صعبان على «السيسى» أن البعض لا ينقل حجم العمل الذى ينجز فى البلد، يقول لوزير الإسكان على هامش افتتاحه للعديد من المشروعات: قولوا للناس الحكاية.
يطلب من وزير الدفاع تخصيص طائرة للإعلاميين ليروا البلد (من فوق) ويشاهدوا حجم العشوائية.
يؤكد أنه لو لم نبن سنوياً 500 ألف وحدة سكنية لن نلحق بالنمو العشوائى الذى يكلف البلد مليارات.
ينوه بأن سعر الإسكان المتوسط (أعلى) لأنه يريد هذه الفلوس فى دعم إسكان محدودى الدخل.
مصطفى مدبولى وزير الإسكان من الوزراء الذين يعملون، ويحافظون على مكانهم ومكانتهم، ويحظون بدعم من رئيس الدولة سواء هو أو وزير الشباب خالد عبدالعزيز الذى قال للرئيس فرحاً فخوراً إن صافى ربح مركز شباب الجزيرة فى ستة أشهر 60 مليون جنيه لكن الرئيس رد عليه بسرعة: قليل، قبل أن يؤكد: «أنا باضحك معاك».
من لا يرى أن البلد تعمل، وأن هناك العديد من المشروعات فى العديد من المسارات التنموية والمتعلقة بالبنية الأساسية، بالتأكيد لديه مشكلة.
لكن المشكلة الأكبر أن العمل فى العديد من الملفات فى نفس الوقت وعلى مسارات متوازية سينتج عنه نجاح فى بعضها وإخفاق فى البعض الآخر.
سينتج عنه سرعة فى إنجاز البعض، وبطء شديد فى البعض الآخر، فإذا كان الرئيس يدرك، ونحن معه، أنه لا وقت للفشل أو الإخفاق، فالأولى حسن اختيار الجميع من ناحية، واستيفاء كل تفاصيل الملفات من جهة أخرى، مع عدم إثقالها بروتين الدولة العميقة الذى يعطل المراكب السايرة كما يقولون، وأعرف من الملفات ما يبدأ قوياً ثم يعطل بسبب تقصير القائمين عليه فى المتابعة، أو عدم تسليمه لإدارة مستقلة عن روتين الدولة لإنجازه، بل وأحياناً يصل الأمر إلى (الفتى) من كل من هب ودب لتكون النتيجة تعطيل كل شىء وخروجه عن مساره.
قلنا ونقول وسنقول إن الأهم من (التسويق السياسى) و«قولوا للناس الحكاية» أن يشعر الناس أنهم جزء من الحكاية غير مكتفين بسماعها، ولن يتحقق ذلك إلا لو نزلت هذه المشروعات لمستوى الناس البسيطة الذين يراهن عليهم الرئيس ويدرك محبته فى قلوبهم، ويحظى بدعمهم الذى يجعله يخاطبهم دائماً بمنتهى الثقة.
لكن أى حكاية يجب أن تحكى للناس؟؟
أولاً: حكاية الدراسات.. الناس يجب أن ترى وتشعر ويسوق لها أن المشروعات التى تنجز تم دراستها جيداً، حتى لا يقول لهم أحد إن المشروع غير مدروس فيصدقونه ويسقط أثر المشروع مهما كان كبيراً.
ثانياً: حكاية التمويل.. يقول الرئيس دائماً: «عارفين بكااااام».. «عارفين جبنا منييييين».. لكنه يذكر بكام ولا يذكر (جبنا منين).
أذكر أن الرئيس أكد قبل عام أن أزمة الكهرباء تحتاج فى إسعافها لأربعين مليار جنيه للسنة الأولى فقط، فكيف تم الحصول عليها؟
ثالثاً: حكاية التنفيذ.. قصص تنفيذ هذه المشروعات تستحق أن تروى، فمن يرصدها؟
ولماذا يتم التعتيم عليها خوفاً من أهل الشر؟
إذا كان الرئيس سيسأل مرة أخرى لماذا لا تسلط الأضواء عليها؟
رابعاً: حكاية الفساد.. إذا ضمن الناس عدم وجود فساد فى هذه المشروعات، وإذا ضمنوا أن الفاسد يحاكم فوراً ولا يحميه أحد أو يلتمس له عذر أو تبرير يصبح الأمر مثار احترام كبير ومصداقية أكبر.
من سيحاكم مثلاً عن كوبرى سوهاج الجديد وعدم وضع الخوازيق؟؟
خامساً: حكاية الصندوق.. يفاجئ الرئيس دائماً الناس، والإعلام، وربما صندوق تحيا مصر نفسه، بتخصيصه لأموال منه لمشروعات بعينها، فهل تكفى أموال الصندوق؟؟
وهل تمت دراسة أثر الاستعانة بالصندوق فى مثل هذه المشروعات أم أن فى الأمر حماساً يسبق الدراسة؟؟
سادساً: حكاية الإدارة.. فحين يقول الرئيس عن أى شىء: «مش كفاية» أو «عايزها أسرع» أو «عايز أكتر» يجب أن يعلم الناس أى إدارة ستدير هذا الأمر لتنفيذ تعليمات الرئيس التى يجب أن يعلموا أيضاً هل هى محض عاطفة وحماس، أم محض دراسة المتاح والقدرات الحقيقية، فالفرق بين الرغبة والقدرة كبير جداً.