بالصور| المواطنون في أول أيام الأوكازيون الشتوي: "الحلو ميكملش"
الاوكازيون
هدوء شتوي خيم على شوارع وسط المدينة في أولى أيام الأوكازين، فالأضواء الخافتة قليلًا والأرجل القليلة المتسارعة من البرودة والصقيع، أضفت على الشوارع طابعا أوروبيًا هادئًا، لكن الأوكازيون كان له حضور ملحوظ، فالفاترينات استدعت الخطاطين ليرسموا التخفيضات المنتظرة مُنذ بداية الشتاء، وخرجت "المانيكانات" منها لتوضع عليها ملابس وتسعيرات مختلفة استعدادًا للموسم.
تجولت "الوطن" بمنطقة وسط البلد مع بداية الأوكازيون الشتوي على السلع، الذي أعلنه الدكتور خالد حنفى وزير التموين والتجارة الداخلية، والذي بدأ من اليوم الاثنين وسيستمر لمدة شهر، موضحًا أنه من المتوقع أن يصل عدد المحلات والشركات المشاركة فى الأوكازيون إلى أكثر من 3 آلاف، من قطاع أعمال، والعام، والخاص، والتعاونى والاستثمارى.
مدام منى، ربة منزل، التي استمعت إلى أخبار بدء الأوكازيون، صطحبت ابنتيها إلى منقطة وسط البلد إلى للتسوق والشراء، بعدما عحزت عن الشراء في بداية الموسم، "استنيت الأوكازيون عشان انزل أشتري لبس، أسعار أول الشتاء كانت محتاجة تجار مخدرات"، فآخر سنتين كانت الأكثر ارتفاعا في الأسعار بالملابس الشتوية، على حد توضيحها.
الاضطرار إلى التجديد في الملابس دفع الفتاة العشرينية داليا محمد، إلى اختبار تخفيضات الأكازيون "أنا مدرسة إنجليزي وبنزل كتير، فلازم أنزل اشتري لبس كل فترة"، لكن الأسعار كانت صادمة لها وليس كالمتوقع، فالقطع التي كانت تود شراءها لم تجد عليها تخفيضات مناسبة "السعر نزل 30 جنيه بس على الجاكت اللي كان بـ300".
بعض المحال التجارية بمنطقة وسط البلد كانت لا تزال تستعد للأوكازيون الشتوي، جلبت الخظ السعيد لمدام رانيا وطلفها، التي اتجهت إلى شراء الملابس بالصدفة "عجبني تيشرت مكتوب عليه 90 دخلت اشتريه وبدفع الفلوس لقيت البياع بيديني نص الفلوس، كنت فرحانة قوي، واشتريت له تيشرت تاني".
ما يعتقده البعض بأن الشراء والزحام يزداد بفترة الأوكازيون الموسمي، نفاه أصحاب المحال التجارية الذين ألتقت بهم "الوطن"، فأحمد السعيد، أحد العاملين بمحل لبيع ملابس الأطفال "الأوكازين له زبونه اللي بينزل يدور عليه، والأيام العادية ليها سوقها، والرجل مش بتزيد في الأوكازيون"، فأجازة منتصف العام لها عامل كبير في زيادة الإقبال على الشراء.
وضع تسعيرة الأوكازيون بدأت قبل الموعد الرسمي بيومين بمحل الملابس الرجالي الذي يمتلكه الحاج محمد شفيق "الأوكازيون ليه زبونه اللي بيجي مع أول شهر فبراير، وبنعمله خضم من 10% إلى 50%"، فخصومات ما قبل الأوكازيون لمرعاة الانخفاض في درجات الحرارة، ولكي يتخلص التجار من الملابس "التريكو والأصواف" لأن وضعها في المخازن خسارة.
الركود في شراء الملابس الشتوية ليس بمصر فقط، ولكنه راجع إلى حركة التجارة العالمية والتي تنعكس على مصر، ولكن لمصر حالة خاصة قد تكون أسوأ قليلا، هذا ما أوضحه شفيق، قائلًا: "الزباين عاوزين خصومات فوق الـ50%، حالة البلد تعابة والناس خلاص تعبت".
شارع قصر النيل بدا خاويًا إلا من قلائل الناس، والهدوء افترش المكان، ما يجعل البعض ينظر في الساعة ليتأكد من أن الوقت هي السادسة مساء وليست صباحًا، في أغلب العاملين بالمحال تجدهم في الخارج رغم انخفاض درجات الحرارة.
فمحمد السيد الرجل الثلاثيني، خرج من المحل ووقف على بابه مع إطلاق أذان المغرب، منتظرًا مرور الزبائن ليعرض عليهم بضائعه، ويؤكد لهم بداية موسم الأوكازيون، "بنادي الناس اللي هتشتري، الناس بردانة منزلتش النهارده، بس إحنا متعودين على كده، السوق يوم ليك ويوم لغيرك، ولما الجو هيدفي الرجل هتزيد".
"عندي فرح ونزلت بالصدفة.. بس اتبسطت إن في أوكازيون".. الطالبة العشرينية، ميادة محمد، كانت بصحبة والدتها لشراء ملابس استعدادًا لفرح إحدى صديقاتها بعد أسبوع، وعلى الرغم أنها كانت تود شراء ملابس "سواريه" إلا أن الأوكازيون دفعها لشراء جاكت نال إعجابها في بداية منتصف الشتاء.
تختفي التخفيضات كلما اقتربت من محال الأحذية الرجالي، و"الفاترينات" لم تتغير أسعارها، فيقول خالد محمد، المسؤول المالي بأحد المحال "إحنا نأخد مخالفة من التموين لو عملنا أوكازيون، لأن الأحذية الرجالي من الجلد بتتلبس صيف شتاء"، ولكن هناك تصفيات مستمرة يعرضها المحل، أما فرعهم من الأحذية الحريمي يختلف وضعها وتشارك في الأوكازيون لأن السيدات لديها أحذية شتوية وأخرى صيفية.
أما محمد شاب عشريني، يتجول بمجموعة من المفروشات بجانب محله الصغير الموجود بأحد الحارات الضيقة بشارع 26 يوليو "الرجل بتزيد مع بداية أجازة منتصف العام وليس الأوكازيون.. بس هو ليه زبونه"، فعلى الرغم من أن الموسم يكون به التخفيضات في الأسعار إلا أن الملابس يكون منها ألوان ومقاسات محدودة، "هو كدة الحلو ميكملش".