السيرك.. ضحكة القلب الحزين
السيرك.. ضحكة القلب الحزين
السيرك
يبدو من الخارج كأنه عالم مبهج، الأضواء تتلألأ، وأصوات ضحكات الجمهور تخرج إلى الشارع، ضوضاء تنبعث من المكان لكنها ليست منفرة.. عالم آخر يبدو من الخارج مختلفاً يدفعك بريقه إلى الدخول لتكون واحداً ممن رسموا على وجوههم ابتسامة عريضة، ليست مصطنعة بل حقيقية نابعة من القلب. لاعبون كبار يعملون بهمة ونشاط شباب، وجمهور لا يتوقف عن الضحك والتصفيق، هذا هو الحال داخل السيرك القومى بالعجوزة طوال ساعتين فقط هى مدة العرض الذى يقدم يومياً.
مشاكل وضعف إمكانيات ومرتبات هزيلة
بعد العرض يختلف الحال، فاللاعبون الذين كانوا يقفون فى صالة العرض بألوان مبهجة وأنوار ساطعة، يبدلون ملابسهم ويزيلون مكياجهم ويعودون إلى حياتهم الطبيعية المليئة بمشاكل وأولها مشاكل السيرك.
فى عام 1966 أنشأ الرئيس الراحل جمال عبدالناصر السيرك القومى ومن وقتها لم يشهد أى تطوير، يعانى السيرك من الإهمال والنسيان من قبل الدولة، يحتاج إلى إمكانيات أخرى غير الموجودة حالياً، يحتاج إلى تطوير، يحتاج العاملون فيه إلى مرتبات مجزية وتأمينات عادلة تعوضهم عن تعب المهنة ومخاطرها التى أودت بحياة بعضهم وأصابت البعض الآخر بإصابات خطيرة.
حاولت «الوطن» الدخول فى تفاصيل هذا العالم المختلف، عالم يجمع بين كل تناقضات الحياة للتعرف على حياة لاعبيه، شكاواهم، مشاكلهم، أحلامهم البسيطة التى يجدون صعوبة كبيرة فى تحقيقها.. ولم تنسَ «الوطن» أن تنقل هذه المعاناة للمسئولين ربما نكون سبباً فى أن تصل أصواتهم إلى مستوى أعلى، إلى المسئولين عن اتخاذ قرار بشأن تعديل أوضاعهم.