طفل اشترى مصنع بـ«7 صاغ»
طفل اشترى مصنع بـ«7 صاغ»
أحد العمال فى المصنع يقوم بتزيين تحفة زجاجية
قادته قدماه إلى مصنع لصناعة الزجاج، المشهد كان قاسياً لطفل يرى عمالاً يقفون أمام أفران شديدة الحرارة، يعملون بكد وهم يتصببون عرقاً، ومع ذلك أصر على تحقيق رغبته، «عايز أتعلم تصنيع الإزاز» قالها الطفل قبل 55 عاماً لصاحب مصنع الزجاج ليقرر الأخير قبوله بأجر يومى «7 صاغ».
جاء إلى الإسكندرية قبل 55 عاماً و«حلمه».. تعلم طريقة تصنيع الزجاج
مرت السنوات سريعة وتحول الطفل إلى صاحب أقدم مصنع زجاج يدوى فى الإسكندرية، يسعى للحفاظ على آخر قلاع صناعة الزجاج الوطنى، ويحارب المنتجات الصينية.
فى عام 1960 جاء فتحى بلال إلى الإسكندرية للعمل فى مصنع الزجاج، الذى أنشأه عطية إبراهيم الفيومى، عضو مجلس الشعب الأسبق، فى منطقة محرم بك وسط الإسكندرية، لمساعدة والده فى الإنفاق على المنزل، واستمر فى المصنع إلى أن لحق به إخوته للعمل معه بذات اليومية: «لم أكن أتوقع أن أستمر فى المصنع، حتى أصبحت مالكه الوحيد، وحولته إلى أحد المصانع القليلة لصناعة الزجاج اليدوى فى مصر، والوحيد فى الإسكندرية».
يضم المصنع عشرات العاملين، يعملون وسط أجواء حارة وسباق مع الزمن لصناعة منتجات تتميز بالجودة والدقة لتنافس المستورد: «ينتج المصنع جميع المنتجات الزجاجية، التى لا يخلو أى منزل منها، بداية من النجف والكريستال، إلى الأطباق والأكواب، والمقتنيات الزجاجية، المزخرفة بحرفية، التى اشتهرت بها مصر منذ القدم».
صناعة الزجاج، حسب «هلال»، تدخل ضمن صناعات الرمال البيضاء، لافتاً إلى أن أولى مراحل تصنيع الزجاج هى خلط نوع معين من الرمال، يتم إحضاره من سيناء مع الحجر الجيرى ومكون كيميائى هو كربونات الصوديوم، وخامات أخرى بنسب معينة، وتكون بشكل مسحوق ناعم، ثم بعد ذلك يتم صهره فى فرن تحت درجة حرارة مرتفعة، ثم وضع المسحوق فى فتحة مخصصة بالفرن لتحويله إلى مصهور الزجاج: «بعد صهر الزجاج نبدأ مرحلة التشكيل، التى تبدأ بتبريد مصهور الزجاج حتى درجة حرارة معينة، ثم صناعة الأشكال بوضعها فى قوالب، يتم النفخ فيها بطريقة جمالية حسب الأشكال المطلوبة، ومن الممكن أن يتم النفخ والتشكيل بالفم أو بنظام آلى خلال فترة زمنية قصيرة، قبل تحول مصهور الزجاج إلى مادة صلبة».
المنافسة مع المنتجات المستوردة من الخارج هى الصعوبة التى تواجه «هلال» وظروف الدولة تزيد من أعبائه: «منافسة المنتجات المستوردة من الخارج مهمة صعبة، وزيادة أسعار الغاز الذى يعتبر عاملاً أساسياً فى الصناعة تزيد من المشكلة، حيث تتسبب فى تعطيل الإنتاج بشكل كبير».