البلد بالفعل «شغالة»، وهناك قطاعات تعمل بكفاءة عالية أكثر من غيرها، ولكنّ هناك ضعفاً فى تسويق هذه الإنجازات.
ألاحظ هذا الضعف فى الارتفاع السريع فى الروح المعنوية للكثير من المواطنين بعد أن يتم الإعلان عن أى مشروع وطنى، وبعد الإعلان عن المشروع بأيام قليلة نعود إلى حالة من السكون، ثم التراجع فى الروح المعنوية للمواطنين.
المصريون مبصرون يبحثون عن نور، والنور لن يأتى إلا بخطة إعلامية ذكية تنقل للناس الإنجازات التى تحققت، والخطط التى نتبناها لمستقبل أفضل.
يؤكد الرئيس فى خطبه أن أى إنجاز هو إنجاز المصريين جميعاً. وهو فى هذا محق، لأن ملايين المصريين يضحون بقبول العيش فى حياة دون الآدمية، كى يكون المستقبل أفضل لأبنائهم.
لكن ليس من المنطقى أن تكون الروح المعنوية للمواطنين رهناً بالإعلان عن مشروعات قومية كبرى، رغماً عن أن هناك إنجازات كثيرة تقوم بها الوزارات والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية.
إذن، ما العمل؟
أتصور أن يقوم القائمون على مهام الإعلام فى مجلس الوزراء بالتعاون مع مركز معلومات مجلس الوزراء والوزارات والمحافظات المختلفة بإعداد قوائم شهرية بخطط وجهود كل جهة من أجل علاج مشاكل المواطنين، وأن يتم التواصل مع القنوات المختلفة الرسمية وغير الرسمية حتى تقوم بتغطية هذه الإنجازات مثلما تجتهد هذه القنوات فى تغطية السلبيات وتصعيدها إعلامياً.
الإعلام مسئول وطنياً عن رفع الروح المعنوية للمواطنين بلا كذب أو تضليل، والحكومة مسئولة سياسياً عن وضع إنجازاتها وخططها على مائدة النقاش العام.
إذا كان لنا أن نتعلم شيئاً من التجربة الماليزية، فهى قدرتهم على الاستفادة من الإعلام الوطنى وتوجيه الإعلام نحو إكساب المواطنين القيم والمهارات اللازمة، كى يواجهوا تحديات المنافسة الشرسة مع الاقتصادات الأخرى.
رفعت ماليزيا شعار «الأكاميديا»، أى الربط بين الأكاديمية والميديا بعبارة أخرى الربط بين العلم والتعليم من ناحية، والإعلام والتواصل الجماهيرى من ناحية أخرى.
نحن بحاجة لأن ينظر إعلامنا إلى دوره نظرة مختلفة، مضمونها البحث عن الحلول، وليس فقط رصد المشكلات، مضمونها فتح آفاق اقتراحات وتصورات جديدة لمصر المستقبل، وليس فقط رصد مشكلات الماضى، مضمونها أن العقل المصرى أمانة فى رقبة الإعلام والتعليم والخطاب الدينى والثقافى، وليس مجرد أداة للتكسب والاستغلال من قبل القائمين على شئون هذه المجالات.
قلقى وحزنى أن أرى مكونات وعناصر النهضة متوفرة على أرض بلادى، ولكننا لا ننهض لغياب التنسيق بين جهات ومؤسسات تعرف كيف تعمل منفردة، لكنها لا تعرف كيف تعمل منسجمة.
القليل من التنسيق سينقلنا إلى الأمام كثيراً.
قولوا يا رب.