زوجة صحفى «الجزيرة»: وجوده إلى جانب الإخوان فى السجن خطر على حياته
زوجة صحفى «الجزيرة» محمد فهمى: المخابرات القطرية تطلبه ووجوده إلى جانب الإخوان فى السجن «خطر على حياته»
مروة عمارة
قالت مروة عمارة، زوجة محمد فهمى الإعلامى المحبوس فى قضية «خلية الماريوت» لمدة 3 سنوات بعد إدانته بالقضية، إن المخابرات القطرية لديها ملف خاص عن زوجها، وإنه مطلوب لديها بعدما رفع قضية دولية على قناة «الجزيرة» القطرية، وحصوله على وثائق «سرية للغاية» تدين النظام القطرى، وتثبت أن «الجزيرة» أداة للنظام الحاكم هناك.
وأضافت «مروة»، فى حوار خاص لـ«الوطن»، أن السفارة الكندية تقدمت بطلب إلى مصلحة السجون لترحيل زوجها باعتباره مواطناً كندياً أسوة بزميله الأسترالى «بيتر» الذى تم ترحيله فى نفس القضية، موضحة أن المعارضة الكندية تهاجم الحكومة بسبب عدم الإفراج عن «مواطن كندى» على الرغم من الإفراج عن «الأسترالى».
مروة عمارة لـ«الوطن»: المعارضة الكندية تضغط على حكومتها لترحيل «محمد»
وأشارت زوجة «فهمى» إلى أن المحامية الدولية «أمل كلونى» قدمت للدفاع عن زوجها باعتبارها صديقة شخصية له، وأنها لم تنسق موعداً مع المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، لتجتمع معه، بل إنه فوجئ بوجودها بعدما استجاب لطلب تقدمت به للقائه.
وأعربت «مروة» عن خوفها على حياة زوجها بسبب وجوده بالقرب من أعضاء «الإخوان» بداخل السجن، موضحة أن هجومه عليهم قد يدفعهم لاستهدافه بما يشكل خطراً على حياته، وإلى نص الحوار:
■ ما آخر تطورات قضية «محمد فهمى»؟
- السفارة الكندية قدمت طلباً إلى مصلحة السجون بترحيل زوجى باعتباره مواطناً كندياً، وتضمن طلب الترحيل عدة أسباب، منها «الظروف الصحية»، وأسوة بزميله الأسترالى «بيتر» الذى تم ترحيله فى نفس قضية زوجى، وكذلك مثلما تم مع محمد سلطان.
■ كان زوجك خارج السجن لفترة، فلماذا لم يسافر فى تلك الفترة إذن؟
- «محمد» يحب بلده جداً، وكان لديه فرصة كبيرة فى السفر إلى كندا بعدما تخلى عن جنسيته المصرية ليصبح مواطناً كندياً، لكنه فضَّل البقاء فى مصر حتى يثبت للجميع أنه برىء من التهم المنسوبة إليه فى قضية «خلية الماريوت»، وكان كل همّ زوجى هو استعادة جنسيته المصرية، وفضح قناة «الجزيرة» القطرية وإثبات أخطائها؛ فالقناة لديها «أجندة معينة» الغرض منها هو تشتيت الوطن العربى وبلدانه لصالح جهات ودول أجنبية لتقوم بنشر الفوضى، وهدم الدول من الداخل.
«محلب» فوجئ بوجود «أمل كلونى» معى.. وهى أصرت على لقائه بعدما علمت أنى متوجهة إليه
■ كان معروفاً منذ فترة أن «الجزيرة» لديها نوع من الكراهية تجاه المصريين، وأنها تريد إشعال الفتن.. لماذا عمل فيها إذن؟
- هناك فرق بين قناة «الجزيرة العربية» وقناة «الجزيرة» الناطقة باللغة الإنجليزية التى كان يعمل بها، كما أن القناة الناطقة بالإنجليزية أكثر مهنية ومحايدة أكثر من الناطقة بالعربية، خاصةً أنها تخاطب العالم الخارجى؛ فكانت تحافظ على المهنية فى تناول المواد التى تُبث من خلالها، ومع تأكيدات القناة للعاملين معها أنها منفصلة تماماً عن «الجزيرة العربية»، فوافق زوجى على العمل معهم، وتأكيدهم بأن لديهم تراخيص وتصاريح للعمل داخل مصر، ومن ثم قبِل «محمد» الوظيفة، خاصةً أننا كنا لا نزال مخطوبين، ويبحث عن عمل؛ فقبل الوظيفة على سبيل التجربة، وكانت مدة التجربة ثلاثة شهور، وخلال هذه الفترة لم يجد أى سوء منها تجاه مصر، وكان يقوم بمهام عمله بشكل محايد كمجرد ناقل للخبر.
■ متى اكتشف «محمد» خداع قناة «الجزيرة» له؟
- بعد دخوله السجن بدأ يكتشف خداع القناة عن طريق تعاملها مع القضية، وفوجئ وهو داخل السجن بأن القناة ليس لديها التراخيص اللازمة للعمل داخل مصر، وأنه يوجد بعض العاملين معها من جماعة الإخوان المسلمين، ولم يكن على علم بهذا، والغريب أن القناة حتى يومنا هذا تدعى ملكيتها لتصاريح العمل داخل مصر، وأنها تعمل بشكل قانونى.
■ يرى البعض أن زوجك رفع قضية ضد «الجزيرة» كنوع من جذب تعاطف الحكومة المصرية معه؛ فما تعقيبك؟
- «الجزيرة» قناة مخادعة لكل العاملين بها، وتوهمهم بأشياء غير صحيحة من حيث إنها تعمل بطرق صحيحة ومعها كل التصاريح الخاصة بالعمل، ولم يقتصر دور «محمد» فى رفع القضية فقط بل بعد إخلاء سبيله قام بكتابة عدة مقالات محاولة منه فى فضح ألاعيب «الجزيرة»، وفضحها عالمياً، وقام بكتابة مقالات فى مجالات وجرائد أجنبية عديدة لفضح القناة، كما أن رفع قضية على «الجزيرة» لم يكن بالأمر السهل، خاصةً أنه جمع أوراقاً تثبت أخطاء القناة حتى توافق المحكمة الدولية برفع القضية عليها.
«محمد» تقدم بوثائق «سرية للغاية» لـ«محكمة دولية» تثبت أن «الجزيرة» أداة لـ«النظام القطرى»
■ وما موقف القضية بعد الحكم على زوجك؟
- القضية ستتأثر بالتأكيد لأنها تحتاج لمتابعته بشكل شخصى، لكنه أوصانى بمتابعتها، لأنه حريص على فضح كذب القناة، وإثبات صدق حديثه، فزوجى أوصانى بأن أكمل ما بدأه حتى يتم الإفراج عنه أو ترحيله.
■ وهل اعتمد زوجك على مستندات فى قضيته ضد «الجزيرة»؟
- زوجى كان لديه مستندات «سرية للغاية» ضد قناة «الجزيرة» ودولة قطر، فالوثائق تدين النظام القطرى، وتثبت أن القناة هى ذراع للحكومة، كما أنه يمتلك وثائق موجهة من رئيس الوزراء القطرى يطالب فيها وزير المالية بتوجيه جزء من عائد الغاز الطبيعى لدعم قناة «الجزيرة».
كما أن لديه وثيقة أخرى موجهة من رئيس الوزراء ووزير الداخلية القطرى إلى النائب العام لديهم يأمره فيها بعدم إقحام أى من أفراد الداخلية فى قضية ضرب وتعذيب الشيخ «فهد عبدالله جاسم آل ثانى» ابن عم أمير قطر تميم بن حمد وأبنائه، موضحاً أن الأمر تم نقله إلى محكمة جنائية وعلى النائب العام تعيين قاض بعينه لتبرئة رجال الشرطة.
■ وهل ترين أن عمل زوجك بـ«الجزيرة» هو السبب فيما هو فيه حالياً؟
- زوجى اعترف بأنه أخطأ فى الوقت الذى وافق فيه على العمل فى قناة «الجزيرة»، لكن هذا لم يجعل منه إرهابياً، خاصةً أن زوجى معروف عنه أنه ليبرالى، ولا يمت بأى صلة لجماعة الإخوان المسلمين أو أى جماعات إرهابية، كما أنه دعم ثورة 30 يونيو وتم تقديم شهادات موثقة للمحكمة تفيد بمشاركته يوم 30 يونيو، وتدعيمه للرئيس عبدالفتاح السيسى، كما قام كل من الدكتور فاروق الباز، والمهندس نجيب ساويرس، وعمرو موسى بالشهادة مع «محمد»، وتأكيد أنه من ضمن ثوار «30 يونيو»، وأنه غير منتمٍ بأى شكل للإخوان.
■ وهل تضرر زوجك من رفعه قضية ضد «الجزيرة»؟
- بالتأكيد تضرر على المستويات الشخصية والمادية والمهنية، كما تلقى تهديدات عديدة من منتمين للإخوان المسلمين الذين حاولوا معرفة عنوان منزلنا، وتلقى تهديدات على هاتفه بأن يوقف القضية، لكنه لم يخَف من الخطر على حياته، بل صرف كل مدخراته المادية على القضية رغم أنه من الوارد أن يخسرها، خاصةً أن القناة لديها محامون من أمهر المحامين الدوليين، وأن القناة تدفع تكاليف باهظة للحصول على البراءة فى الوقت الذى يدفع فيه محمد من مدخراته الشخصية.
■ يرى البعض أن تنازل «محمد» عن الجنسية المصرية هو فى حد ذاته جريمة فى حقه تجاه بلده وأنه استقوى بجنسيته الكندية، فما ردك؟
- «محمد» لم يستقوِ نهائياً بالجنسية الكندية، وأكبر دليل على ذلك هو رفع العَلم المصرى أثناء تنازله عن الجنسية المصرية مما تسبب له فى مشكلات فى كندا، وقيل كيف ندافع عنك وأنت ترفع عَلم مصر، وأنك لم يكن لديك انتماء لكندا، وتخليه عن الجنسية محاولة منه للخروج من السجن.
■ وما رأيك فى أن زيارة «أمل كلونى» لزوجك أضرته أكثر من إيجابياتها؟
- «أمل» هوجمت لذلك، ومحمد فهمى هو من دفع ثمن هذا الهجوم، رغم أنها محامية لزوجى بعيداً عن القناة، بل إن «كلونى» ذاتها تهاجم قناة «الجزيرة»، وتقول إنها خدعت زوجى فى التعامل معها.
■ وما طبيعة العلاقة بين زوجك و«أمل كلونى» لتكون محاميته؟
- هى صديقة شخصية له، خاصةً أنه كان يعيش فى كندا، وهى تعاطفت معه فى بداية القضية، واتصلت به لتساعده فى الدفاع عن نفسه، لأنه يملك الجنسية الكندية، وكان لا بد من محام دولى يمثله فى الدفاع عنه، و«أمل» متبرعة ومتطوعة بالوقوف بجانب زوجى، وكانت «أمل» تتواصل مع السفارة الكندية فى مصر، والحكومة المصرية.
■ تردد أن «الجزيرة» من تدفع أموالاً لـ«أمل» للدفاع عن زوجك، فما تعقيبك؟
- «أمل» محامية حقوق إنسان، وتدافع عنه دون الحصول على أى مقابل مادى، وما تردد غير صحيح بالمرة، وقناة «الجزيرة» لا تتواصل معها لأنها تعلم أن موقفها ضدها.
ورغم أن «أمل» لديها الجنسية البريطانية وتستطيع القدوم دون تأشيرة، فإنها أصرت على أخذها واعتبرتها إذناً من السلطات المصرية بحضورها إلى مصر، ولحرصها على أن وجودها فى مصر ليس فيه أى ضرر أمنى عليه، وأنها لم تحصل على تهديدات من الحكومة المصرية، كما أذكر أن بعض الأشخاص نصحوها بألا تأتى لمصر، لكنها أصرت على الحضور.
■ وهل اتفقت «أمل» على لقاء «محلب» قبل حضورها لمصر؟
- أمل التقت «محلب»، ولكنها لم تطلب مقابلة رئيس الوزراء، وهو لم يكن على علم بأنها ستحضر إليه، لأننى كزوجة لمحمد فهمى كنت تقدمت بطلب لمقابلته، وهى علمت بأننى سأقابله فأصرت على أن تذهب معى، كما أن رئاسة الوزراء لم تكن على علم بوجود «أمل كلونى» معى فى الزيارة كما فوجئ المهندس إبراهيم محلب.
وكان اللقاء إنسانياً جداً، وهو قابلنا باحترام شديد جداً، وأنا أرى أن الإعلام تعامل مع وجود «أمل» بشكل مبالغ فيه، لأنها زوجة جورج كلونى أكثر من كونها محامية دولية.
■ هاجم زوجك جماعة الإخوان أثناء وجوده خارج السجن، فهل تعتقدين أن وجوده معهم به ضرر عليه؟
- تقدمت بطلب إلى «محلب» ومصلحة السجون، ووزارة الداخلية بإيداع زوجى فى سجن بعيد عن الإخوان بسبب التهديدات التى كان يتلقاها منهم، ووجوده بجانبهم يمثل خطراً على حياته، كما طلبت من رئيس الوزراء السماح لى بزيارة استثنائية لـ«محمد» كى أستطيع أن أحضر له الأدوية اللازمة له، خاصة أنه يعانى من فيروس «سى»، وبعض الأمراض التى يستوجب أخذ العلاج الخاص بها.
■ ما موقف الحكومة الكندية بعد الحكم بالحبس ثلاث سنوات على زوجك؟
- الحكومة الكندية وعدت «محمد» أن يتم ترحيله، وأنه يوجد ضغط على الحكومة الكندية من قِبل الكنديين والمعارضة الكندية بالوقوف بجانب «محمد» ومحاولة ترحيله إلى كندا، خاصة أن هناك انتخابات كندية برئاسة الوزراء، والمعارضة هناك تنتقد جداً موقف «محمد» كمواطن كندى لم يستطع الحصول على حقوقه الكندية ويتم ترحيله أسوة بزميله الأسترالى «بيتر»، كما طالبت الحكومة الكندية بالمساواة بين «محمد» و«بيتر» المواطن الأسترالى.
■ لماذا ذهب زوجك إلى المحكمة رغم أنه كان من المحتمل أن يحصل على حكم بالحبس؟
- لأنه كان مقتنعاً تماماً بأنه سيحصل على البراءة، وأن الحكم سوف يكون فى صالحه، ولم يكن لديه أدنى شك فى أنه سيتم حبسه، وفوجئ بالحكم.
■ وهل اتصلت «الجزيرة» بزوجك لمفاوضته على عدم رفع القضية ضدهم؟
- لا، فالقناة تعلم أنه داعم للرئيس السيسى، وهو غير مفيد بالنسبة لهم، بل إن المخابرات القطرية لديها ملف خاص به، وهو مطلوب بالنسبة لهم، وهذا يشكل خطراً على حياته.
مروة عمارة تتحدث لـ«الوطن»
أمل وفهمى