اليوم.. أزمات الشرق الأوسط على مائدة أول قمة «سعودية أمريكية»
اليوم.. أزمات الشرق الأوسط على مائدة أول قمة «سعودية أمريكية»
لقاء الملك «سلمان» و«أوباما» فى الرياض «صورة أرشيفية»
يستقبل الرئيس الأمريكى باراك أوباما، اليوم، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، فى أول قمة بينهما، التى من المتوقع أن تركز على أزمات الشرق الأوسط. وقُدمت هذه الزيارة، الأولى التى يقوم بها العاهل السعودى منذ توليه الحكم، على أنها تهدف لتعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية. وذكر الديوان الملكى السعودى فى بيان، أمس الأول، أن «الملك سلمان بدأ زيارة إلى الولايات المتحدة، أمس، يلتقى خلالها أوباما، وعدداً من المسئولين لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها فى المجالات كافة، وبحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك».من جانبها، قالت وكالة أنباء «فرانس برس» الفرنسية، إن وراء البيانات العلنية حول الشراكة، يبدو أن الخلافات حول سوريا واليمن ستهيمن على الاجتماع، إلى جانب الشكوك المتعلقة بالاتفاق النووى مع إيران، موضحة أن السعودية عبرت فى الكواليس عن قلق عميق من أن يؤدى الاتفاق النووى لمنح الشرعية لطهران. وقال مسئولون بالبيت الأبيض، أمس الأول، إن أوباما سيؤكد لـ«سلمان» التزام واشنطن بالمساعدة فى التصدى لأى تهديد أمنى إيرانى. وأشارت وكالة أنباء «رويترز» البريطانية إلى أن الرئيس الأمريكى سيسعى لتهدئة مخاوف السعودية من أن رفع العقوبات عن إيران سيسمح لها بالتحرك بطرق مزعزعة للاستقرار. وقال بن رودس، مستشار أوباما للأمن القومى: «نتفهم أن لدى السعودية مخاوف بشأن ما قد تفعله طهران مع استفادة اقتصادها من رفع العقوبات، موضحاً أن واشنطن تعتقد أن إيران ستستخدم الكثير من أصولها، التى سيرفع عنها التجميد بمقتضى الاتفاق، لتحسين اقتصادها المنهك، معترفا بأن هناك مخاطر لأن تنفق طهران هذه الأموال على أنشطة «شريرة»، على حد وصفه. ولفت مستشار الرئيس الأمريكى إلى أنه من المتوقع أن يعبر «سلمان» عن عدم الارتياح للاتفاق الإيرانى فيما يتعلق بالمسألة النووية، وسيكرر المخاوف السعودية بشأن تحركات «طهران»، موضحاً أن إدارة باراك أوباما تركز على تقديم المساعدة التى وعد بها الرئيس عندما استضاف قمة عربية خليجية فى كامب ديفيد فى مايو، بما فى ذلك مساعدة دول الخليج فى تحقيق تكامل بين أنظمتها المضادة للصواريخ ذاتية الدفع وتعزيز أمن الشبكات الإلكترونية والأمن البحرى. وفى سياق متصل، قالت مصادر مطلعة إن السعودية فى مرحلة متقدمة من مباحثات مع واشنطن لشراء فرقاطتين (قيمتهما أكثر من مليار دولار) وأنه قد يتم التوصل لاتفاق بنهاية هذا العام. وذكرت وكالة أنباء «رويترز» أن بيع الفرقاطتين يمثل حجر الزاوية لبرنامج تحديث بمليارات الدولارات تأخر طويلاً لسفن أمريكية متقادمة فى أسطول البحرية السعودية، وسيشمل زوارق حربية أصغر حجماً، ويبرز روابط الأعمال والعلاقات العسكرية القوية بين البلدين رغم التوترات بشأن الاتفاق النووى الإيرانى. وأشارت المصادر، لـ«رويترز»، إلى أن «اللمسات الأخيرة على الصفقة قد يتم الانتهاء منها بنهاية هذا العام»، موضحة أن برنامج التحديث الأكبر سيشمل التدريب والبنية الأساسية ومعدات حربية مضادة للغواصات وقد يشمل طلبيات من بلدان أخرى.وفى السياق ذاته، حصل الرئيس الأمريكى باراك أوباما، أمس الأول، على دعم كافٍ من مجلس الشيوخ لضمان تمرير الاتفاق الدولى حول البرنامج النووى الإيرانى، مع إعلان نائبة جديدة تأييدها الاتفاق، ما يرفع رقم المؤيدين إلى 34. وقالت السيناتور الديمقراطية باربرا ميكولسكى، أمس، إنها ستؤيد الاتفاق النووى الإيرانى، موضحة: «رغم أن الاتفاق ليس كاملاً، توصلت إلى أن التفاهم المشترك على خطة عمل هو الخيار الأفضل الموجود لمنع إيران من الحصول على قنبلة نووية. تأييدى للاتفاق يعنى أيضاً أن يجدد الكونجرس التزامنا بأمن وسلامة إسرائيل». وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية أن أوباما حصل على ما يكفى من الدعم فى «الكونجرس»، لضمان التغلب على معارضة الحزبين الجمهورى والديمقراطى وتنفيذ الاتفاق النووى مع إيران، مشيرة إلى أنه حتى فى حال ما إذا مرر «الكونجرس» قراراً بالاعتراض على الاتفاقية عندما يصوت فى وقت لاحق من سبتمبر الحالى، فإنه من المتوقع أن يستخدم أوباما حق النقض ضد القرار.من جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى: «أعتقد حقاً أن أسرع سبيل لسباق تسلح حقيقى فى الشرق الأوسط هو عدم وجود هذا الاتفاق، لأنه إذا لم يكن لدينا هذا الاتفاق، فإن إيران أوضحت بالفعل الاتجاه الذى ستسلكه». وأضاف «كيرى»: «تطبيق الاتفاق سيمنع دولاً أخرى من السعى للحصول على أسلحة لنفسها»، مشيراً إلى أنه «إذا رفضت الولايات المتحدة الاتفاق، فإن ذلك سيؤكد مخاوف زعماء إيران».