تغيب الأب عن حضور عيد ميلادها.. فاحتفلت معها المدرسة بـ"تورتة ودبدوب"
تغيب الأب عن حضور عيد ميلادها.. فاحتفلت معها المدرسة بـ"تورتة ودبدوب"
الطالبة إيمان
تقف في إحدى زوايا للمدرسة متكئة على حائط خلفها.. تحاول التخفي وراء كفيها، استحياءً من ظهور دموعها التي سالت عندما تذكرت والدها، الذي لم يتواجد بحفل عيد ميلادها، لظروف عمله.
اعتادت إيمان صابر إمبابي، طالبة بالصف الأول الابتدائي، قضاء يوم ميلادها وسط سيل من مفاجآت الأب التي لا تنتهي.
لم يمر سوى أسبوع من بدء العام الدراسي، وحل موعد عيد ميلاد، إيمان الطالبة بمدرسة الزهراء الابتدائية في مصر القديمة، الإثنين الماضي، ظهرت عليها علامات الانطواء والرغبة في الصمت وتأمل زملائها عن بعد، وهم يتهافتون على الألعاب في "حوش المدرسة"، حتى لاحظ مدير المدرسة ومعلمتها، علامات الحزن تسبق ضحكتها، فعزما على سؤالها، فأجابتهما والدموع تنهمر من عينيها، "النهارده عيد ميلادي وبابا مسافر.. وكان بيجبلي تورتة وهدية"، هكذا أعربت إيمان عن حزنها لعدم تمكن والدها من تحضير مفاجآت عيد ميلادها.
لم يخطر ببال إيمان، أن الاحتفال بـ"عيد ميلادها" هذا العام سيكون على مستوى المدرسة وسط أصدقائها، حيث خطط مدير المدرسة ومعلمتها للاحتفال معها بشرائهما "تورتة" وتزين فصلها بالبلالين، علاوة على شراء "دبدوب وورود" هدية لها، وبمجرد أن دق"الجرس" عادت إيمان إلى منزلها، واستقبلتها والدتها بحضن دافئ، وقالت لأمها: "ماما مش عايزة أرجع هنا.. أنا عايزة أخد سريري وأروح أبات في المدرسة.. أنا بحب مدرستي يا ماما".
"أنا موظف حكومي وبشتغل صبح وليل عشان مصاريف المدارس.. بس غصب عني غبت عن عيد ميلاد إيمان.. بس المدرسة فرحتها".. قالها صابر إمبابي والد الطالبة، مضيفا أنه يشعر بالطمأنينة لوجود نجلته بتلك المدرسة، وأشاد باحتواء المدرسة للطلاب، وقدرة إدارتها على خلق الألفة بينهم.
وأشار والد إيمان، أنه وعد نجلته بإقامة حفل آخر، يوم الجمعة المقبل، وسط الأهل والأقارب وإحضار الهدايا التي اعتادت إيمان عليها، حتى لا تشعر بفارق وأنه يهتم بعمله أكثر منها، موجهًا الشكر لإدارة المدرسة على الاعتناء بطفلته، وعدم شعورها بالوحدة في تلك المناسبة.