عبدالغفار شُكر: الشعب لن يقوم بأى ثورات خلال العامين المقبلين لأنه أعطى فترة سماح للرئيس «السيسى»
عبدالغفار شُكر: الشعب لن يقوم بأى ثورات خلال العامين المقبلين لأنه أعطى فترة سماح للرئيس «السيسى»
عبدالغفار شكر يتحدث لـ«الوطن»
قال إن شعبية الرئيس عبدالفتاح السيسى تراجعت، لكن الشعب سيعطيه «فترة سماح» فى أول فترة رئاسية له. وأكد أن «البلد مش حمل ثورة تالتة»، مشيراً فى الوقت ذاته إلى الدور الذى يلعبه ائتلاف «دعم مصر» فى البرلمان، مؤكداً أن تلك الممارسات ستؤدى إلى قيام ثورة.
عبدالغفار شُكر، نائب رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان ورئيس حزب التحالف الشعبى السابق، قال أيضاً فى حواره مع «الوطن» إن حقوق الإنسان فى مصر تعانى أزمة بسبب ممارسات الأجهزة الأمنية وما سماه «انتهاكاتها خلال محاربتها للإرهاب»، مشيراً إلى أن مجلس حقوق الإنسان رصد عودة لممارسات أمن الدولة مرة أخرى داخل السجون، لافتاً إلى أن وزارة الداخلية «لا تزال تنكر».
وتابع «شُكر»، فى حواره، أنه لا يجب الحُكم على البرلمان إلا بعد 6 أشهر من أدائه لمهامه. وأشار فى حواره إلى أن حكومة المهندس شريف إسماعيل بلا خبرة. وعن تنظيم جماعة الإخوان الإرهابية، أكد أن التجربة أثبتت فشلهم فى الحشد.
نائب رئيس «القومى لحقوق الإنسان»: رصدنا عودة لممارسات أمن الدولة داخل السجون.. و«الداخلية» تنكر
■ كيف تقرأ المشهد السياسى الحالى؟
- مُعقّد وله جوانب متعدّدة تطرح تساؤلات عن كيفية مواجهة الإشكاليات القائمة، فمن ناحية الحرب التى تجرى فى مصر بين الدولة والإرهاب فى الداخل والخارج، والجانب الثانى يتمثّل فى التهديد بأن 25 يناير المقبل سيشهد ثورة أخرى، وما يُطلق عليه الإخوان بـ«استعادة ثورة 25 يناير» واستعداد أجهزة الأمن لها، وحالة الترقّب والخوف التى تعيشها الدولة، رغم أن التجربة أثبتت فى السنتين الأخيرتين ضعف حشد «الإخوان»، وما تملكه الآن هو قيام بعض أعضائها بمظاهرات ومسيرات خائفة فى بعض الحوارى وشوارع الهرم وفيصل الجانبية، دون أن يدرى بهم أحد، أما الجانب الرابع وهو البرلمان، فقد استكملنا خريطة الطريق، وأصبح لدينا رئيس منتخب ودستور تم الاستفتاء عليه وبرلمان منتخب أيضاً، أثيرت بشأنه العديد من الأقاويل، لكن أكثرها ثبوتاً أن معظم النواب جاءوا بالرشاوى.
■ وماذا عن الموقف الاقتصادى؟
- أزمة طاحنة.. ومصر فى حاجة إلى أموال إضافية لتحقق التوازن بين التزاماتها ووارداتها، لكن عدداً قليلاً من رجال الأعمال يحصلون على النسبة الأعلى من الدخل القومى، والغالبية من العاملين بأجر لا يحصلون إلا على نسبة ضئيلة أقل من ربع الدخل القومى، والسلطة القائمة حالياً أمامها مسئولية كبيرة والبرلمان الجديد أمامه مهام كثيرة، وهنشوف هيقدر يكون قد المسئولية ولا لأ.
■ تقول إن الثورة انحرفت عن مسارها، ونحن فى حاجة إلى ثورة جديدة.. هل الوضع فى مصر يسمح بذلك؟
- الناس هتصبر على الرئيس السيسى مدته الأولى وبعد انتهائها سيكون هناك حراك شعبى آخر، لأن المزاج العام عند الشعب مش عايز مظاهرات ولا عايز قلق، وليس هناك توجه الآن فى مصر لثورات إلا من فئات حقوقها ضائعة مثل عمال «الغزل والنسيج» و«المحلة» وما إلى ذلك.
أتفق مع شهادة حازم عبدالعظيم بأن أجهزة الأمن سبب نشأة «مستقبل وطن» و«دعم مصر».. ونحتاج إلى 6 أشهر لتقييم البرلمان
■ هل ننتظر ثورة قريبة؟
- من الممكن أن يكون هناك ثورة جديدة لكنها ليست قريبة، والمدة الأولى من حكم السيسى ستمر بسلام، وسيأخذ فترة سماح من الإعلام والشعب المصرى لكى تكون له فرصة إنه يلملم الأشياء التى جاء من أجلها، والشعب لن يقوم بأى ثورات خلال العامين المتبقيين من حكم السيسى.
إلا أن هناك فئات حقوقها ضائعة أهمها العمال بوجه عام وعمال الغزل والنسيج بصورة خاصة
■ وهل ترى أن مجلس النواب الحالى مبشر؟
- من المهم أن نعطى لهذا المجلس فرصة على الأقل 6 أشهر نرى خلالها ماذا سيحدث من تفاعلات، لأننى ألاحظ أنه من الآن هناك اتهامات وإدانات كثيرة، وجزم بأن المسألة لن تكون منتظمة بشكل كافٍ، أو أن المجلس سيغيب عنه الطابع السياسى، نحتاج وقتاً كافياً للتقييم، وتحديداً موقف المستقلين، وانضمامهم إلى تحالفات من عدمه، وكذلك أداؤهم داخل البرلمان وأهدافهم.
■ ما أخطر الإشكاليات التى تواجه البرلمان؟
- بالطبع تفعيل الدستور، لأن الدستور لم يُفعّل حتى الآن، لكن الوقت ضيق جداً أمام هذا الكم الكبير من القوانين التى تحتاج قراءة جيدة للموافقة عليها أو رفضها.
■ وكيف ترى تكوين المجلس، من حيث توجهات أعضائه؟
- الأحزاب الأساسية التى نجحت بعدد كبير وشكّلت البرلمان، سواء «المصريين الأحرار» أو «مستقبل وطن» أو «الوفد»، هى أحزاب ليبرالية، وهناك غياب كبير للتمثيل اليسارى داخل البرلمان، لو جينا لباقى الأحزاب اللى ناجح لها 10 و5 و3، هم على الشكل نفسه أيضاً، عندنا المجلس مكون من أحزاب ليبرالية فقط، ومؤيدة للسلطة.
■ تعنى أنها أحزاب محسوبة على الدولة ومؤيدة لمواقفها؟
- لا.. هى أحزاب بعضها عنده كفاءة وهيشتغلوا.. لكنهم لن يعارضوا الدولة، لأن بعض الأحزاب لديها مصالح عند الدولة، ولن يعارضوها من أجل هذه المصالح، بعضهم دفع ملايين عشان ينجح ويوصل للكرسى.
التجربة أثبتت فشل الإخوان فى الحشد.. والثورة انحرفت عن مسارها.. وتفعيل الدستور أخطر ما يواجه «النواب»
■ ما رؤيتك لائتلاف «دعم مصر»؟ وهل ترى أنه مدعوم من الدولة؟
- بلاش نخمّن.. إحنا هناخد الكلام على لسان مؤسسى الائتلاف أنفسهم، ومنهم اللواء سامح سيف اليزل، وهم قالوا إن هذا الائتلاف ظهير سياسى للرئيس عبدالفتاح السيسى ومدعوم من الدولة، وأنا رأيى أن موقف «المصريين الأحرار» و«الوفد» و«مستقبل وطن» لن يختلف عن موقف «دعم مصر»، والصفة الغالبة عن النواب هى أنهم رجال أعمال فى المقام الأول ولهم مصالح مع الدولة وسوف يؤيدونها، لكى تتحقق مصالحهم.
■ إذن أنت توافق شهادة حازم عبدالعظيم، التى تقول إن أجهزة بعينها شكلت التحالف من الأساس قبل شهور؟
- المؤكد أن أجهزة الأمن بتشتغل، ورجعت تمارس دورها، و«الأمن الوطنى» رجع يمارس دوره على النحو السابق، ونحن ندعم أجهزة الأمن فى ممارسة دورها لمواجهة الإرهاب لكن تدخّلها فى الشأن السياسى أمر غير مقبول وخطير وقد يعيد الأمور إلى ما كانت عليه قبل 25 يناير، ويحضر الأجواء لجولة جديدة من المواجهات بين الشعب والأجهزة.
■ ماذا تعنى بجولة جديدة من المواجهات؟ وهل ترى بوادر ثورة جديدة تقترب؟
- ممكن يكون هناك ثورة جديدة لكنها ليست قريبة.. أعتقد أن المدة الأولى من حكم الرئيس السيسى ستمر بسلام، سيأخذ فترة سماح من الإعلام والشعب، لكى تكون له فرصة أن يلملم الأشياء التى جاء من أجلها.. والشعب لن يقوم بأى ثورات خلال العامين المتبقيين من حكم «السيسى» فى فترته الأولى.
■ هل تتوقع أن يمثل «دعم مصر» الصوت الواحد داخل مجلس النواب ويكون نواة لحزب وطنى جديد؟
- آه طبعاً.. من المؤكد أن «دعم مصر» سيلعب دوراً فى ما يتعلق بوضع قوانين بعينها، هو قال إنه قدر ياخد موافقة عدد كبير من المستقلين، ومعنى أنهم يصلوا إلى الثلثين أنهم يستطيعون تغيير الدستور وتعديله بما يشاءون، وهذه مسألة خطيرة معناها أنه يقدر يمنع المجلس أن يحاسب رئيس الجمهورية، واللى كسبناه فى الدستور هنخسره بفضل «دعم مصر»، وثورة 25 يناير مهما حصل لها من انتكاسات فإنها كانت احتجاجاً على أن الحزب الوطنى يسيطر على الحياة التشريعية ويستأثر بها، وله أغلبية أكثر من الثلثين ويضم المستقلين بعد نجاحهم، وبالتالى تتخرب البلد، فمش هنرجع نكرر ده تانى.
«مستقبل وطن» استحوذ على البرلمان لأنه رشّح «عتاولة الوطنى».. و«دعم مصر» سيكون الصوت الواحد فيه
■ تقصد أن «دعم مصر» من الممكن أن يساعد على حشد شعبى وثورة جديدة؟
- آه طبعاً.. مؤهل لهذا لأن معظم أعضاء الائتلاف إما رجل أمن وشرطة وقوات مسلحة على المعاش أو مليونيرات كبار وأصحاب مصالح، والسكة بتاعتهم والكلام اللى بيقولوه، ممكن يعيد تانى تجربة الحزب الوطنى باسم جديد أو مختلف، ولهذا أنا باقول نراقب اللى بيحصل ونشوف «دعم مصر» ده هيشتغل إزاى وهيتبنى حقوق الناس إزاى، هل هما عندهم استعداد وأفكار من الممكن أن تصحح الأوضاع المجتمعية، أم كل المعنيين بيه أنهم يقولوا إنهم ظهير شعبى للرئيس السيسى فقط؟
■ وما تقييمك لدعوات بعض نواب المجلس إلى مد فترة حكم الرئيس إلى 6 سنوات؟
- أنا رأيى أن هذه دعوة خطيرة، أن نُصدر دستوراً مستفتى عليه بأغلبية 98%، ثم نطالب بتعديله قبل أن يُطبّق، أى دستور جديد يصدر يجب أن يحصل على الفترة الكافية لتطبيقه وهنا عيوب التطبيق هى التى ستحدد أولويات تعديله.
■ هل ترى أن المستقلين سيستطيعون الوقوف أمام رغبة الأحزاب والتحالفات فى فكرة تعديل الدستور؟
- مفيش فرق بين المستقلين والأحزاب فى فكرة المصالح التى يعملون من أجلها لصالح الدولة.. المستقلون لو استعرضناهم هنجد أن عدداً كبيراً منهم من الحزب الوطنى وكانوا أعضاء فى «الشورى» و«الشعب» باسم «الوطنى»، ومن مصلحتهم أنهم يفتحوا سكة مع الدولة وأجهزتها، والمستقلون ليس فيهم أمل فى أنهم ككتلة تكون موازنة للأحزاب أو عندهم سلوك مخالف للأحزاب.
■ وكيف قرأت اختيارات المعينين فى «النواب»؟
- الأسماء الـ28 التى عينها الرئيس، ماعدا قلة قليلة تتميز بالتخصص والخبرة، ليست لديها خبرة فى العمل العام أو العمل السياسى.. هم بلا تاريخ سياسى.
■ هل عدم الخبرة سيؤثر على أدوارهم داخل البرلمان؟
- بالطبع، وأثرت قبل ذلك، على مدار تاريخ مصر الحديثة كله وفى أيام مبارك كان دائماً يأتى أناس متخصصون سواء وزراء أو قيادات عليا أو أعضاء السلطة التشريعية هم متخصصون فى مجالاتهم، لكن ليست لديهم الخبرة، وعلى ما يكسبوا الخبرة تكون انتهت مدتهم، وهذه مسألة فى منتهى الخطورة.
الأحزاب لها مصالح مع السلطة.. «ومفيش أمل فيها».. ولا فرق بين المستقلين والحزبيين داخل المجلس
■ ما تقييمك لتيار اليسار فى مصر الآن؟
- اليسار مُتفرِّق، هناك عدة أحزاب يسارية، وفيه أفراد يساريون رافضون الانضمام للأحزاب، خاصة بعد فشل التجربة الحزبية لليسار فى مصر، التى كانت تجربة سلبية خاصة فى السبعينات فى الحزب الشيوعى المصرى، و8 يناير، والعمال الشيوعى، اليسار محتاج بداية جديدة وجهد يبذل لكى يتم نوع من التنسيق بين الأحزاب وبعضها وليس الاندماج، أو على الأقل تكون هناك هيئة تنسيقية بينهم يتم من خلالها إعداد خطاب سياسى يستطيع أن يقنع جماهير الشعب، خاصة الطبقات التى يدافعون عنها ويطلبون منها أن تساندهم.
■ هل تعنى أن التجربة اليسارية فى مصر فاشلة؟
- التيار فشل فى إثبات وجوده فى الشارع بعد الثورة، هناك أفراد يساريون نجحوا سابقاً وكان لهم نفوذ مثل الراحل أبوالعز الحريرى، والبدرى فرغلى، وقبلهما خالد محيى الدين وغيرهم لعبوا دوراً فى المجتمع، لكن غير كاف، نحن نحتاج إلى يسار له دور فى الشارع ويتواصل مع الشارع الذى يدافع فى الأساس عنه.
■ ما تقييمك للتجربة الحزبية فى مصر؟
- إحنا عندنا أحزاب على الورق فقط لكن مالهاش عضوية ومالهاش وجود فى الشارع، والناس ماتعرفش أسماء معظم هذه الأحزاب، تأسست وهى وليدة وهشة ومطلوب منها أن يكون لها ظهير شعبى ولم تكتسب القوة الكافية للحركة الجماهيرية ليكون لها تأثير.
■ وما الآليات التى جعلت «مستقبل وطن» يحصل على هذا الكم من المقاعد داخل البرلمان رغم عمره القصير؟
- لأنه فى الأساس رشح ناس لعبتهم الانتخابات، وكانوا أعضاء فى الحزب الوطنى، وأعضاء فى مجلس الشعب، والوحيد الشاب فيهم هو محمد بدران، رئيس الحزب، والباقى ناس عتاولة من الحزب الوطنى، وعرف يستغل الأسماء اللى هينافس بيها صح، واللى نجحوا فى البرلمان ناس كبار وعواجيز، هو حزب شبابى اسماً فقط.
■ هل ترى أن تأسيس الحزب تقف وراءه أجهزة أمنية أو مخابراتية كما يردد البعض؟
- حازم عبدالعظيم قال هذا وأنا أتفق معه، هناك أجهزة لا أستطيع معرفتها، تتحرك من الداخل لصالح حزب مستقبل وطن وائتلاف «دعم مصر».
■ هل تدخلت أجهزة بالدولة لحسم النجاح لبعض الأسماء فى الانتخابات؟
- النجاح فى الانتخابات صنعة وحرفة، ومعروف الصعيد فيه عصبيات وقبليات تنجّح أحد أبنائها، فى الحضر رجال أعمال ومال سياسى، وأكبر مثال لنا هو قناة الفراعين وما كانت تفعله من أجل فوز توفيق عكاشة والتهنئة والتعازى التى كانت تنشرها لفلان وعلان من عائلته وأهل دائرته.
■ بمناسبة توفيق عكاشة، كيف رأيت تصريحاته الأخيرة وحديثه عن رئاسة البرلمان ثم حديثه عن الاستقالة؟
- أنا رأيى أن هو مش متوازن وكان بيلعب على حاجة واللعبة باظت منه.
■ ماذا تعنى بذلك؟
- كان بيطمع فى رئاسة مجلس النواب، وكان بيحاول يضغط على الدولة وأجهزتها لصالح هذه الفكرة حتى يساندوه فى الوصول لهذا، والدليل على ذلك كلامه عن أن أجهزة الدولة أخذته لحم ورميته عضم ، وما جاء فى حديثه من تهديد، مثل وهاقول كل حاجة وما إلى ذلك، لكن لعبته ماكملتش لأنه لا يمكن لواحد أن يواجه جهاز دولة عمره آلاف السنين.
■ لماذا فشل حزب التحالف الشعبى فى حجز أى مقعد له داخل البرلمان؟
- لأنه حزب ناشئ، مافيهوش فلوس، مفيش فى الحزب ولا مليم، لما تأسس الحزب فى البداية كان لنا زميل رجل أعمال المهندس صبرى فوزى هو اللى موّل لنا المعركة الانتخابية بتاعة الصورة المستمرة فى برلمان 2011، نجح لنا منهم 9 نواب، المرة دى المهندس صبرى استقال مع مجموعة التجديد الاشتراكى، وكان هناك خلاف وقتها وخرج بعدد مهم من الأعضاء والحزب خسرهم من سنين.
■ ولماذا تقدمت باستقالتك من رئاسة الحزب؟
- أنا قدمت استقالة وقلت فيها إنه لا يليق بحزب شبابى أن يكون رئيسه عنده 80 سنة، يجب أن تكون القيادة شبابية، الشىء الثانى أنا بالعب دور داخل الحزب فى توفيق الآراء المختلفة والناس بيحترمونى وبيقدرونى لأنى مش بتاع حد، وبرضه قلت لهم فى الاستقالة إن ماينفعش حزب أن يعتمد فى تماسكه على شخص واحد، يبقى أولى له أن يُحل.
■ من تراه من أعضاء الحزب من الممكن أن يتولى منصب الرئيس بدلاً منك؟
- فيه كثير يصلحون لهذا المنصب، لكن لا يجوز أن أقول أشخاصاً بعينهم، وفى رأيى أن مستقبل الحزب يتطلب أن يأخذوا مناصب قيادية فيه.
■ متى سيتم إجراء الانتخابات على منصب رئيس الحزب؟
- شكلّنا لجنة تحضيرية للمؤتمر العام الثانى فى مايو أو أبريل، المؤتمر العام لما بينتخب يأتى مندوبون من الوحدات الأساسية بالمحافظات ويجتمعون لانتخاب اللجنة المركزية واللجنة المركزية تنتخب الرئيس ونوابه، والمكتب السياسى وهذا سيكون على مايو أو يوليو كأقصى تقدير.
■ ما الأسماء التى أعلنت نيتها للترشح؟
- لم يعلن أحد اسمه، الأحزاب الجديدة هشة ووليدة، والحزب ده مش استثناء منهم، خاصة أننا كان لدينا شباب كثيرون عند إنشاء الحزب لكنهم انصرفوا بعد الثورة وتراجع مجال العمل السياسى وضاق والثورة تراجعت، كشف الحزب كان متسجل فيه 800 ألف عضو أيام البرادعى، لكن أغلبهم انصرفوا عن العمل السياسى الآن، كل الأحزاب كده بلا استثناء.
■ هل سيخوض الحزب انتخابات المحليات؟
- بالتأكيد طبعاً، نحن شكلنا لجنة لإدارة هذه العملية وبتجتمع الآن وبتشتغل.
■ هل تتوقع أن ينجح الحزب فى حجز مقاعده فى المحليات أم سيواجه نفس فشل البرلمان؟
- المحليات مطلوب فيها انتخاب 53 ألف عضو، والفرصة كبيرة للكل، ونحن موجودون فى 13 محافظة، وفيه قرى لنا فيها ناس عندهم نفوذ، وفى أحياء شعبية، والمحليات لها مميزات بأنها متعددة المستويات، ممكن أرشح نفسى عضواً فى قرية أو مركز أو المجلس المحلى للمحافظة حسب قوتى.
■ ما ترتيب مصر فى ملف حقوق الإنسان؟
- المجلس القومى لحقوق الإنسان تقييمه عند المجلس الدولى، والمفوضية السامية لحقوق الإنسان A، وهو المستوى الأول، لأن المجلس له كيان وعنده رسالة ويؤديها، أما المستوى B فمن حقه حضور المفوضية ولا يصوّت، وC لا يحضر الجلسات ولا يصوت، لكن بوجه عام حالة حقوق الإنسان فى مصر تمر بأزمة، وده مالهوش علاقة بتقييم الأمم المتحدة بالمجلس. والأزمة دى لها جانبان، أحدهما متعلق بتصاعد الإرهاب وبالتالى الجانب المتعلق بممارسات الأمن، وهذه لن تعود كما كانت، إلا لما البلد تهدى ومايبقاش فيه تهديد خطير للأمن فى مصر.
■ ولماذا زادت نسب القبض العشوائى وتراجع الحريات فى مصر؟
- بسبب 25 يناير، فوسائل التواصل الاجتماعى تحاول التعبئة منذ فترة لـ25 يناير، فهم يتخذون إجراءات احترازية.
■ ما الدور الذى يلعبه المجلس القومى لحقوق الإنسان فى الدفاع عن سجناء الرأى؟
- نعلن رأينا فيه، الدستور ينص على أن المجلس القومى يتضامن مع المضرور قضائياً بناء على طلبه، فنحن تضامنا مع أسرة حمدى كريم محامى المطرية، ولا يحق لنا التطوع للتضامن مع أى شخص إلا بعد طلبه هو أولاً.
■ هناك تقارير تفيد بعودة ممارسات أمن الدولة فى جلسات الاستجواب، هل رصدتم ذلك؟
- موجود ولكنهم هم ينكرون ذلك، المشكلة أننا الآن نزور السجون بعد موافقة وزارة الداخلية والنائب العام، ونطالب بأن نقوم بالزيارة بمجرد الإخطار، ودون شرط الموافقة من النائب العام ولا غيره، وهذا يتطلب تعديلاً فى القانون.
■ ما الملاحظات التى أبداها المجلس أثناء زياراته التفتيشية على السجون؟
- رقم واحد التكدس داخل غرف الاحتجاز وعددهم أكبر من طاقة السجن على الاستيعاب، وطالبنا بأن ينام المساجين على أسرة، ومن يحتاج لنقل إلى مستشفى ينقل مباشرة، وأن يسمح بالزيارات مباشرة، وألا تقل مدة الزيارة عن 45 دقيقة، مساعد وزير الداخلية أكد تطبيق تلك المطالب.
■ هل رصدتم حالات تعذيب بالسجن؟
- الحالة الوحيدة التى رصدناها هى حالة لأحمد جمال زيدان الصحفى وأفرجوا عنه.
■ ما تقييمك لأداء الحكومة الحالية؟
- زيها زى اختيارات الرئيس للنواب، فيها ناس لهم خبرة كبيرة فى مجالاتهم الفنية لكن ليست لديهم خبرة فى العمل السياسى بمن فيهم شريف إسماعيل، زيه زى محلب نفس الحكاية، هذا نمط اختيار يتم فى مصر منذ عشرات السنين.
■ هل تعنى أن هناك سوء اختيار للشخصيات ذوى مناصب قيادية فى الدولة؟
- أيوه، فيه افتقاد شرط وجود خبرة فى العمل السياسى قبل توليه المنصب.
■ هل الحكومة زادت من أعباء الرئيس؟
- آه طبعاً.. لأنه مضطر يتابع بنفسه عمل الوزراء كل على حدة.
استقالتى لصالح الشباب
تقدمت باستقالتى من رئاسة حزب «التحالف الشعبى» لسببين أولهما، لأنه لا يليق بحزب شبابى أن يكون رئيسه عنده 80 سنة، يجب أن تكون القيادة شبابية، السبب الثانى هو أننى لى دور داخل الحزب فى توفيق الآراء المختلفة، والأعضاء يحترموننى لأنى «مش بتاع حد».
فاستقالتى تأكيد على أننى أسعى للتوفيق بين أعضاء الحزب فى مواقفهم وآرائهم المختلفة
شعبية الرئيس
تراجعت، بس مش بقدر كبير، فيه ناس بدأت تنتقده وتحذّره علشان مايخسرش ما تبقى من شعبيته وهو يقاوم المظاهر السلبية، وفى الوقت نفسه الشعبية التى خسرها، فلما صدر قانون التظاهر كان ذلك عاملاً من عوامل عزوف الشباب عن المشهد، والثورة تراجعت عن شعاراتها والشباب أخذ جنباً، وكما قال الدكتور حسام عيسى إنها انتهت تماماً، نحن فى حاجة إلى ثورة مقبلة، أو أن الدولة تضع أهداف «25» أمام أعينها وتسعى إلى تحقيقها، لأن الثورة لم يُحقق منها شىء، وانحرفت عن مسارها.
عبدالغفار شكر
ولد عبدالغفار شكر فى 27 مايو 1936 بقرية تيرة مركز نبروة بمحافظة الدقهلية، بدأ حياته السياسية مبكراً، حيث التحق بهيئة التحرير فى عام 1953 ثم بالاتحاد القومى عام 1958 ثم الاتحاد الاشتراكى عام 1963 وفى العام 1964، وأصبح أميناً للتثقيف فى تنظيم الشباب الاشتراكى، وكذلك انتمى للتنظيم الطليعى الذى أسسه جمال عبدالناصر كتنظيم سرى موازٍ للتنظيم العالمى للاتحاد الاشتراكى.
تولى عبدالغفار شكر منصب نائب رئيس مركز البحوث العربية والأفريقية بالقاهرة، وكان رئيساً لحزب التحالف الشعبى الاشتراكى، ثم تقدم باستقالته الشهر الماضى، واستمر فى الحزب كأمين التثقيف فى التنظيم الشبابى الاشتراكى.
ولـ«شُكر» العديد من الكتب والمؤلفات، أهمها كتاب «التحالفات السياسية فى مصر 1976 - 1993»، وكتاب «فى التنظيم والتثقيف»، و«تجديد الحركة التقدمية المصرية».
وله دراسات منشورة كفصول فى كتب، وفى دوريات عربية كـ«الطريق» و«النهج» و«الشاهد» و«اليسار» و«آفاق اشتراكية» و«اليسار الجديد».