قائد القوات الجوية: مصر تتسلم الدفعة الثانية من «الرافال» نهاية 2015
قائد القوات الجوية: مصر تتسلم الدفعة الثانية من «الرافال» نهاية 2015
الفريق يونس المصري
أكد الفريق يونس المصرى، قائد القوات الجوية، أن السلاح الجوى المصرى سطر ملحمة بطولية تاريخية تكتب باسمه خلال حرب أكتوبر، وأثبت قدرته فى إفقاد العدو توازنه، مشيراً إلى أنه تم اختيار يوم 14 أكتوبر من كل عام ليكون عيداً للقوات الجوية، نظراً لما نفذته من مهام قتالية فى معركة «المنصورة»، مؤكداً أن القوات الجوية تضع نصب عينيها مهامها للدفاع عن سماء مصر، وأن تكون رادعة لأى عدوان، موضحاً أن ثورتى 25 يناير و30 يونيو فرضتا مهام إضافية، منها طلعات لتأمين الحدود وإحباط الكثير من عمليات تهريب السلاح والمخدرات.
وأكد «يونس»، خلال الاحتفال بالعيد الـ42 للقوات الجوية، أن مصر ستتسلم الدفعة الثانية من طائرات «الرافال» نهاية العام الحالى، خاصةً أنها تسعى إلى مسايرة أحدث الوسائل العلمية فى مجال إعداد الفرد المقاتل داخل الكلية الجوية، وتطوير المعدات والأسلحة حتى تواكب التطور التكنولوجى لمعدات القتال بالعالم، مؤكداً أن التدريبات المشتركة مع الدول الأخرى مثل «النجم الساطع» مع الجانب الأمريكى لرفع قدراتنا القتالية على مختلف الاتجاهات وتبادل الخبرات.
الفريق يونس المصرى فى العيد الـ42 للقوات الجوية: سماء مصر مؤمّنة تماماً.. وقواتنا رادعة لأى عدوان
وإلى نص الحوار:
■ فى البداية.. سطّرت القوات الجوية المصرية ملحمة تاريخية خلال نصر أكتوبر المجيد.. لذا نريد توضيح دورها وأسباب اختيار يوم 14 أكتوبر عيداً للقوات الجوية؟
- خلال حرب أكتوبر المجيدة عام 1973 سطرت قواتنا المسلحة ملحمة بطولية شهد لها العالم، وجاءت أعمال قتال قواتنا الجوية فى الطليعة، حيث سجلت العديد من البطولات منها الضربة الجوية التى أفقدت العدو توازنه فى بداية الحرب، واستمر طيارونا فى تنفيذ المهام حتى جاء يوم 14 أكتوبر، ففيه حاول العدو تنفيذ هجمة جوية ضد قواعدنا بمنطقة الدلتا، بهدف إضعاف التجميع القتالى لقواتنا الجوية وإفقادها القدرة على دعم أعمال القوات البرية، فتصدت مقاتلاتنا لهم ودارت أكبر معركة جوية فى سماء مدينة المنصورة، والتى سميت فيما بعد بـ«معركة المنصورة»، شاركت فيها أكثر من 150 طائرة من الجانبين، وقد أظهر فيها طيارونا مهارات فائقة فى القتال الجوى، وجرأة وإقداماً واستمرت هذه الملحمة أكثر من 53 دقيقة تكبد العدو خلالها أكبر خسائر فى طائراته خلال معركة واحدة فى مرحلة من مراحل الصراع العربى الإسرائيلى، حيث تم إسقاط 18 طائرة -رغم تفوقه النوعى والعددى- ما أجبر باقى الطائرات المعادية على الفرار من سماء المعركة، ومنذ ذلك التاريخ لم يُقدم العدو الجوى على مهاجمة مصر، ومن هنا تم اختيار هذا اليوم عيداً للقوات الجوية.
■ كيف يتم تأهيل الضباط والعاملين للتعامل مع المهام الصعبة والمتعددة لوحدات القوات الجوية؟
- الركيزة الأولى لنجاح القوات الجوية فى أداء مهامها هو الفرد المزود بعقيدة عسكرية وروح معنوية مرتفعة، وقدرة على الأداء الجيد، وإلمام تام بمهامه فى السلم والحرب، ولياقة بدنية عالية وقدرة على استخدام أحدث المعدات، وتلك الصفات هى التى تمكّن الفرد من أداء مهامه القتالية بأعلى معدلات أداء وأقل استهلاك للمعدات والأسلحة والذخائر تحت مختلف الظروف، وتقوم قواتنا الجوية بمسايرة أحدث الوسائل العلمية فى مجال إعداد الفرد المقاتل داخل الكلية الجوية بعد تطويرها وتوفير رعاية طبية وبرامج الإعداد البدنى، بالإضافة إلى مساعدات التدريب الأرضية وتنفيذ التدريبات فى ظروف مشابهة لظروف العمليات الحقيقية واستخدام ذخائر العمليات لتحقيق مبدأ الواقعية فى التدريب، وتقوم القوات الجوية باختيار العناصر المناسبة للعمل فى المجال الفنى ثم تأهيلهم التأهيل النفسى والبدنى والعسكرى والعلمى اللازم فى مراكز إعداد الفنيين وبعد تخرجهم والتحاقهم بالتشكيلات الجوية تستمر منظومة التأهيل والرعاية من خلال التدريب النظرى والعملى والتوسع فى استخدام مساعدات التدريب المتطورة واكتساب الخبرة بالدراسة وحضور الدورات والفرق بالخارج مع توفير الرعاية الصحية والاجتماعية للضباط والأفراد وعائلاتهم والاهتمام بمستوى المعيشة للصف والجنود وتوفير نوادٍ ترفيهية لرفع الروح المعنوية.
حرب أكتوبر سجلت بطولات عديدة والضربة الجوية أفقدت العدو توازنه.. وقدرات قواتنا القتالية وكفاءتها على أعلى مستوى
■ هل هناك توجه إلى التعاقد على طائرات جديدة بعد انضمام الطائرة الرافال الفرنسية؟
- الشغل الشاغل للقوات المسلحة خلال المرحلة المقبلة هو تطوير المعدات والأسلحة التى تستخدمها حتى يتم مواكبة التطور التكنولوجى لمعدات القتال بالعالم، وبطبيعة الحال تقوم القوات الجوية بتطوير طائراتها حتى يتسنى لها القيام بالمهام التى قد تكلَّف بها على الاتجاهات الاستراتيجية المختلفة على أكمل وجه، وظهر هذا جلياً بالتعاقد على أحدث طائرات الجيل الرابع، ومن هذه الطائرات المقاتلة الفرنسية «الرافال» وبطبيعة الحال تطوير وإحلال الطائرات المتقادمة بالقوات الجوية مثل طائرات «ميج 21» و«الميراج 5» بطائرات قتال حديثة متطورة، وهذا على رأس اهتمامات القوات الجوية خلال المرحلة المقبلة، وستكون حاملة الطائرات «الميسترال»، التى تعاقد الرئيس عبدالفتاح السيسى على شرائها من فرنسا، إضافة للقوات المسلحة المصرية.
■ كيف يتم الحفاظ على الكفاءة الفنية والتأمين الفنى لتلك النظم لتكون قادرة على أداء مهامها بدقة وكفاءة عالية؟
- تمتلك القوات الجوية منظومة عمل فنية تضمن لها المحافظة على التأمين الفنى للمعدات والطائرات، القديم منها والحديث، وتتبع القوات الجوية سياسة المحافظة على الكفاءة الفنية والتأمين الفنى للطائرات وتنفيذ العمرات لها والتطوير المستمر لزيادة قدراتها القتالية وتزويدها بالأجهزة الملاحية والرادارية الحديثة لمضاهاة أحدث طائرات القتال، لذا عملت القوات الجوية على صقل الكوادر الفنية من خلال التأهيل النفسى والبدنى والعسكرى والعلمى بمراكز إعداد الفنيين وباستخدام مساعدات التدريب المتطورة ومن خلال التدريب النظرى والعملى وعقد الدورات الداخلية والخارجية لاكتساب الخبرات اللازمة لتنفيذ أعمال الصيانة والعمرات لمعظم الطائرات بما يجعل منظومة التأمين الفنى بالقوات الجوية مثالاً يحتذى به بشهادة عديد من الدول، ويتمثل كل ذلك فى الحفاظ وبكفاءة عالية على ما لدينا من أسلحة ومعدات تعمل حتى الآن مثل الطائرة ميج 21، وأن منظومة التدريب والتأهيل داخل القوات الجوية لا تتوقف بل تستمر من خلال التدريب النظرى والعملى والتوسع فى استخدام مساعدات التدريب المتطورة، واكتساب الخبرة بالدراسة وحضور الدورات والفرق بالخارج مع توفير الرعاية الصحية والاجتماعية للضباط والأفراد وعائلاتهم والاهتمام بمستوى المعيشة للصف والجنود وتوفير نوادٍ ترفيهية لرفع الروح المعنوية، والرئيس عبدالفتاح السيسى يُولى اهتماماً خاصاً بتطوير القوات الجوية، وفيما يخص تسلّم مصر الدفعة الثانية من مقاتلات الرافال الفرنسية المتطورة فإنه كان من المفترض أن يتم تسليمها لمصر مطلع العام المقبل 2016، إلا أن الرئيس عبدالفتاح السيسى، يحاول الضغط على الجانب الفرنسى لضرورة تسليمها قبل نهاية العام الحالى.
■ ما أوجه التعاون مع القوات الجوية الصديقة والشقيقة فى مجالات التدريب ونقل الخبرات؟
- هناك تدريبات مشتركة كثيرة مع الدول الصديقة مثل «النجم الساطع» مع الجانب الأمريكى، والبريطانى، والفرنسى، والإيطالى، والكثير من الدول الأخرى، مثل التدريب المشترك «كليوباترا» و«حورس 2015»، مع الجانب اليونانى إضافة إلى التدريب المشترك «فيصل» مع الجانب السعودى و«عين جالوت» مع الأردن و«اليرموك» مع الكويت، وفى إطار تلك التدريبات يتم الاستفادة من تبادل الخبرات ومهارات القتال المتنوعة مما يزيد من قدراتنا القتالية على مختلف الاتجاهات، وتقوم القوات الجوية بتنفيذ مجهود جوى كبير خلال هذه التدريبات حتى تحقق أقصى استفادة فى جميع التدريبات المختلفة، إضافة إلى متابعة ما يتخذه الجانب الآخر من إجراءات للتحضير والإعداد وتنفيذ إدارة أعمال القتال للخروج بالدروس المستفادة وتعميمها على القوات الجوية، وقد كانت قواتنا الجوية دائماً محل تقدير الدول المشاركة وظهر ذلك فى رغبة العديد من الدول فى المشاركة فى هذه التدريبات لنقل الخبرات المصرية لها.
■ هل هناك خطط مستقبلية لصناعة طائرات مصرية أو حتى المشاركة مع دول أخرى فى تصنيعها؟
- كثير لا يعلمون أن مصر فى مطلع الستينات الماضى قامت بتصنيع طائرات مصرية (القاهرة 200 - القاهرة 300) بمصنع الطائرات، ونحن الآن نُولى أهمية كبرى كى نصل مرة أخرى لإمكانية إنتاج طائرة مصرية بنسبة (100%)، مع الجدير بالذكر أن صناعة الطائرات تحتاج إلى صناعات متعددة تقترب من نحو (400) صناعة إلى جانب الاستثمارات الهائلة فى هذا المجال، نظراً لما يشهده العالم من التطور التكنولوجى الهائل فى مجال صناعة الطائرات الحربية، ولقد بدأنا هذه المرحلة بتجميع طائرة التدريب الصينية (K - 8) وبتصنيع نسبة كبيرة من أجزائها تصل إلى 80% حتى يتسنى لنا اكتساب الخبرات اللازمة التى تمكننا فى المستقبل من القدرة على التصميم والتصنيع، كما تقوم القوات الجوية بإجراء العمرات المختلفة لطرازات الطائرات الموجودة بالقوات الجوية «ميراج 5 - ف16 - سى 130» بورش الطائرات مع إجراء التعديلات والتحديثات التى تمكّنها من رفع قدراتها القتالية كى تتماشى مع طبيعة المهام التى تنفذها القوات الجوية فى المرحلة المقبلة.
نمتلك أحدث الطائرات.. ونسعى لتطوير الأسلحة بما يواكب التطور العالمى التكنولوجى.. ونُولى أهمية كبرى لإنتاج طائرة مصرية 100%
■ هل أكسبت الحرب على الإرهاب فى الفترة الأخيرة خبرة جديدة إلى طيارينا؟
- ترتب على قيام ثورتى 25 يناير و30 يونيو ظهور متطلبات واحتياجات جديدة لتأمين الدولة داخلياً وخارجياً ولدعم استقرار الحياة اليومية للمواطنين، حيث فرضت الأحداث مهام إضافية للقوات الجوية اشتملت على طلعات لتأمين الحدود وإحباط الكثير من عمليات تهريب السلاح والمخدرات عبر الحدود على مختلف الاتجاهات، كما فرض الوضع الأمنى الداخلى للدولة قيام القوات الجوية بنقل الأموال وامتحانات الطلاب إلى المحافظات وذلك لصعوبة تأمينها على الطرق البرية، كما قامت طائرات الإسعاف الطائر بنقل المصابين من جميع أنحاء الجمهورية إلى المستشفيات لسرعة تلقى العلاج، وفيما يختص بتأثر مستوى الكفاءة القتالية، فإن رجال القوات الجوية مدربون ومؤهلون للقيام بتلك المهام مع عدم إغفال الاستعداد لتنفيذ باقى المهام والمحافظة على الاستعداد القتالى والكفاءة القتالية، ففى أثناء تأدية المهام غير النمطية التى تكلفت بها القوات الجوية، لم يتوقف التدريب على مهام العمليات والاستمرار فى حماية سماء مصر فى جميع الأوقات وتحت كافة الظروف.
■ كيف ترى دور القوات الجوية الفعال فى تأمين المظاهرات السلمية أثناء ثورة 30 يونيو.. وما تبعها من أحداث؟
- بعد ثورة 30 يونيو ظهرت كثافة العمليات الإرهابية، خاصة فى سيناء وقد قامت القوات الجوية بدور حاسم فى معاونة التشكيلات التعبوية للقضاء على الإرهاب فى كافة ربوع مصر، وقد ظهر دور القوات الجوية جلياً خلال عملية «حق الشهيد» التى انتهت مرحلتها الأولى بشمال سيناء، وشاهدتم مدى تأثيرها على سير الأحداث التى تتم بمنطقة العمليات.
■ ما الإمكانات التى يتضمنها معهد طب الطيران وعلوم الفضاء.. وهل يقدم خدماته للقطاع المدنى؟
- معهد طب الطيران والفضاء مجهز بأجهزة حديثة للتدريب الفسيولوجى، لتدريب طيارى القوات الجوية مثل جهاز «الطارد المركزى»، وغرفتى الضغط المنخفض، والرؤية الليلية وغرفة الإجهاد البدنى والكرسى القاذف، ويتم عقد دورات تدريبية بصورة منتظمة لتدريب الطيارين عليها، ويقدم المعهد دراسات فى طب الطيران والفضاء لتأهيل أطباء القوات الجوية للعمل فى التشكيلات الجوية، وذلك من خلال فرق أساسية ومتقدمة والحصول على درجة الماجستير فى طب الطيران، وهذه الفرق متاحة أيضاً للأطباء العسكريين الوافدين من الدول الشقيقة، كما يقوم المعهد باختبار الطلبة المتقدمين للكلية الجوية من خلال غرفة الضغط المنخفض وجهاز اختبار الطيارين من الناحية النفسية، والمعهد مجهز بغرف للعلاج بالأكسجين تحت ضغط عالٍ لعلاج العسكريين والمدنيين بأمراض مختلفة مثل القدم السكرية وتسوس العظام والحروق والجروح غير الملتئمة، ومرض التوحد فى الأطفال، بما يسهم أيضاً فى خدمة القطاع العسكرى والمدنى.