زوجي.. وسن المعاش
زوجي.. وسن المعاش
زوجي وسن المعاش
منذ أن خرج زوجى على المعاش وهو يشعر بضيق شديد، بخاصة أنه من الرجال الذين لا يحبون الراحة والجلوس بالبيت ومشاهدة التليفزيون، لذلك زادت مشاجراتنا على أتفه الأسباب، ربما كوب من الشاى الذى يراه غير مضبوط يجعله يغضب بشدة، ويتهمنى باللامبالاة، وعدم الاهتمام، هو يكبرنى بخمس سنوات فقط، ويرانى وأنا أذهب للعمل يوميا بينما هو يتصفح الجرائد والمجلات، أو يكتفى بالذهاب للقهوة يجلس مع أصدقائه لكنه يشعر بالملل سريعا.
اهتدى زوجي إلى فكرة إلى زيارة أحفادنا وعرض مساعدته على زوجة ابنى، يريد أن يقوم بنفسه بمهام توصيل أحفادنا للمدرسة ذهابا وإيابا، فى البداية رحبت زوجة ابنى بالفكرة، لكن زوجى الذى يعشق اللمة وأحفاده كان يطيل البقاء معهم، بل ويلعب معهم، ما يسبب إرباكا لزوجة ابنى التى تعمل هى أيضا، وحياتها مثل الساعة، وهناك أيضا دروس خصوصية يستلزم أن تشرف عليها بنفسها، وواجبات.. إلخ.
لكن زوجى لم يتفهم أن مساعدته لها يجب أن تكون فى حدود، بخاصة أن أحفادى قد استمرأوا اللعب والتساهل بالدروس، ووعده لهم بالذهاب بهم الى النادى وقتما يريدون لما نبهته إلى الفوضى التى يثيرها دون أن يدرى فى بيت ابننا الوحيد، وجدته يشعر بالغبن وأنه لا يقصد شرا، بل أنه يريد أن يكون له دورا فعالا فى تربية أحفادنا، حتى حضرت زوجة ابنى تهمس فى أذنى قائلة: لا داعى لتعب حماى العزيز معى، يجب عليه أن يرتاح كانت كلماتها صريحة وواضحة جدا، فهى تريد منه الاقتراب بحساب من مملكتها حتى لا يفسد أبناءها بسبب تدليل زوجى لهم.
شعر زوجى بأن وجوده أصبح غير مرغوب فيه فى بيت ابننا، فقام بالبحث عن وظيفة تناسب خبراته كمدير عام سابق، فلم يجد سوى دار مسنين، مكانها بعيد جدا عن البيت، رحب بالعمل فيها، وعاد إلى نشاطه مرة أخرى، رغم تكبد الذهاب الى تلك الدار البعيدة.