بعد دعوته للتصويت عليه بـ«نعم».. «الاستقلال»: «هنغير الدستور»
بعد دعوته للتصويت عليه بـ«نعم».. «الاستقلال»: «هنغير الدستور»
أحمد الفضالى
أعلن تيار الاستقلال، برئاسة أحمد الفضالى، تأييده للدستور فى يناير 2014 وملأ الشوارع والطرق بإعلانات التأييد، وطالبوا المواطنين بالتصويت بـ«نعم» على مواده، وعندما أدلى الرئيس عبدالفتاح السيسى مؤخراً بتصريحات مفادها أن بعض مواد الدستور تمت صياغتها بنوايا حسنة والدول لا تبنى بالنوايا الحسنة، أعلن تيار الاستقلال رفضه للدستور ورفع شعاراً انتخابياً «هنغير الدستور»، هذا التناقض الذى بات جلياً أمام المتابعين لمسيرة التيار أثار العديد من الانتقادات والتساؤلات.
«الفضالى»: دعوتنا للتصويت بـ«نعم» كانت لـ«مصر».. و«عمار»: يضبطون بوصلتهم باتجاه السلطة
وقال أحمد الفضالى، مؤسس التيار، لا يوجد تناقض وإنما هناك بعض المغرضين الذين يرفضون قول الحقيقة مثل الذين يكتفون بقول «ولا تقربوا الصلاة» فقط دون استكمال الآية، موضحاً أن التيار كان يدعو الناس لإنجاز أول استحقاق من مرحلة خارطة المستقبل وكان لدى الجميع رؤى مختلفة، ورغم اختلاف القوى السياسية لم يكن هناك إجماع على أى صيغة للدستور، مضيفاً أن لجنة الخمسين كانت لديها توجهات أحياناً عكس توجهات القوى السياسية ومع ذلك قلنا سنُنَحى الخلافات جانباً وسنعلى مصلحة البلاد وسندعم هذا الدستور حتى يتم إخراج مصر من عنق الزجاجة ويتم تعديله لاحقاً.
ونفى «الفضالى» الاتهام الموجه للتيار بأن رفع شعار «هنغير الدستور» مرتبط بما صرح به الرئيس السيسى بأن بعض المواد تم كتابتها بنوايا طيبة، لافتاً إلى أن تعديل مواده يعد أهم ملامح البرنامج السياسى للتيار قبل أن يدلى الرئيس بهذا التصريح، ورفض «الفضالى» وصف موقف التيار بالمتناقض، مؤكداً أن موقفه هو قمة «الصح» لأن الضرورات تبيح المحظورات.
وتعقيباً على تبدل المواقف السياسية لدى بعض القوى السياسية قال الدكتور وحيد عبدالمجيد، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية، إن هذا الموقف يعبر عن الحالة التى وصلت إليها الساحة السياسية وعن مستوى جزء كبير من العاملين بالعمل السياسى وأيضاً على مستوى قطاع واسع ممن يخوضون الانتخابات، موضحاً لـ«الوطن» أن هذا مؤشر بالغ الخطورة بشأن المستقبل خاصة عندما تكون الساحة الانتخابية على هذا المستوى من الضآلة والتناقض وعدم احترام النفس.
وقال الدكتور عمار على حسن، الكاتب والباحث فى الشئون السياسية، إن هذه المواقف ليست تناقضاً ولكنها تتفق مع تصرفاتهم المعتادة وضبط بوصلتهم السياسية على اتجاه إرادة السلطة السياسية فأينما ذهبت ذهبوا خلفها، وأضاف «عمار»، لـ«الوطن»، أن بعض هؤلاء أفرطوا فى تعظيم الدستور وتفخيمه وتحدثوا عن مزاياه وبمجرد أن انعقدت نية الرئيس على تعديل مواده تبدلت مواقفهم فى لمح البصر.