«سيد» تخرج فى «حاسب آلى» ليعمل فى المزارع: «الحاجة أم التنازلات»
«سيد» تخرج فى «حاسب آلى» ليعمل فى المزارع: «الحاجة أم التنازلات»
سيد محمد
سيد محمد إسماعيل، أحد أبناء قرية أبوكساه فى محافظة الفيوم، 44 سنة، خريج معهد حاسب آلى، يعمل محاسباً فى عدد من المزارع فى منطقة وادى النطرون، يقول: «محافظة الفيوم هى الأسوأ حظاً من حيث فرص العمل، والسبب فى ذلك ندرة المياه التى تحتاجها الأرض للزراعة، وأغلب الأراضى فى محافظة الفيوم تُروى بمياه الصرف الصحى، التى تسبب الأمراض للناس، ولذلك يعانى أهالى المحافظة من الجهل والمرض والبطالة».
يقول سيد إنه عانى أيضاً أثناء بحثه عن عمل، ولذلك لم يجد فرصة سوى العمل كمحاسب فى عدد من المزارع فى وادى النطرون، ويكشف سيد عن الوقائع الصعبة التى يتعرض لها العمال، وذلك من خلال ما شهده، قائلاً: «الأطفال فى محافظة الفيوم مصيرهم الأسوأ، حيث يعملون فى ظروف غير إنسانية، ومعظهم يعانى من ضعف وأنيميا، وبالرغم من ذلك يضطرون للعمل فى المزارع فى الصحراء، وفى الورش الصناعية، وفى مصانع خاصة فى أكتوبر». قائلاً: «من كام يوم قابلت أطفال وهما راجعين من الورش اللى بيشتغلوا فيها، واقفين مرعوبين على الطريق الساعة 2 بالليل، علشان خايفين من الكلاب ومش عارفين يروّحوا». ويكمل سيد: «أكثر ما يثير الشفقة من العمالة هم الذين تجاوزوا السبعين ويضطرون للخروج للعمل قبل الفجر، ويعودون يومياً بعد منتصف الليل، هم غير قادرين على العمل أو تحمل البرد، ولكن يضطرون لذلك من أجل لقمة العيش».
وعن طريقة سير أمور العمل، يقول سيد: «السمسار يحصل على أضعاف أجر العامل. من خلال العربات التى حملها بالأطفال، ليعملوا فى المزارع الموجودة فى الصحراء، أو فى مصانع خاصة فى منطقة السادس من أكتوبر».
يختم سيد حديثه: «يجب أن تهتم الدولة بالمحافظات المهمشة غير المتوافر بها أى فرص عمل، لأنها تصبح مع مرور الوقت منبعاً للإرهابيين والنماذج المتطرفة، ويتم استقطابهم بسهولة»، ويضيف سيد: «محافظات الصعيد، خاصة الفيوم، محتاجين مشاريع كبيرة تلم الشباب للشغل فيها».