وطنية جديدة تماماً تتحكم فيما تبقّى من الجيش السورى، وتتولى هذه القوات مسئولية مكافحة تنظيم «داعش» الإرهابى وجبهة النصرة، وتأمين المناطق التى يمكن استعادتها من التنظيمات الإرهابية، ومن خلال المساعدة الدولية فإنه يمكن إعادة تطوير الجيش السورى ودمج المزيد من السُنة فى صفوفه، حتى يمكن مواجهة التنظيمات الإرهابية.
«الحرب الطويلة الممتدة» تفتت الدولة إلى 4 دويلات.. وانهيار النظام أقل احتمالاً.. وانتصار «الأسد» يفتح باب اتخاذ مواقف أكثر حدة ضد الخليج
وبحسب معهد «راند» البحثى الأمريكى، فإن هناك عدة مصاعب فى طريق هذا السيناريو، فحتى إذا تم التوصل إلى اتفاق يقضى برحيل «الأسد»، ستكون الأزمة فيما بعد رحيله، بمعنى أنه سيكون هناك أزمة فى التوفيق بين الفصائل المعارضة باختلاف توجهاتها، وسيكون من اللازم قبل إطلاق أى حملة لاستعادة سوريا كما كانت، أن تحدث حالة من التوافق بين كل الأطراف المعنية بالأزمة. ويشير «راند» إلى أنه على المستوى الإقليمى، فإن أغلب دول الخليج ستميل بشكل أكبر ناحية التوصل إلى حل سياسى، حتى وإن كانت تصدر تصريحات بغير ذلك، ولكن الهدف الحقيقى يجب أن يكون إيجاد صيغة للتوافق بين القوى الغربية والخليج لإثبات التعاون فى تلك المسألة.ويشير «راند» إلى أنه سيكون هناك 4 نتائج رئيسية لهذا السيناريو، أولاها أن إيران ستصبح دولة عظمى ذات تأثير فى المنطقة من واقع أنها ساهمت فى حل الأزمة السورية بشكل أو بآخر، بينما النتيجة الثانية تتركز حول أن التوصل إلى مثل هذا الاتفاق يعنى ضربة قاضية للتنظيمات الإرهابية وسط احتمالات بوجود قوى دولية مستعدة للدخول إلى «دمشق» ومكافحة الإرهاب فيها، وعلى المستوى السورى الداخلى ستكون هناك تحديات تتعلق بتوزيع النفط على الفصائل المختلفة وإعادة توطين اللاجئين السوريين، بينما على المستوى الإقليمى ستكون هناك مطالبات لبعض الدول الخليجية التى تورطت فى دعم الإرهاب، للتوقف عن هذا الدعم.■ حرب طويلة ممتدة: ثانى أبرز السيناريوهات المحتملة للأزمة السورية، وقد كان الأقرب على الإطلاق حتى قبل أشهر قليلة قبل أن تنطلق المفاوضات واللقاءات السرية لحل الأزمة سياسياً، هو استمرار الحرب بين الفصائل المختلفة المتنازعة على الأرض السورية فى شكل حرب طويلة ممتدة، وهو ما يعنى احتمال تفتت الدولة إلى عدة دويلات صغيرة يتحكم كل طرف فى جزء منها. ويرى معهد «راند» البحثى الأمريكى أن نتائج هذا السيناريو واضحة تماماً، وهى تقسيم سوريا إلى عدة دويلات، من بينها «دويلة علوية» يحكمها نظام «الأسد» وتمتد من «دمشق» وحتى ساحل البحر المتوسط غرباً، و«دويلة كردية» فى أقصى شمال البلاد، إضافة إلى «دويلة إسلامية معتدلة» تتحكم فى المناطق على أطراف «دمشق» وعلى الحدود الإسرائيلية، وأخيراً «دويلة داعش» وتمتد من «حلب» حتى الحدود العراقية.■ انتصار «الأسد»: بحسب المحللين الأمريكيين، فإن هذا الانتصار لن يكون انتصاراً كاملاً للنظام السورى، وإنما سيكون انتصاراً للنظام السورى من خلال الفصائل التى تقاتل لصالحه. ويتضمن هذا السيناريو أن يستطيع «الأسد» والدول الداعمة له استغلال فرصة الخلافات الداخلية بين فصائل المعارضة والتنظيمات الإرهابية لتحقيق الانتصار. ولكن مساوئ هذا السيناريو الأساسية تتركز فى أن الفصائل المعارضة ستواصل تنفيذ عملياتها على الحدود التركية ومرتفعات الجولان وفى شرق سوريا وحلب، وهو أمر طبيعى ناتج عن فقدان السيطرة تماماً على تلك المناطق.انتصار «الأسد»، بحسب ما ترى صحيفة «بيزنس إنسايدر» البريطانية، يعنى أنه سيكون فى موقف يسمح له باتخاذ مواقف أكثر حدة تجاه دول الخليج التى ساعدت الفصائل المعرضة له.■ انهيار النظام السورى: هذا السيناريو، بحسب «بيزنس إنسايدر»، هو الأقل احتمالاً على الإطلاق، حيث إن انهيار النظام السورى سيكون نتيجة استنزاف كافة القوة البشرية العسكرية التى يتحكم فيها النظام على مدار أشهر طويلة، وهو أمر قد يكون صعب التحقق بسبب الاعتماد على إيران و«حزب الله» بشكل أساسى. ولن يتحقق هذا السيناريو بالطبع سوى من خلال حصول المعارضة السورية على أسلحة متطورة، أهمها القاذفات المضادة للطائرات. وسيؤدى انهيار النظام السورى إلى ظهور تقلبات طائفية عنيفة داخل الدولة السورية، وسيؤدى تباعاً إلى اندلاع حالة عنف طاحنة بين الفصائل السورية المختلفة على أسس طائفية. وسيكون هذا السيناريو هو الأسوأ بالنسبة لـ«طهران وحزب الله»، حيث إن هذا السيناريو يعنى تراجع النفوذ الإيرانى فى المنطقة بسبب خسارتها الحرب بالوكالة التى تخوضها فى سوريا، كما أنه سيتسبب فى إضعاف «حزب الله» إلى حد كبير.