"عادل" مضيف طيران لأكثر من 3 سنوات: "مين قال إن الضيافة للبنات بس"
"عادل" مضيف طيران لأكثر من 3 سنوات: "مين قال إن الضيافة للبنات بس"
موسى
"الضيافة".. مهنة اقترنت بالفتيات للعمل بها، في أذهان العديد، فتتردد كلمة "مضيفة" وليس "مضيف"، على الرغم من أنها عمل متاح للجنسين، ما يفتح لهما مجال المنافسة والنجاح، لكونها عملا يأخذ صاحبه على عاتقه كل خدمات راكبي الطائرات من الاستماع لشكواهم وتحقيق طلباتهم وتقديم الإسعافات الأولية ومباشرة تنفيذ تعليمات قائد الطائرة، حتى وصول الرحلة في سلام.
العمل في مهنة الضيافة، حلم عادل موسى، منذ تخرجه في الجامعة، ولكنه كان على علم أنه هدف يحتاج إلى "الواسطة" لدخول عالم الطيران، وعدم وجودها جعله يفقد الأمل وقتها، فاتجه إلى العمل في العديد من المهن بداية من "موديل ودي جي"، إلى أن جاءته فرصة سفر إلى شرم الشيخ والعمل بأحد الفنادق كموظف الاستقبال وأثبت نفسه حتى وصل إلى منصب المدير وبعد مرور أربعة أعوام في شرم الشيخ ظهرت أزمة ضرب السياحة بعد انفجار قنبلتين بفندق غزالة والسوق القديمة ليقرر بعدها العودة إلى القاهرة.
وفور وصوله للقاهرة عمل مسؤولا عن محال شهيرة للملابس حتى زهد عنها ليدخل في مهنة أخرى داخل إحدى شركات الاتصالات المعروفة، إلى أن حالفه الحظ في الوصول إلى هدفه المنشود، في عامه الـ31 من العمر، حينما أبلغه صديق له أن هناك إحدى شركات الطيران العربية التي تطلب مضيفين، لم يتردد لحظة عادل في التقديم ومر بأكثر من اختبار حتى تم قبوله.
على خلاف المتداول عن مهنة الضيافة أنها قاصرة على الفتيات، قال عادل "إن الضيافة بتحتاج بنات عشان تبقى واجهة للشركة والبنت بتكون لبقة في الكلام، وأن فعلا هما عددهم أكثر مننا"، وهو ما يظهر في أن العاملات معه بالشركة يقرب من 14 ألف مضيفة مقابل 6 آلاف مضيف، في حال كان عددهم الإجمالي 20 ألف عامل.
ويشرح عادل عن مهنته في الضيافة أن بها بعض العيوب والمميزات، فمن عيوبها الشعور الدائم بالوحدة لكونه يعيش في دبي بعيدا عن عائلته وأصدقائه، كما أن طبيعة العمل تؤثر على الصحة، موضحا أن المحاكم لا تأخذ بشهادة مضيف الطيران الذي طالت مدة عمله عن الثلاث سنوات لما تحدثه الطائرة من تغيرات.
أما عن المميزات فإن مهنته تعطيه الفرصة للسفر إلى بلاد كثيرة حول العالم والتعرف على العديد من الثقافات المختلفة وتتيح له فرصة تعلم لغة جديدة، بخلاف السعادة التي يشعر بها حتى وإن كانت تمنعه كثيرا من رؤية أسرته وأصدقائه.
وقال عادل عن دوره داخل الطائرة فور صعوده إن أهم شيء سلامة الركاب وتقديم الطعام لهم: "لازم أخد بالي إن الناس دي زي ما طلعت زي ما هتنزل وما يكونش في مشكلة ومحدش يجراله حاجه صحياً وبدنياً وحتى نفسيا مايكونش في مشكلة"، فهناك بعض المسافرين الذين يشعرن بالخوف نتيجة أنهم أول مرة يركبون طائرة أو لديهم مرض فوبيا الطيران.
واستكمل حديثه مشيرا إلى أنه يقوم أيضاً بمساعدة الركاب وتقديم لهم النصيحة في الأماكن التي يمكنهم زيارتها، ينزعج عادل من نظرة المجتمع المصري باعتبار أن المضيف يمثل لهم "الجارسون" الذي يقدم لهم الطلبات أثناء صعودهم على متن الطائرة، موضحا أن المضيف يوفر سبل الراحة للمسافرين بتقديم ما يحتاجون إليه طوال رحلتهم، حتى يشعر المسافر بالخصوصية الآمنة.
وأوضح الشاب الثلاثيني أن شركته التي تدرب بها خلال فترة تعليمه أصول الضيافة على متن الطائرة، اجتهدت كثيرا على كل المستويات "الاجتماعية والإسعافات الأولية والاستعدادات لحالات الطوارئ"، علاوة على تعليم خطوات الأولى لتيسير عملية الولادة الطارئة.
ويروي عادل عن أصعب المواقف التي مرت عليه داخل الطائرة ولم تفر من ذهنه "هي تعرض طفل يبلغ من العمر 12 عاما إلى ضيق تنفس وبدأ في التعب بعد ساعتين من الطيران وبالتواصل مع الكونسلتوا عبر الساتاليت استطاعنا أن نجري بعض الإسعافات ولكن حالة الطفل كانت تزداد سوءا وتوقف التنفس والنبض وتم تركيب جهاز الصدمات الكهربائية ولكن توفي الطفل".