بالصور| محمود وشيماء.. قصة إرادة بطلها "كرسي"
بالصور| محمود وشيماء.. قصة إرادة بطلها "كرسي"
محمود وشيماء
"الإعاقة ليست إعاقة جسد، بل إعاقة عقل وروح"، مع مرور الوقت تثبت المقولة صدقها، فقد كان من أشهر العباقرة لا يملكون أجسادا معافاة تماما، ما دفع الملايين من الأصحاء ليتخلوا نوعا ما، عن نظرات الشفقة والعنصرية تجاه أصحاب الإعاقات.
"من رضي بقضاء الله أرضاه الله بجمال قدره" دائما ما يرددها محمد عوض، الشاب العشريني، بعد تعرض لحادث سير فقد معه القدرة على الحركة، وظل ملازما لكرسي متحرك، وهو في مُقتبل عمره، لكن القدر وضع أمامه شيماء ليكمل معها حياته الجديدة من خلال "كراسٍ متحركة".
"حبيت شيماء لمدة سنة ونصف، بعدها قررنا الارتباط بشكل رسمي"، قالها محمود عوض، الحاصل على بكالوريوس نظم المعلومات الإدارية، والذي يعيش بمحافظة السويس، وصوته يملأه الحماس والشغف بحبه لشريكه حياته المستقبلية شيماء محمد، والتي تعيش بمحافظة كفرالشيخ.
قرر كل من محمود وشيماء، أن يتزوجا ويواجها إعاقتهما ونظرة الناس إليهما وتفكير أسرتيهما، ليثبتا أنهم قادران على أن يعيشا حياة طبيعية مثل البشر لكن من خلال وسائل مختلفة، فهما بالنهاية لهم حق بالحياة والتعايش مع كل حقوقهما وواجبتهم، ومن حقهم أيضا تقديم التسهيلات اللازمة ليتأقلما مع حياتهما بعد حادث لا ذنب لهم فيه.
"الكرسي المتحرك" مجرد وسيلة مختلفة من أجل أن يستكمل كل من محمود وشيماء حياتهما معا، فهو ليس مجرد مرض بقدر أنه طريقة تعامل مختلفة، والذي ساعدهما على ممارسة رياضة "تنس الطاولة" بأحد النوادي الخاصة، ما أهلهم لتقيديهم باللجنة البارالمبية.
ويؤكد محمود، لـ"الوطن"، أن "مستخدمي الكراسي المتحركة ليسوا مختلفين عن باقي البشر في شيء إلا في طريقة التعامل مع الحياة فمنهم الأطباء والمهندسين والسياسيين ورجال الأعمال وأبطال مصر وإفريقيا ومنهم جميع طبقات المجتمع من الغني للفقير ومن العامل إلى رئيس الشركة".
"معاقون" اللفظ الذي رفضته شيماء، من خلال حملة أطلقتها للتوعية لكيفية التعامل بشكل غير عنصري ولا يؤذي مشاعر المرضى، قائلة: "لو اللي بيقول الكلمة دي بص لنفسه شاف حلمه وأد إيه نفسه يعمل كتير أوى، هيلاقي شوية عوائق والحياة مش مساعداه، لقى شوية صعوبات، شاف نفسه اتهزم، ومفكرش يحاول تاني يوصل لحلمه، وكل اللي بيقوله الدنيا معانداني ومستني مكانه، وقتها يجوز في الوقت ده أقول عليه معوق".
وتقول شيماء إنهم يستطيعون الفرح وقضاء حياتهم بالشكل والصورة التي يرونها مناسبة، لافتة أن أكثر ما يفرحهم عندما يشاهدون المارة فرحين لسعادتهم، ويروهم مثلهم بعيدا عن نظرات الشفقة "وكأننا ناقصنا حاجة"، قائلة:"المجتمع لسه فيه ناس محترمة شايفة أن مفيش حاجة بتعوقنا".
شاب وفتاة من مستخدمي "الكرسي المتحرك" أصبحا رسالة صمود وإرادة وقوة تحكم في الذات، ومن مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي، ليُغيروا فكر الملايين ممن يتصرفون دون وعي تأثير "الكلمة" على أصحاب الإعاقات.