لميس جابر: «ثوار يناير» قتلوا أنفسهم من أجل أن «يلبسوها لمبارك»
لميس جابر: «ثوار يناير» قتلوا أنفسهم من أجل أن «يلبسوها لمبارك»
الدكتورة لميس جابر
كعادتها الجريئة، هاجمت الدكتورة لميس جابر، الكاتبة، وعضو مجلس النواب، ثورة 25 يناير، وقالت إنها ترغب فى التقدم باقتراح لإلغاء شهر يناير وأن يكون بداية العام من شهر فبراير، وقالت فى حوارها مع «الوطن»: «لا يوجد ذكرى ثورة تأتى فى كل عام تنكد عليك عيشتك، وشهر يناير تسبب لى فى اكتئاب».
وتابعت: «25 يناير ليست ثورة وليست مجيدة وكانت مؤامرة بكل المقاييس، وأمريكا استعملت كل الجماعات الإسلامية فى الربيع العربى، من أجل تقسيم البلدان العربية، و25 يناير مؤامرة لتنفيذ «سايكس بيكو» الثانية، ورفضت فكرة الاحتفال بالثورة، وقالت: «لا يجوز الاحتفال بذكرى 25 يناير، متسائلة: «هل يمكننا الاحتفال بنكسة 1967؟» .. إلى نص الحوار:
■ ما دلائلك أن «25 يناير» كانت مؤامرة؟
- كنت فى الأيام الأولى للثورة سعيدة جداً، وكتبت مقالاً يوم 27 يناير 2011 بعنوان «تحيا القلة المندسة» فكنت أستمع فى الراديو والتليفزيون للأخبار فكانوا يقولون لقد تحركت قلة من حركة كفاية، وقلة من 6 أبريل وقلة من الجمعية الوطنية للتغيير، وقلة من الشباب، فأعجبتنى قصة القلة المندسة التى كنا نتريق عليها وقت حكم الرئيس الأسبق حسنى مبارك، فكتبت مقالاً قلت فيه «تحيا القلة المندسة»، ونزلت يوم الجمعة 28 يناير لأرسل المقال للجريدة، لأن الفاكس فى المنزل كان معطلاً والنت متوقفاً، فرأيت وأنا ذاهبة لأرسل المقال بعض الناس يحملون أسلحة بيضاء وأدوات الجزارين، فعدت سريعاً إلى المنزل وأنا أتحدث مع نفسى أن هناك شيئاً غير طبيعى، وفى نفس اليوم مساء انتهت الشرطة، وبدأنا نبحث عن أى شىء نحمى به أنفسنا، وزوجى الفنان يحيى الفخرانى يمتلك سلاحاً مرخصاً، لكننا لا نستعمله ولا يمكن أن يعطيه لأحد يستخدمه، وأحضرنا طفايات الحريق، وجلست أشاهد ولا أنام، ويوجد ولد قريب لى وأن من ولّدت أمه وعمره وقتها كان 30 سنة، وقف يشاهد ما يفعله المعتدون على قسم السيدة وحرق السيارات فحاول منعهم وقال لهم حرام عليكم السيارات جديدة، ففوجئ بالمولوتوف يسقط على وجهه، فانصرف يجرى ووجهه محروق، فكلمنى أهله، فقلت لهم أعطوه حقنة منومة أو مسكنة حتى لا يُصدم بما سيرى من آثار على وجهه، وظلوا يبحثون عن دكتور حتى الرابعة صباحاً حتى وجدوا «تمرجى» فى مستشفى الفاروق، فوضع بعض المراهم والعلاج على وجهه، وأخذنا فى علاجه فترة طويلة بعدها، وهذه الواقعة هى التى توقفت عندها.
■ وماذا حدث بعد ذلك؟
- عندما احترق مبنى الحزب الوطنى، جلست «أتريق» وأقول قعدنا ندعى على الوطنى ونقول الله يحرقه الله يحرقه، لحد ما اتحرق، وبعدين توقفت وقلت لماذا نحرق المبانى فهذه أموال مصر، ثم إن مبنى الحزب الوطنى أساساً هو مبنى الاتحاد الاشتراكى، ورأيت مشهد اللصوص وهى تخرج بمحتويات المبنى، فقلت إن هذا سلوك غريب وليست ثورة، فثورة 1919 لم تسجل الشرطة أى حادث سرقة أو اعتداء، فالحرامية فى ثورة 19 تحولوا إلى مواطنين شرفاء، فوجدت أن المسألة فى 25 يناير تحولت إلى افتعال أحداث دموية، ووجدت أن الثوار يقتلون أنفسهم من أجل أن «يلبسوها لمبارك»، وسمعت مداخلة لضابط من سجن وادى النطرون يتحدث فيها أن الذخيرة نفدت وأن هناك هجوماً عليه، وفوجئت بالسجون فُتحت وهرب المساجين، ووجدت مكالمة لمحمد مرسى مع قناة الجزيرة، بذكائه منقطع النظير، قال للمذيعة أحب أقولك كمان مين معايا فلان وفلان، على الرغم من أن خطوط التليفونات كانت مقطوعة ومرسى يتحدث من «تليفون ثريا» على قناة الجزيرة، فمن أين جاءت كل هذه الترتيبات؟ ولماذا تتحدث «الجزيرة» مع محمد مرسى تحديداً؟ ومن الذى أعطاه التليفون الثريا؟ فكيف نسمى هذه ثورة؟ وكانت الصورة تتضح، فكيف يمكن أن نخرج مصر من سياق ما حدث فى كل الدول المحيطة؟ فلماذا تكون ثورتنا مجيدة فى حين أن الدول المحيطة «خربت»؟
■ أنت متأكدة أنها كانت مؤامرة؟
- نعم إنها مؤامرة، فأمريكا ببساطة شديدة استعملت كل الجماعات الإسلامية فى الربيع العربى، من أجل تقسيم البلدان العربية، والجماعات الإسلامية والإخوان لا يعترفون بجنسية أو وطنية أو بتاريخ ولا بعضم التربة حتى، فأمريكا واضحة ولا تخفى شيئاً، و«كونداليزا رايس» وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة جاءت وتحدثت عن الفوضى الخلاقة، ويأتى مرسى يقول نعطى حلايب وشلاتين للسودان وإنه لا يوجد شىء فى أن نتقاسم ثرواتنا.
■ إذن الإخوان تحالفوا وعقدوا صفقات مع أمريكا؟
- طبعاً، وهذا لم يحدث فى مصر فقط، فقد حدث فى تونس، ومحمد مرسى من الممكن أنه كان يتم تحضيره لهذا منذ أن كان يعمل فى «ناسا»، مين من المصريين المنتمين لبلدهم تقدر تقنعه أنه يقدملك البلد حتت ويعطيك سيناء وحلايب وشلاتين، إنهم جماعة «الإخوان» فقط، لأن وحدة مصر ليست فكرهم، فالإخوانى إنسان غير منتم، وهيلارى كلينتون قالت فى كتابها إن أمريكا كانت على وشك تنفيذ مخططها، وإن مرسى كان ينتوى فى 6 يونيو أن يعلن قيام الولاية الإسلامية فى سيناء، وإن أمريكا كانت مستعدة للاعتراف بها فوراً، وكانوا متفقين مع عدد من الأصدقاء للاعتراف بها فوراً، والخطة كانت تسير بشكل جيد، من خلال منح قطعة من سيناء لحركة حماس، ويتم تفريغ إسرائيل من الفلسطينيين، وباقى الأرض تكون لتنظيم القاعدة أو أى «عفريت»، والمخطط كان يسير بشكل جيد، حتى ظهر لهم «عفريت» اسمه 30 يونيو، ميعرفوش طلع لهم منين، وبالمناسبة إن ما نقوله الآن هو ما حدث فى 14 مايو 1948.
■ كيف؟
- هذا ما كان متفقاً عليه أيضاً منذ وعد «بلفور» ومعاهدة «سايكس بيكو» لتقسيم المنطقة بالكامل عام 1916 ما حدث بين «إنجلترا وفرنسا وروسيا» وظل فى طى الكتمان حتى قامت الثورة «البلشفية» سنة 1917، وما نتج عنه دول الخليج، فما كان موجوداً هو اليمن والجزيرة العربية، وبين النهرين أرض العراق، والشام، وهذه هى الدول العربية فى آسيا، «سايكس بيكو» هى من وضعت التقسيم الحالى، ونتج عنها دول الخليج وهى دول صغيرة، لا يمكن أن تمتلك جيشاً بسبب تعداد سكانها، وبالتالى يمكن أن يضعوا قواعدهم العسكرية فى هذه الدول، ويستولوا على البترول، وفى 14 مايو عام 1948 أُعلنت الدولة اليهودية على أرض فلسطين، وبعدها بـ25 دقيقة اعترف بها الرئيس الأمريكى، ثم الروسى ومن بعدها الإنجليزى ثم الفرنسى، وهى نفس الفكرة التى تتحدث عنها كلينتون، فالإنجليز ساعدوا إسرائيل على إنشاء دولة على أساس دينى فى المنطقة العربية حتى تظل «خميرة عكننة» وتمكنهم من الحصول على خيرات المنطقة فى أى وقت، وهى نفس الفكرة التى قامت على أساسها جماعة الإخوان، فهل من المعقول أن تتشكل الجماعة عام 1928 وعندما يتولى الملك فاروق حكم مصر عام 1937، ينصحه على باشا ماهر بأن يستعمل الإخوان لأن لهم شعبية كبيرة جداً يمكن أن تقف ضد شعبية الوفد، ولديهم 45 ألف جوال، فكيف لحسن البنا مدرس الابتدائى الفقير الذى يصلح ساعات بعد الظهر، أن يصنع كل هذا؟ فهل يمتلك المال والفكر ليصنع هذا التنظيم بهذه الجودة والتماسك؟ ويخرج البنا يقول نحن لا نسعى للحكم وإنما الحكم هو الذى يسعى لنا، وفى النهاية 25 يناير مؤامرة لتنفيذ «سايكس بيكو» الثانية.