# 25_ مكاسب _ شعب يراقب ودولة تستجيب
# 25_ مكاسب _ شعب يراقب ودولة تستجيب
ثورة يناير.. الضغط الشعبى أدى لتغيير بعض القرارات السياسية
5 سنوات مرت على ثورة 25 يناير، مكاسب عديدة تحققت، الرقابة الشعبية أبرز هذه المكاسب، تجسدت بين المواطنين على اختلاف انتماءاتهم، سواء فرادى فى تساؤلات ومناقشات يومية، أو فى شكل منظمات وجمعيات شاركت فى مراقبة الانتخابات الرئاسية فى عام 2012، ومتابعة أداء الرئيس المعزول محمد مرسى وقتها، وصولاً إلى مبادرات شبابية متطوعة ظهرت لمراقبة الانتخابات فى كل استحقاق، الدستورية والرئاسية والبرلمانية الأخيرة، فى كل مرة تهدف المراقبة لضمان المواطن عدم خداعه مرة أخرى.
«أحمد»: «مش هينضحك علينا تانى».. «إسلام»: نسير نحو الأفضل لكننا نحتاج إلى وقت كافٍ.. وعضو «اكشف فساد»: «إحنا اللى مشّينا محافظ الإسكندرية و«السكوت ممنوع»
مع اندلاع ثورة يناير، دخل المشهد السياسى تحت عنوان «مفيش حد هيضحك عليا تانى»، لم يكن له أى علاقة بالحياة السياسية من قبل سوى حبه لصورة مصر الجديدة التى تمناها، ما دفعه للاهتمام بالشأن العام عن أى وقت مضى: «عشان بحب بلدى، كان لازم يبقى ليا دور وما ينضحكش عليا تانى»، قالها أحمد مصطفى (24 عاماً)، حين شعر بالخطر على مستقبل وطنه، فسارع إلى المشاركة فى الرقابة على الانتخابات ليضمن استقرار الحاضر والمستقبل معاً، عن طريق الدخول فى حركات شعبية تقوم على التقييم والمراقبة: «دخلت فى حركة مراقبة وشايفين وأكتر من مبادرة شبابية مع كل انتخابات، بدايتها كانت الرئاسة أيام مرسى وشفيق، والدستور وقت ما الإخوان مسكوا البلد، وكنت بشوف تجاوزات بنفسى ترعب، واكتشفت إننا لما شلنا مبارك عشان فساد حكمه ونظامه، كان أرحم من مرسى اللى خان البلد، عشان كده دخلت فى مبادرات مراقبة شعبية كتير بعد حكم مرسى لتقييم أدائه».
يتحدث «أحمد» عن سبب مشاركته فى عدد من المبادرات التى تراقب الانتخابات والاستفتاء: «ما كنتش خايف من الإخوان، لأنهم عاملين زى الفار آخرهم الجرى، وقررت المشاركة وقتها بأنى أراقب أداء مرسى وقتها، وكنت ضده طول فترة حكمه، وأول واحد نزلت وجمعت أصحابى وعملنا أكتر من وقفة عشان نكون سبب خلعه، وكان عندى إصرار أعرف كل حاجة بتحصل ليها علاقة بالسياسة فى البلد، وأراقب الصغيرة قبل الكبيرة، عشان محدش يضحك علينا تانى أو يكتم صوتنا»، وتابع «أحمد»: «فى 30 يونيو، كنت حريصاً على مراقبة الانتخابات وحمايتها، من أى انتهاكات أو تجاوزات وإنها ماشية بسلام، لأني كنت مؤمن أن مرسى هيمشى وهيجى بعده منقذ مصر، لأنى واثق فى جيش بلدى، عشان كده كنت حريص إنى أشارك فى كل ما يخص الانتخابات فى الوقت ده».
دعم الجيش واستجابته للشعب ضد الإرهاب دفعا الشاب العشرينى، حث أصدقاءه على المشاركة فى إنقاذ الوطن، بانضمامه فى مبادرات الرقابة الشعبية، حفاظاً على استقرار البلاد: «اكتشفت أن الرقابة على الانتخابات وكل ما يتعلق بالسياسة، بتخلى عندنا وعى أكتر بكل اللى حوالينا، واستجابة الجيش لينا وإنه يبقى فى ضهرنا، خلانى أنظم مع صحابى مبادرات بنعملها مع كل انتخابات، عشان نراقب اللجان ونفضل طول الوقت متابعين الحدث ونبقى فى الصورة، لأن دى أقل حاجة نقدر نساعد بيها بلدنا وجيشنا، بعد وقفته معانا ضد الإرهاب، ونساعد جيشنا العظيم اللى محتاج مننا كل احترام وتقدير»، مؤكداً أن المراقبة الشعبية عليها دور كبير فى بناء استقرار البلاد: «مشاركتى فى المراقبة على انتخابات البرلمان الأخيرة كانت بالنسبة ليا مهمة، لأنى قدرت أجمع كل التجاوزات اللى كانت فى دائرتى بالمعادى، والرشاوى اللى كانت بتتوزع تبع المرشحين، وقدمت أنا وزمايلى بالأسماء مين اللى كان بيرشى الناس عشان تنتخبه، وكل اللى بلغنا عنهم خسروا لأنهم ما يستحقوش الثقة»، مضيفاً: «ده غير أن المراقبة بتخلى عندنا وعى أكبر من الأول، بكل اللى بيحصل حوالينا، ولينا دور فى توضيح التجاوزات والرشاوى والفساد اللى فى البلد».
تلال من القمامة فى الشوارع، صرف صحى يشكو الأهالى من رائحته الكريهة، إلى جانب مزلقانات مفتوحة.. مشكلات عديدة عانى منها «شهاب» وأهالى الإسكندرية، أثناء وجود د. هانى المسيرى، محافظاً للإسكندرية، دفعته إلى إطلاق حملة «اكشف فساد»، لمراقبة أداء المحافظ والمسئولين فى الإهمال الذى طال مدينته، فيقول شهاب محمد، أحد سكان حى ميامى، وعضو فى الحملة: «ما بقاش ينفع حد يضحك علينا خلاص، وأى مسئول مش هيشوف شغله مش هنسكت عليه، عشان كده عملنا مبادرة شبابية لكشف الفساد، من أى مسئول هيجى المحافظة هيفضل تحت مراقبتنا وهنتابعه عشان ما يضحكش علينا تانى»، مضيفاً: «فى الوقت اللى المسيرى مسك فيه المحافظة، المجارى والزبالة ماليين الشوارع ومفيش حاجة تعدلت، عشان كده عملنا المبادرة لمراقبته وقدمنا فيه شكاوى كتير فى المحافظة وفضلنا وراه لحد ما الحكومة أقالته».
المشكلات التى أصبحت حديث شوارع وأهالى الإسكندرية، أثناء وجود «المسيرى» محافظاً، لم يسكت عليها الشاب الثلاثينى ومبادرته التى حققت مكاسب عديدة، مبرراً: «من بعد ثورة 25 يناير ما بقاش فيه سكوت، وبقى عندنا وعى أكتر من الأول، والدليل إننا ما سكتناش على المحافظ، وكنا أول ناس ضده وبنقدم فيه شكاوى وملاحقين تصرفاته كلها والإهمال اللى كان ساكت عليه، والزبالة اللى كانت مالية الشوارع والصرف الصحى اللى ضارب فى كل حتة»، مؤكداً أنه اشترك فى أكثر من مبادرة تحث على الرقابة الشعبية، أثناء الانتخابات التى مرت بها البلاد ومراقبتها، «نزلت مع أصدقائى أشرفنا على الانتخابات الرئاسية فى 2014، والدستور وأخيراً البرلمان الأخير، وكان لينا دور لكشف أى فساد بيحصل أو تجاوزات وكان بيتم الإبلاغ فى وقتها للمسئولين عن الانتخابات، لأنه بقى عندنا وعى أكتر وإصرار على إننا نكون فى الصورة، عشان هدفنا إنه مصر تفضل أم الدنيا».
إسلام نصر، شاب بالغ من العمر 27 عاماً، يعمل بمجال التسويق كان واحداً من المتظاهرين فى 25 يناير، يرى أن أهم مكاسب الثورة من وقتها وحتى الآن حالة الحراك الفكرى التى أصابته ومن يعرفهم جميعاً «بند السياسة ما كانش موجود فى حياتنا، دلوقتى كل الناس مهتمة وفى وسط شئون حياتها هتلاقى مناقشات كتير عن الأوضاع السياسية والمسئولين وكل التفاصيل اللى ما كناش حاسين إنها تبعنا زمان». تحول السياسة إلى جزء من الحياة اليومية، لم يكن بالمشاركة فى الانتخابات والانشغال بالتفاصيل اليومية للحياة السياسية فقط، بالنسبة لإسلام، الشاب الثلاثينى يرى أن القضاء على الإسلام السياسى وحالة الولع بتجار الدين هى الأهم «زمان كانت الصفقات شغالة على ودنه، بين النظام والإخوان، وإحنا الضحية، الجماعة لعبت دور المظلومة فترة طويلة، لكن فى سنتين حكم بس، ظهروا على حقيقتهم وإزاى كانوا بيودوا الشباب فى داهية وهم ياخدوا المكاسب كلها».
الشاب الذى يحلم بأن يصبح رجل أعمال فى المستقبل، أكد «كل الشباب اللى شاركت فى 25 يناير بدأوا يشتغلوا شغل تطوعى فى المجتمع المدنى وده أثره واضح حواليا فى دورات وشغل فى الشارع»، لا ينسى إسلام كل المخاوف والأخطار التى شعر بها كلما فكر خلال عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك فى أن الحكم سيذهب تلقائياً إلى «مبارك الابن» «بقينا فاهمين إن اللى فى السلطة ده رئيس، مش أبونا اللى ما ينفعش نقوله لأ، فكرة التوريث انتهت، وجمال ما بقاش رئيس، مش كده وبس، إحنا قدرنا نحاكمه، الشخص اللى ما كناش حاسين إننا هنشوف حد بعده، بقى حرامى رسمى، بحكم المحكمة، من غير الثورة ما كناش ممكن نشوف كل ده، ولا كنا هنوصل لـ 30 يونيو، المجتمع بيتطور وكلنا رايحين لطريق أفضل، لكن محتاجين وقت».