الرئيس الأفغاني يكلف لجنة بالتحقيق في الغارة على مستشفى "قندوز"
الرئيس الأفغاني يكلف لجنة بالتحقيق في الغارة على مستشفى "قندوز"
أشرف غني
شكل أشرف غني الرئيس الأفغاني، لجنة للتحقيق في الغارة الجوية الأمريكية على مستشفى بقندوز شمال البلاد، والتي أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 22 شخصا، بحسب ما ذكر المتحدث باسمه اليوم.
وأعلن ظفار هاشمي المتحدث باسم الرئيس الأفغاني، أن اللجنة المؤلفة من خمسة أشخاص ستتوجه إلى قندوز في أقرب فرصة للوقوف على أسباب الغارة التي وقعت في الثالث من الشهر الجاري، واستهدفت مستشفى تديره منظمة أطباء بلا حدود.
وأشار إلى أن اللجنة ستكون بقيادة رئيس وكالة الاستخبارات السابق أمر الله صالح، وسترفع تقريرها إلى الرئيس.
وبحسب الجنرال جون كامبل قائد القوات الأمريكية في أفغانستان، فقد جاءت الغارة بطلب من القوات البرية الأفغانية، لكنها استهدفت المستشفى عن طريق الخطأ.
واستمر القصف لنحو ساعة ودمر المبنى الرئيسي للمستشفى. وقدم الرئيس الأمريكي باراك أوباما اعتذارا، كما يجري الجيش الأمريكي تحقيقا. وقد أخلى المستشفى.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود، إن 12 من العاملين بها 10 مرضى جميعهم من الأفغان، قتلوا في الغارة. ولايزال آخرون مفقودون، إلا أن موقع جميع الأجانب أصبح معروفا.
التقى غني، ممثلين عن أطباء بلا حدود أمس الجمعة، وفق مكتبه. وأبلغ مدير المجموعة ريستوفر ستوكس وممثل المنظمة في أفغانستان غويلهم موليني، أنه أمر قوات الأمن الأفغانية بضمان حماية المنظمات الإنسانية، بحسب بيان.
إلا أن البيان لم يأت على ذكر نداء من المنظمة بضرورة إجراء تحقيق مستقل في الحادث، خاصة من جانب لجنة تقصي الحقائق الدولية ومقرها سويسرا، والمشكلة من دبلوماسيين وخبراء قانونيين وأطباء وبعض المسؤولين العسكريين السابقين من تسع دول اوروبية، منها بريطانيا وروسيا. تشكلت اللجنة عقب حرب الخليج عام 1991، ولم تقم أبدا بأي مهمة تقصي حقائق.
قال ستوكس، إن المنظمة الحائزة على جائزة نوبل للسلام والتي تقدم العون الطبي في مناطق الصراع تنتظر ردودا على رسائل بعثت بها يوم الثلاثاء إلى 76 دولة موقعة على البروتوكول الإضافي لمعاهدة جنيف، تطالبها فيها بتحريك اللجنة المشكلة من 15 عضوا.
ولكي تتحرك تلك اللجنة يمكن لدولة واحدة أن تدعوها إلى ذلك. كما يتعين الحصول على موافقة الولايات المتحدة وأفغانستان - وهما ليستا من الدول الموقعة.
في هذه الأثناء لا تزال قندوز تعيش حالة من التوتر، حيث تواصل القوات الحكومية تطهير الجيوب الباقية التي تسيطر عليها حركة طالبان داخل المدينة وحولها.
وأعلن سروار حسيني المتحدث باسم قائد شرطة الولاية، استعادة ثلاثة مناطق بالمدينة أثناء الليل، على الرغم من إصابة محطة وقود في "سيه دارك" بصاروخ وتدميرها، مشيرا إلى أنه لا يعرف الجانب المسؤول عن الهجوم.
وقال عبدالله المقيم في قندوز، والذي لم يذكر سوى اسمه الأول فقط، إن السكان لا زالوا يغادرون المدينة طلبا للأمان، وأن أصحاب محلات البقالة يقومون بتفريغ محلاتهم من المواد الغذائية لنقلها إلى المنازل، خوفا من الندرة.
وذكر برنامج الغذاء العالمي تقديم الطعام لآلاف الأفراد في مخيمات في مدن أخرى في الشمال، وأنه "جرى طحن قمح إضافي تحسبا لتزايد الاحتياجات في الأيام المقبلة".
ذكر السكان أن الغذاء والماء لا تصل بكميات كافية، وأن المدينة لا تزال غارقة في ظلام دامس.
وأضاف عبدالله: "المدينة بكاملها خالية من السكان، الذين لا يشعرون بحالة من الأمان".