ماجد نوح: المتظاهرون أمام القصر «ناس محترمة وشيك»
قال اللواء ماجد نوح، مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن المركزى: إن الشرطة لم تنسحب من محيط قصر الاتحادية ليلة أمس الأول، بل تعاملت بحكمة مع الوضع الذى واجهته القوات هناك، مشيرا إلى أن المتظاهرين «ناس محترمة»، محملا «الألتراس» مسئولية الاعتداء على القوات بالطوب والحجارة والزجاجات الفارغة، نافيا وجود نية لدى قوات الأمن المركزى للتعامل مع المتظاهرين بأى شكل من أشكال العنف.
اللواء نوح هو المسئول الأول عن القوة الضاربة للداخلية، وهى الأمن المركزى، تحدث لـ«الوطن» عن كواليس ما دار أمام الاتحادية وسبب تراجع قواته والتعليمات التى صدرت أثناء ذلك.
* ماذا حدث أمام الاتحادية أمس الأول؟
- أولا: «ألف باء» فى مهمتنا كانت التأمين وعدم التعرض للمتظاهرين السلميين بأى حال من الأحول، ومنذ الساعات الأولى من صباح أمس الأول قمنا بعمل حواجز من السلك الشائك أمام قصر الاتحادية والشوارع المؤدية إليه لمنع اقتحامه، وهذه مهمتنا: أن نؤمن القصر الرئاسى دون التعرض للمتظاهرين السلميين بل وحمايتهم، وهذه النقطة تحديدا شدد عليها اللواء أحمد جمال الدين، وزير الداخلية، وطالبنا بضبط النفس لأقصى درجة والتحلى بالصبر.
* إذن كيف تطورت الأمور ليلا؟
- فوجئنا فى السادسة من مساء أمس الأول بأن أعداد المتظاهرين فى تزايد وارتفاع مستمر حتى تحولت إلى طوفان من البشر وتجاوزت أعدادهم مع حلول الساعة السابعة 120 ألف متظاهر، وكنا قد تحدثنا أثناء إعداد خطة التأمين حول التصرف المناسب فى مثل هذا الموقف واتفقنا بعد ورود تعليمات من الرئاسة على عدم التعرض للمتظاهرين أو السماح بالاحتكاك معهم، وكان القرار فى هذه الحالة هو التراجع إذا حاولوا عبور الأسلاك الشائكة، وبالفعل كان ذلك هو القرار المناسب وتراجعنا لأن الالتحام أو منع المتظاهرين من العبور سيؤدى لكارثة، خاصة أن من بينهم أسرا خرجت للتظاهر بأطفالها، وإذا سقط طفل ما أرضا فلن ينجو.
* وما تقييمك للمتظاهرين؟
- «ناس محترمة» كلهم بلا استثناء «ناس شيك ومحترمة»، وفيه «وشوش كتيرة فيهم» لناس بسطاء وأول مرة نشوفهم، كانوا أسرا عادية جدا خرجت للتظاهر ولم يعتدوا على القوات نهائيا.
* كم عدد المصابين فى صفوف قوات الأمن المركزى؟
- ما زلنا نحصر أعدادهم، لكن الحصر المبدئى يقول إن العدد وصل لـ50 من الضباط والأفراد وبينهم اللواء أشرف عبدالله، مدير قوات الأمن المركزى بالقاهرة نائب مدير مباحث القاهرة.
* ومن الذى اعتدى عليهم؟
- الألتراس القادمون من ناحية حدائق القبة هم من اعتدوا عليهم بالطوب والحجارة وقنابل المونة والشماريخ.
* كثيرون يقولون إن الشرطة انسحبت.. ما ردك؟
- لم ننسحب، نحن تراجعنا للخلف لأن «مفيش تعليمات إننا نواجه المتظاهرين أو نمنع التظاهر»، وفى النهاية تصرفنا بحكمة ولم نلتحم معهم، لكن لدينا خطوطا حمراء، هى عبور أسوار القصر الرئاسى.
* وماذا لو حاولوا اقتحامها؟
- سنستخدم حقنا فى الدفاع عنها «أى حاجة برة الأسوار يعملوها ما دامت سلمية»، لكن عبور السوار خط أحمر.
* ما حجم القوات الموجودة أمام القصر الرئاسى الآن؟
- طبعا نحن نؤمن قصر الاتحادية بنوعين من القوات: قوات أساسية وأخرى إضافية.. القوات الأساسية تحمى البوابات والأسوار، وهى لا تزال موجودة، أما الإضافية فقد تم سحبها طبعا لعدم الحاجة إليها، وهى القوات التى كانت موجودة فى الخطوط الأمامية فى محيط قصر الاتحادية.
* وماذا كان سيحدث لو لم تتراجع القوات؟
- طبعا كان هيبقى فيه ضحايا كتير، واحنا تعلمنا ومش هنسمح للى حصل فى 28 يناير إنه يتكرر تانى.
* اشرح لنا ما حدث لمدرعة الأمن المركزى التى اعتلاها المتظاهرون؟
- لم يحدث ذلك غضبا من القوات، بل فرحة لعدم تعرض قوات الشرطة للمتظاهرين، وهذا كان ظاهرا فى ترديد الهتافات المتضامنة معنا؛ لأننا لم نبادر بأى رد فعل عنيف والتزمنا بعدم التعرض للمتظاهرين، وأثناء تراجع العربة تدافع عدد من الأشخاص وصعدوا فوقها ولم يحدث أى شىء خارج.
* ما أكثر شىء لفت نظرك خلال تلك الأحداث؟
- الأطفال والوجوه الجديدة.. رأيت أسرا بكاملها تسير فى المظاهرات.. أسرا بسيطة وأطفالا فى عمر الزهور فتأكدت أن المسيرات سلمية بخلاف ما شاهدناه فى أحداث محمد محمود وسيمون بوليفار.
* هل تلقيتم تعليمات صريحة من الرئاسة بالتراجع؟
- طبعا كانت فيه تعليمات مشددة بذلك إذا تزايدت أعداد المتظاهرين منعا لحدوث أى فوضى أو أعمال عنف وإفساح المجال للمتظاهرين للتعبير عن رأيهم بشكل سلمى.