فصائل حلب بين "فكي كماشة" النظام والأكراد.. ونزوح المدنيين مستمر
صورة أرشيفية
باتت الفصائل المقاتلة في محافظة حلب في شمال سوريا بين فكي كماشة قوات النظام والمقاتلين الأكراد، الذين حققوا تقدما ميدانيا سريعا، في وقت لا يزال 30 ألف سوري عالقين عند الحدود التركية المقفلة.
واتهم محققو الأمم المتحدة حول سوريا، في تقرير أمس الاثنين، دمشق بـ"إبادة" معتقلين في سجونها "على نطاق واسع"، في وقت انتقدت موسكو الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على خلفية اتهامه روسيا بنسف محادثات جنيف، بسبب تكثيفها القصف في سوريا.
وأعلنت ألمانيا وتركيا الاثنين، أنهما ستطلبان من حلف شمال الأطلسي المساعدة لمواجهة مهربي المهاجرين على السواحل التركية مع غرق 24 مهاجرا آخرين كانوا في طريقهم إلى اليونان، بينما لا يزال عشرات آلاف السوريين يحتشدون أمام الحدود التركية المغلقة.
ويسعى كل من الأطراف الثلاثة إلى توسيع مناطق سيطرته، إذ يريد الأكراد ربط مناطق الإدارة الذاتية التي أعلنوها العام 2013، وهي عفرين وكوباني (عين العرب) والجزيرة (الحسكة).
ويهدف النظام وفق عبد الرحمن إلى "عزل مناطق سيطرة الفصائل في الريف الشمالي عن مناطق سيطرتها في الريف الغربي" المتصل بمحافظة إدلب، التي باتت منذ الصيف الماضي تحت سيطرة شبه كاملة للفصائل المقاتلة والإسلامية، في حين تجهد الفصائل المقاتلة للحفاظ على سيطرتها على آخر معاقلها التي باتت مهددة.
وبعد أسبوع على بدء هجوم واسع في ريف حلب الشمالي بدعم من الغارات الجوية الروسية، تمكنت قوات النظام من استعادة السيطرة على بلدات عدة في المنطقة وقطع طريق إمداد رئيسي للفصائل يربط مدينة حلب بالريف الشمالي نحو تركيا. وباتت على بعد نحو عشرين كيلومترا عن الحدود التركية.
وبحسب عبد الرحمن "للمرة الأولى منذ العام 2013 تصبح قوات النظام في منطقة حلب قريبة بهذا الشكل من الحدود التركية".
وتمكنت قوات النظام بفضل هجومها من التقدم باتجاه مدينة تل رفعت، وهي واحدة من المعاقل الثلاثة المتبقية للفصائل المقاتلة في ريف حلب الشمالي، إلى جانب مدينتي مارع وإعزاز، وتبعد تل رفعت عشرين كيلومترا عن الحدود التركية.
وقال الخبير في الجغرافيا السورية في معهد "واشنطن إنستيتيوت" فابريس بالانش لوكالة فرانس برس إن "الجيش السوري يتحاشى القتال في المناطق السكنية الصعبة جدا، ويقطع خطوط اتصال الفصائل التي تتراجع تباعا"، وأوضح أن "الإستراتيجية النهائية هي إغلاق الحدود التركية لحرمان الفصائل من الدعم اللوجيستي".
ودفعت العمليات العسكرية المستمرة في شمال حلب الآلاف من المدنيين إلى النزوح باتجاه الحدود التركية، وأعلن رئيس الوزراء التركي، أمس الاثنين، أمام الصحفيين في ختام لقائه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل "يحتشد نحو 30 ألف سوري حاليا في منطقة قريبة من الحدود التركية".
وأفادت المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية ليندا توم عن نزوح 31 ألف شخص من مناطق في مدينة حلب ومحيطها، غالبيتهم من النساء والأطفال. وأشارت إلى أن ثمانية مخيمات عشوائية في الجانب السوري من الحدود بلغت "طاقتها القصوى".
وأشار المرصد من جهته إلى توجه نحو 2500 عائلة إلى منطقة عفرين التي يسيطر عليها الأكراد في محافظة حلب، بعد تأمين ممر إنساني لهم.