دوائر الجيزة والإسكندرية: كبار السن ينتخبون الشباب
دوائر الجيزة والإسكندرية: كبار السن ينتخبون الشباب
قاض ومشرفون أثناء فرز أصوات المرحلة الأولى
عندما يجد الأب ابنه غاضباً يسعى دائماً لمصالحته وقد صالح الآباء فى الإسكندرية والجيزة أبناءهم بانتخاب الشباب.. فلا ينكر أحد أن الشباب غابوا عن مراكز الاقتراع فى دوائر الحضر بالجيزة والإسكندرية على وجه الخصوص ولكن الآباء انحازوا لأبنائهم فانحازت هذه الدوائر بوضوح للتغيير والشباب حيث فاز 9 فى الإسكندرية أقل من 45 عاماً وفى الجيزة ارتفع العدد إلى 10 نواب. بل إن المحافظتين معاً منحت عضوية مجلس النواب لأربعة فقط من قيادات الحزب المنحل
المحافظتان تمنحان 4 مقاعد لقيادات «المنحل.. ودائرة محرم بك تمنح شاباً صغيراً أصواتها رغم أنها من أكبر الدوائر سناً
دوائر الإسكندرية والجيزة ذهبت أصواتها بوضوح لصالح الأصغر سناً والأقل ارتباطاً بالحزب الوطنى.. ولكن هذا الحديث غاب تحت أضواء الصراخ على نتائج دائرة الأضواء فى الدقى والعجوزة، فبينما كان نحيب عدد من مؤيدى الثورة يملأ مواقع التواصل الاجتماعى لم يسمع أحد أصوات الزغاريد فى إمبابة على بعد أقل من شارعين حيث انحازت دائرة كانت معقلاً تقليدياً للوطنى وللتيارات الدينية لصالح سيدتين فى أول مرة فى تاريخ مصر الحديث وشاب ليبرالى، كما انحازت العمرانية لمرشح مسيحى من يسار الوسط هو إيهاب بسطاوى ومعه وفدى هو محمد فؤاد.. ولكن يبدو أن البعض لا يسعى إلا لرؤية صورة واحدة لهذه الانتخابات..
وهنا يجب التطرق لدائرة محرم بك بالإسكندرية التى منحت شاباً صغيراً هو هيثم أبوالعز الحريرى أصواتها رغم أنها دائرة وفقاً لبيانات اللجنة العليا للانتخابات من أكبر الدوائر سناً، بمعنى أن نسبة الناخبين من 18 إلى 40 عاماً فى هذه الدائرة أقل من متوسط أغلب الدوائر فى مصر، فعدد الأقل من 40 عاماً المسجلين يبلغ تقريباً 160 ألف ناخب بهذه الدائرة مقابل أكثر من 170 ألفاً أعمارهم تزيد على الأربعين.
إن فوز هيثم الحريرى لم يكن فقط تعبيراً عن احترام واضح لتراث أبيه القيادى اليسارى التاريخى الراحل أبوالعز الحرير، بل أيضاً دلالة لانحياز الآباء لخيارات الأبناء حتى ولو لم يذهبوا لصناديق الاقتراع.. ولحسن الحظ فإن مدارس السلوك التصويتى لديها إجابة أيضاً عن هذه الظاهرة حيث أشارت دراسات انتخابية أوروبية إلى أن كبار السن ينحازون فى بعض الأحيان للتغيير فى رد فعل على موجة ثورية للأبناء. فمقولة تشرشل إن «من كان شاباً ولم ينحز لليسار فهو بلا قلب ومن لا ينحاز لليمين مع ارتفاع سنوات عمره هو بلا عقل»، لا توصف الواقع دائماً، فأحياناً يبحث كبار السن عن التغيير من أجل الإعلان عن التضامن مع «قلب» الأبناء.
وهى نفسها الإسكندرية التى انحازت بنسبة تزيد على 60% للأحزاب ومنحت فرصة لسيدة هى هند القبارى فى دائرة المنتزه أول، وجاءت بأصغر نائب فى البرلمان هو مصطفى الطلخاوى (التى وصفه صحفى زميل بأنه من قيادات «الفلول» بينما كان لم يكن الشاب يتجاوز 21 عاماً فى يوم الثورة) والأكبر سناً النائب التاريخى للتيار الناصرى كمال أحمد فى دائرة العطارين.. ولكن كما غنى زياد رحبانى «تلفن عياش»!.