خبراء تربية لـ"الوطن": إعداد المناهج يحتاج لأكثر من عام.. و"اللجنة تُقوٌم ولا تطور"
تعبيرية
"تطوير المناهج"، مطلب لطالما تمنته أغلب الفئات في مجتمعنا، بدءًا من المعلم الذي يلقن تلاميذه مناهجًا تقليدية محفوظة منذ عشرات السنين، إلى الطالب الذي يجد نفسه أمام كمٍ هائل من المعلومات الدراسية دون إفادة حقيقية فيما يتعلق بحياته العملية مستقبلًا، ليأتي الدور على الجهات التنفيذية التي تقرر تشكيل لجنة لتطوير المناهج الدراسية منذ أقل من شهر، بأمر من رئيس الجمهورية.
"الوطن" سألت خبراء تربويين عن المعايير والآليات التي يجب أن تستخدمها اللجنة للوصول إلى أقصى استفادة ممكنة من تطوير المناهج، والفترة الزمنية التي تحتاج لها في سبيل ذلك.
رأى الدكتور حسن شحاتة أستاذ المناهج بكلية التربية جامعة عين شمس، إن المناهج التعليمية لم تقتصر فقط على الكتاب المدرسي، ولكنه يمتد إلى توفير التكنولوجيا التعليمية المتقدمة والأنشطة التعليمية، بالإضافة إلى تطوير الامتحانات وتدريب المعلمين وكثافة غير مكثفة بالفصول.
وأضاف شحاتة لـ"الوطن"، أن الكتاب المدرسي يصنع محليًا ولا يستورد، لأن المناهج التعليمية تتأثر بالنظام السياسي والثقافي السائد بالمجتمع، ولايصح استيراد مناهج جديدة.
وأشار شحاتة، إلى أن تطوير المناهج يسبقه عملية التقويم، حيث لا تطوير دون تقويم، وأوضح ذلك بإجراء عملية تقويم تشمل معرفة ما يقدم للتلاميذ من مواد تعليمية ومعرفة قصور المناهج من خلال استطلاع آراء المعلمين، ومصاهرة هذه المناهج بالمناهج التعليمية العالمية، حيث التفكير العالمي والتطبيق المحلي بما يناسب مجتمعنا.
وأضاف أن لجنة تطوير المناهج الحالية ما هى إلا عملية تقويم للكتاب المدرسي، حيث يتم مقارنته بالكتب المدرسية في البلاد المتقدمة، وهو ما اعتبره خطوة صحيحة على الطريق الصحيح.
وأشار إلى أن هذه الخطوة تتطلب بعدها خطوات أخرى لبناء معايير جديدة في ضوء الفكر العالمي، مثل إعادة بناء الكتب في ضوء المعايير الجديدة ووضع استراتيجيات لتدريب المعلمين وتوفير التكنولوجيا المتقدمة.
وأوضح شحاتة، أن لجنة تطوير المناهج لم تأخذ أراء العملية التعليمية كاملة، واقتصرت على وجهة نظر الأعضاء، مشيرًا إلى أن اللجنة ستحتاج أكثر من سنة لتطوير المناهج وليست 3 شهور حيث أن تطوير المناهج يحتاج إلى فريق من المؤلفين ودور نشر مختلفة وتحتاج إلى عام كامل لإعدادها، ثم يتم تجريبها لمدة عام أخرى حيث لا تعميم دون تجريب.
بينما قال الدكتور كمال مغيث الخبير التربوي، أن الأهداف العامة التي نسعى لتحقيقها من خلال المناهج التعليمية متمثلة في تحقيق فلسفة المواطنة بين جميع أبناء الوطن، وتحقيق شكل من أشكال التفاعل الإيجابي بين الطالب والثقافة العالمية، بالإضافة إلى تسلح المواطن بالمنهج العلمي للتعامل مع المشكلات.
وأوضح مغيث، لـ"الوطن"، أنه لابد من توفير الأنشطة المصاحبة للمناهج لتطويرها، خاصة بعد احتلال مصر المركز لـ139 على مستوى العالم من أصل 140 دولة.
وأشار مغيث، إلى أن المناهج تحتاج إلى التطوير المستمر كل 5 سنوات "مش معقول تفضل بالسنين من غير تطوير".