وكأن كل ما اقترفته «وسائل التواصل الاجتماعى» -وهى بالمناسبة اسم على غير مسمى- من جرائم تجريف لـ«قيمة وقيم وتقاليد الأسرة المصرية بيد الأجيال الجديدة الذين إن جمعتهم الصدفة مع أفراد أسرهم لا تستطيع نظراتك أن تلاحق سرعة أصابعهم وهى تدق على أزرار «الموبايل أو الآى باد» ليعيشوا فى «شرنقة» عالمهم الافتراضى دون أى التفات إلى بقية أعضاء الأسرة وبخاصة «الأب والأم»..! وكأن كل محاولات «انتصار وأخواتها» لزرع قيم غريبة عن مجتمعنا غير كافية حتى يخرج علينا «كومباوند سكنى» بإعلان «صفيق» -وهو أقل ما يوصف به- ليغرس فى نفوس الشباب والأطفال نزعة الاغتراب عن أسرهم وهجرة «الأب والأم» وإدارة ظهورهم لهم فى وقت تشتد فيه حاجة الوالدين إليهم بعد أن يكونا قد ارتعشت أيديهما وانحنت ظهورهما وتمرد الدم فى شرايينهما التى تصلبت وبات قلبهما ينبض بالكاد..!!
وفق الإعلان «الصفيق» فإن الأب والأم قد طعنا فى السن وأصبحا غير قادرين على الحركة وكثُرت طلباتهما من الابن بعض الشىء ليخرج صوت يشابه «نباح الكلاب» موجهاً حديثه للابن: «أقول لك إيه يا ابنى، أنا حاسس باللى انت فيه.. إنت غلطان، إيه اللى مخليك تستحمل؟ اهرب وخدلك شقة فى الكومباوند تليق بمقامك».
وتحت مسمى «إعلان» تحاول هذه «الصفاقة» غسيل عقول وقيم شبابنا وهدم البقية الباقية من منظومة القيم الأخلاقية للأسرة التى لم تستطع وسائط «التواصل الاجتماعى» أن تمحوها كاملة حتى الآن..!
وعدا قلة من الإعلانات التليفزيونية تحمل مضموناً يتصف بـ«اللياقة والرقة والذوق الرفيع» فإن كثيراً من الإعلانات والبرامج التليفزيونية تنقل مضموناً أقل ما يوصف به أنه «بجاحة وصفاقة» لا مثيل لها..!
وإذا استمر الحال على ما هو عليه الآن فإننا بأيدينا نخنق البراءة.. نئد الحلم.. نحطم الرمز.. نشوه الصورة.. نغتال الانتماء.. نغرس سكيناً فى قلب من هم أقرب الناس إلينا ومن بعدهما قلب الوطن.. !! لندمن بعد ذلك جلد أنفسنا.. ونتباكى على جيل ضاع.. وننعى اغترابه عن أسرته ومن بعدها الوطن..!!
حتى الآن فإننى أستغرب ذلك الصمت المطبق من جانب «جهاز حماية المستهلك» وقائده اللواء عاطف يعقوب تجاه هذه «الصفاقة»، وهو الجهاز الذى تصدى قبل ذلك بفترة لإعلان لإحدى شركات الاتصالات يشابه فى «صفاقته» هذا الإعلان وإن كان أقل حدة منه وأوقف بثه تليفزيونياً!
على جانب بعض البرامج فإنه يبدو أن «انتصار وأخواتها» لم يكفهن «مليطة الجنس» التى حاولن إغراق المجتمع المصرى فيها من خلال «نفسنتهن» فرُحن يبثثن نصائحهن للفتيات بهجرة منزل العائلة والانفراد بمسكن مستقل لهن بعيداً عن أعين أسرهن وبتربية كلب أو قط بديلاً عن الأسرة إن شعرن بالوحدة، وكأنما هؤلاء الثلاث من «رائدات العمل الاجتماعى والتقدمى».. ولا أعترض على حكم القضاء بتبرئة «أبلة انتصار» من تهمة إشاعة الفحش بدعوتها الشباب لمتابعة عروض «الجنس» على الإنترنت!
فى وقت متزامن مع «نفسنة» أبلة انتصار وأختيها استضاف برنامج آخر يضم ثلاثة من «الفضيلات» -وإن كان من الأصح حذف حرف «الياء» الذى يلى حرف الضاد من تلك الصفة- نماذج من فتيات لا يتجاوز عمرهن منتصف العشرينات ويقمن وحدهن بعد أن هجرن منازل عائلاتهن ليبثثن نصائح -من خلال برنامجهن «الستات ما يعرفوش يكدبوا»- لبقية الفتيات بتقليدهن..!!
بقى شيئان: الأول أن يراعى ميثاق الشرف الإعلامى هذه السقطات «دون حرف الألف الذى كان من الواجب أن يجاور حرف السين فى هذه الكلمة».. والثانى: الأبقى والأخلد والأقدس قول الله سبحانه وتعالى «وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً» صدق الله العظيم.