بعدَ «الطائرات بدون طيّار».. «الطائرات بدون مطار».. وبعدَ «الطائرات بدون مطار».. «الطائرة.. حامِلة الطائرات»!
(1)
إلى أين يمضى العالم؟ وإلى أين ينتهى؟.. تُرى كيف سيكون شكل العالم فى نهاية هذا القرن؟
إن التطور الحادث فى بعض مجالات الطيران بات مذهلاً.. الطائرات الخاصة التى يستخدمها الأثرياء تتطور على نحو مثير.. وحسب تصريحٍ لمسئول المبيعات فى شركة «بوينج»، فإن الانتقال من مستوى الطائرات الخاصة القديمة إلى مستوى الطائرات الخاصة الجديدة مثل الانتقال من «بيت من القش» إلى «قلعة فاخرة»!
(2)
لقد جرى تطوير مذهل فى الطائرات المدنية.. كان يبدو مستحيلاً فيما قبل.. حيث تم تطوير طائرات مدنية يمكنها أن تقلع بشكل عمودى، وتهبط بالطريقة ذاتها.. دون الحاجة إلى مطار.. حيث يمكن لها أن تقلع من سطح المنزل أو الحديقة أو الشارع، كما يمكنها أن تقلع من النادى أو الجامعة أو المستشفى.. من فوق أى سطح.. ويمكنها أن تعود إليه.
وحسب شبكة CNN فإن هذه الطائرات التى قد تتسع لعشرة أفراد.. يمكنها أن تقلع من سطح العمارة أو الفندق حتى يتسنى لركابها حضور الاجتماع.. ثم تعود إلى سطح العمارة من جديد.. مع توفير كامل لوقت المطارات.
يصل ثمن هذه الطائرة إلى عشرة ملايين دولار.. وهى تلغى فكرة المطار تماماً.. حيث لا تحتاج إلى أى ممر للإقلاع.. ولا إلى أى مرافق للطيران.. ببساطة هى طائرة بدون مطار!
(3)
فى المجال العسكرى.. مضت حرب السيادة على الجو إلى آفاق أكبر.. وتمكنت شركة بوينج مؤخراً من ابتكار سلاح لتدمير الطائرات بدون طيّار باستخدام أشعة الليزر.
تُمثل الطائرات بدون طيار عامل إزعاج كبير.. حيث يمكن لدول عديدة صناعتها.. كما أنه يمكن إغراق أى مكان بها.. وهو ما يشكل تحدياً كبيراً لمنظومات الدفاع الجوى.. ويعد ابتكار سلاح ليزرى لحرقها وهى فى الجو.. تطوراً كبيراً.
كانت المشكلة فى السابق هى توفير الطاقة اللازمة لهذا السلاح، حيث يحتاج الليزر إلى طاقة كبرى وباهظة التكاليف.. لكن تم تجاوز ذلك فى السلاح الجديد.. الذى يمكن تعبئته فى (4) صناديق تعادل (4) حقائب سفر.. ثم إطلاق السلاح الحارق من جهاز اللاب توب!
(4)
ثمة جديد أكثر إثارة فى هذا السياق.. «الطائرة.. حاملة الطائرات». إنها فكرة مذهلة.. وتقول الصحف الغربية: إن وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» تحاول جمع «أقوى العقول» فى مجال تصميم الطائرات.. من أجل إنتاج طائرة كبرى تكون حاملة طائرات استطلاع!
وفى الشهر الحالى.. سبتمبر 2015.. تنعقد ورشة عمل لمناقشة هذا المشروع المبهر.
وحسب الصحف الغربية.. فإن الطائرة الحاملة.. يمكنها حمل أسراب من الطائرات بدون طيار.. التى ستنطلق لأداء مهامها ثم تعود إليها.. مثل حاملة الطائرات البحرية تماماً.
ستقوم الطائرات «بدون طيار» المنطلِقة من «الطائرة الحاملة» بأداء مهام عديدة.. مثل دعم القوات البرية، وحمل المؤن، ونقل الذخيرة، والعمل كأنها صواريخ.. لتنفجر فى عمليات انتحارية.
إن فكرة «الطائرة حاملة الطائرات».. فكرة ابتكارية صادمة.. وهى جزء من صدمات علمية وتكنولوجية باتت تتوالى كل صباح.
(5)
من المؤسف أن العالم الإسلامى الذى يمتد من «طالبان» شرقاً إلى «بوكوحرام» غرباً.. ومن «داعش» شمالاً إلى «القاعدة» جنوباً.. يعيش فى وادٍ آخر.
وفى الوقت الذى يجرى فيه النقاش فى الغرب حول الطائرات بدون مطار.. والطائرة حاملة الطائرات، فإن الشعوب الإسلامية باتت محاصرة.. بأخبار الإرهاب وأنباء المتطرفين.
يحيا الفكر العالمى فى القرن الثانى والعشرين.. ويغيب العالم الإسلامى فى العصور الوسطى الجديدة.
حفظ الله الجيش.. حفظ الله مصر