لا أشعر أن هناك إمكانية لتفادى تصادم مروع بين قطار الحكم وقطار المعارضة مما يؤدى إلى سقوط شهداء وجرحى من الشعب!
التصادم آت لا محالة، كان من الممكن حتى مساء الخميس الماضى تجنبه، إلا أن الجميع اتخذ من الأفعال والأقوال ما يرفع درجة تسخين الأوضاع إلى درجة الانفجار.
لقد أصبحت اللعبة الآن محكومة بـ4 قواعد حاكمة هى فى حكم «الأمر الواقع» الضاغط على الجميع.
هذه القواعد هى:
أولاً: الإعلان الدستورى الصادر يوم 21 نوفمبر.
ثانياً: المليونية الأولى للقوى السياسية المعارضة والثانية التى حدثت بالأمس وشعور هذه القوى بالتوحد.
ثالثاً: إصدار مسودة الدستور ليلة الخميس.
رابعاً: موقف الهيئات القضائية والصحافة والمجتمع المدنى من التصعيد السياسى الذى قد يصل إلى حد العصيان المدنى.
هذه القواعد تصل بكل طرف من أطراف اللعبة إلى آخر نهاية طرف الموقف المضاد.
الجميع الآن يشعر بأنه وحده دون سواه صاحب الحق المطلق والآخر هو المخطئ الكامل.
الجميع الآن يصل بقواعد اللعبة إلى حافةالهاوية.
الجميع يسعى إلى إسقاط موقف الآخر.
ليس هناك طاقة أمل تبعث أى وسيط عاقل للتوسط من أجل حل وسط.
إن منطق «هوه كده» الذى يقابله «طيب هوه كده» لن يؤدى بأى طرف إلى أى نجاح أو تقدم فى أى مجال.
نحن أمام وضع لا تفاوض حوله، ولا محاولة للتسوية بالنسبة له.
وكما قالت ناشطة معارضة فى برنامج حوارى «نحن الآن أمام موقف يا قاتل يا مقتول».
وكأنها تريد أن تقول إنه موقف مفصلى إما أن طرفا يكسر الآخر أو أن الآخر يؤكد له أنه غير قابل للانكسار!
أعود وأكرر أن احتساب التدهور أو الصدام ليس بالشهور أو الأسابيع أو الأيام ولكن للأسف الشديد بالساعات.
متى يصفر الحكم معلناً بدء الصدام؟