36 عاما من مباحثات المناخ واجتماعات القادة.. الغازات المنبعثة ما زالت تدمر العالم
36 عاما من مباحثات المناخ واجتماعات القادة.. الغازات المنبعثة ما زالت تدمر العالم
صورة أرشيفية
في عام 1979 خرج زعماء العالم من قصورهم الفاخرة وسافروا في طائرتهم الخاصة إلى العاصمة السويسرية "جنيف"؛ لحضور المؤتمر الأول للمناخ، الذي عقد في وقت لم يكشر كوكب الأرض عن أنيابه بعد، أو يفسد هواءه وماءه ويابسته بفعل الغازات الدفيئة المنبعثة عقب الثورة الصناعية التي اجتاحت العالم.
وعلى مدار نحو 36 عاما، عقدت مؤتمرات مختلفة للمناخ وصيغت اتفاقيات، ورغم ذلك ما زالت الغازات المنبعثة تدمر العالم، وما زالت مصادر الطاقة المتجددة بعيدة المنال، وفضلت الدول الصناعية الكبرى مصالحها العامة على حياة الأبرياء سكان الكوكب.
اليوم، يتجدد لقاء الزعماء في مؤتمر الأمم المتحدة الـ11 للمناخ، بالعاصمة الفرنسة "باريس"، يتحدثون ويتناقشون لمدة أسبوعين، من أجل الوصول إلى حلول حقيقية واتفاقات ملزمة لاحتواء الكارثة قبل وقوعها.
الدراسات الأخيرة التي نشرتها الأمم المتحدة الخاصة بالاحتباس الحراري والتغيرات المناخية في العالم، تشير إلى أن زيادة ارتفاع درجة حرارة الكوكب ستؤدي إلى مجموعة من العواقب الوخيمة، بدأت بعض مؤشراتها في الظهور، مثل زيادة الأمطار والفيضانات، ما يترتب عليه ارتفاع نسبة المحيطات والبحار، والذي يؤدي بدوره إلى اختفاء جزر ومدن ساحلية وانقراض حيوانات من الكون، بخلاف توقعات خبراء بذوبان القطبين والذي سيخلف كارثة سوف تتسبب في تغير خريطة العالم.
مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ عقد في مجموعة من مدن وعواصم العالم، من بينها "ريو" البرازيلية، "كوبنهاجن" الدنماركية، "الدوحة" القطرية، "برلين" الألمانية وغيرها، وتظل المؤتمرات التي تأخذ اهتمام الإعلاميين في شتى بقاع الأرض مجردة من النتائج الملموسة، فيما عدا برتوكول "كيوتو" الذي تم توقيعه بمدينة "ريو دي جانيرو" البرازيلية في مؤتمر قمة الأرض 1992.
ويعتبر "كيوتو" الاتفاق الملزم الحقيقي للحد من انبعاث الغازات الضارة بالبيئة، واعتمد وبدأ تطبيقه في 1997، حيث التزمت الدول الصناعية في المدينة اليابانية بخفض انبعاث الغازات الضارة بالبيئة في الفترة بين عامي 2008 و2012 بمعدل لا يقل عن 5%، مقارنة بمستويات 1990.
ويعد غاز ثاني أكسيد الكربون الأكثر تلويثا للمناخ، بنسبة تصل إلى 50%، إضافة إلى غازي "الميثان" و"النتروز" والمعروف بـ"غاز الضحك"، و"الهيدوركربونات" المهلجنة و"هيكسا فلوريدات" الكبريت.
ومنذ وضع هذا البروتوكول والعمل به، لم تستطع الدول الأطراف في اتفاقية "كيوتو"، وعددها 200 دولة تقريبا، وضع اتفاقية ملزمة حقيقية جديدة تقلل من انبعاث الغازات، وتخلق فرص حقيقية يعتمد عليها للطاقة المتجددة.
وعلى مدار الأسبوعين المقبلين، ينتظر سكان الكرة الأرضية تحديدا في 11 ديسمبر، أن تنتهي تلك القمة باتفاقيات جادة تنقذ العالم من الهلاك المؤكد، بسبب ارتفاع درجات حرارة الكوكب بفعل الاحتباس الحراري.