المشرّدون يجتاحون «محطة مصر».. إشمعنى الشارع
المشرّدون يجتاحون «محطة مصر».. إشمعنى الشارع
«منى» تتخذ من محطة مصر مأوى لها
تجلس على الأرض دون انتظار شىء من المارة، عقلها غائب عن الدنيا، بينما جسدها حاضر تغطيه ملابس مهلهلة شديدة الاتساخ عبارة عن عباءة سوداء، شعرها متناثر حول وجهها دون ترتيب، وفى يدها «ساندوتش» تأكله بنهم شديد بعد أن أحاطت نفسها ببطانية صوف كبيرة، رغم حرارة الصيف الشديدة. على هذا الحال تجلس «منى» منذ أيام فى محطة مصر للسكك الحديدية، لا تعى من أمرها شيئاً وسط اندهاش الركاب المترددين على المحطة من عدم تحرُّك أى مسئول داخل المحطة لمساعدتها، وكأن المحطة -التى تعد أقدم محطة سكة حديد فى مصر- ينقصها وجود مجهولين وفاقدى أهلية على أرصفتها، بعد أن غزاها المتسولون والباعة الجائلون الذين يجوبون أروقة القطارات المختلفة، حتى صار بعضهم معروفاً لدى الركاب.
«محمود»، صاحب محل لبيع الصحف فى المحطة، أكد أنه لا يعلم شيئاً عن السيدة المجهولة -كما اعتادوا تسميتها- سوى اسمها الذى عرفه أحد العاملين بالصدفة، وهو «منى»، هى لا تتحدث مطلقاً حسب قوله، ولا تفعل شيئاً سوى الجلوس فى صمت على أحد أرصفة المحطة: «مش عارفين هى مين، ولا جت إمتى، وأصلاً مش فاهمين وجودها حصل إزاى، لأن المحطة نفسها بتاخد أكشاك المحلات الموجودة بالعافية بعد الركاب طبعاً».
لم يتجاوز وجود «منى» داخل محطة مصر ثلاثة أيام، حسب «محمود»، مؤكداً أنه لم يرها قبل ذلك: «فيه ناس بتعطف عليها ويدوها ساندوتشات من وقت للتانى، بس الفكرة أننا مش فاهمين الشرطة سيباها كده إزاى، وهى مش بتتحرك كتير، ورغم الزحام والدوشة الكبيرة اللى موجودة فى المحطة على طول، لكنها مش بتتأثر بيهم، ممكن تكون مش بتسمع».
«محمد»، رئيس حركة قطارات محطة مصر فى الفترة الصباحية، أكد أن المحطة تعانى من انتشار المتسولين، وأحياناً الباعة الجائلين، لكن التصدى لهم وإخراجهم من المحطة ليس مسئوليتهم، بل مسئولية الشرطة الموجودة فى المحطة: «بمجرد ما الشرطة هتشوفها هيطلعوها بره المحطة، لأنه لا يجوز وجود متسولين وشحاتين فى المحطة، وإحنا أصلاً بنجددها».