كان الرئيس الأسبق «محمد حسنى مبارك» فى زيارة عام 2002 لافتتاح ميناء العين السخنة وتفقد المنطقة الصناعية شمال غرب خليج السويس.
وهبط الديكتاتور -آنذاك- بطائرة هليكوبتر فى مهبط طائرات «خاص» ليسأل رجل أمانة السياسات: «لحقت تبنى مطار؟».. بعدها عرفت من هذا الرجل (الذى استعاد قوته ونفوذه بعد 30 يونيو) أنه بنى المطار خصيصاً لاستقبال المخلوع!
هكذا كان «مبارك» يحكم مصر كعزبة خاصة، كل من فيها وما عليها مسخّر لخدمته هو وعائلته الملكية.. ولم يسأل أحد وقتها: ما المقابل الذى كان يحصل عليه من يعتبرون «أحلام فخامته أوامر إلهية»؟!.
بعد خلع «مبارك» كانت خيوط بدلته كفيلة بإثارة الغضب الشعبى وتأجيج مشاعر البسطاء ممن يشربون مياه الصرف الصحى ويبيتون فى العراء.. ونشرت الصحف صوراً مقرّبه لخطوط بدلة الرئيس المخلوع التى كانت عبارة عن حروف اسمه بالإنجليزية hosny Mubarak مكررة بطول البدلة!
أما موكب «مبارك» فكان يكلف الدولة فى الزيارة الواحدة ما يتراوح بين 5 و7 ملايين جنيه، وفقاً لدراسة أعدها الخبير الاقتصادى الدكتور «عبدالخالق فاروق».
هذا كان الرجل الذى حكم مصر لثلاثين عاماً، ولم يعترض الشعب -إلا همساً- عن بذخه هو وأسرته وبطانته خوفاً من دولته البوليسية، حتى حُكم على «مبارك» ونجليه «علاء وجمال» بالسجن المشدد لمدة 3 سنوات، لإدانتهم بالاستيلاء على نحو 125 مليون جنيه من المخصصات المالية للقصور الرئاسية.
أما الخائن المعزول «محمد مرسى» فقد طالبته على الهواء فى برنامج «مصر الجديدة» على قناة «الحياة» مع الإعلامى «معتز الدمرداش» -أثناء توليه الحكم- بتوفير نفقات تأمين موكبه وهو يتنقل من مسجد إلى مسجد لأداء الصلاة.
لقد زاد موكب «مرسى» حوالى 13 سيارة عن موكب «مبارك».. وتقدر تكاليف زيارته إلى أسيوط -مثلاً- بثمانية ملايين جنيه!
وقبل أن نصل إلى «السجادة الحمراء» التى أصبحت مثاراً للنمينة و«الهرى» على مواقع التواصل الاجتماعى لدىّ ملاحظة (لا أملك عليها دليلاً)، فحين رأيت الرئيس «عبدالفتاح السيسى» فى الكاتدرائية خلال حضوره قداس «عيد الميلاد» لاحظت أن الجاكيت ضيّق على الرئيس وهذا ليس له إلا تفسير واحد وهو أنه كان يرتدى القميص الواقى من الرصاص دون أن يغير مقاس البدلة إلى رقم أكبر!
الأمر الذى ذكّرنى بالزعيم الراحل «جمال عبدالناصر» الذى كان يشترى بدلة واحدة كل عام دون أن يفقد شموخه وأناقته.
فى «سيكولوجية الموضة» هناك دلالات سياسية لأزياء الرؤساء، كوشاح القضاة الذى كان يرتديه «أنور السادات» رحمه الله محاولاً الإيحاء بعدالة الحكم.. أو عباءة «عمر المختار» التى كان يحلو لـ«القذافى» ارتداءها متقمصاً دور «المختار».
لكن الرئيس «السيسى» أبسط من تلك التعقيدات، ليس من هواة حمل «الصولجان» أو حبس نفسه فى القفص الذهبى للمنصب.. ولا يهتم بالبروتوكول إلا فى إطار كونه معبراً عن الصورة الحضارية لمصر. وجميعنا نعرف أن مراسم الاستقبال و«لغة الجسد» وأناقة «رئيس مصر» من الأشياء التى تحللها وتدرسها أجهزة الاستخبارات العالمية.
(تذكروا فضائح «محمد مرسى» وهو يرفع بنطلونه أمام الكاميرات، ويحك أجزاء حساسة من جسده على الملأ!!).
المهم قرر بعض الأغبياء التشويش على المشروعات التى افتتحها الرئيس «السيسى» بمدينة 6 أكتوبر، لأن مشهد السجاد المفروش فى عدد من شوارع مشروع 6 أكتوبر استفز مشاعرهم الرقيقة، (بعض المنتقدين من مليونيرات الإعلام)، وتم تدشين هاشتاج على تويتر للسخرية من «البذخ» ونفاق الرئيس بالسجاد الأحمر.. وتناسوا مشروعات الإسكان الاجتماعى والمشروعات الرياضية وغيرها مما افتتحه الرئيس!
حتى قام العميد «إيهاب القهوجى»، مدير إدارة الشئون المعنوية، بمداخلة هاتفية مع الإعلامى «عمرو أديب»، شرح فيها حقيقة «السجادة الحمراء» التى اتضح أنها مادة خفيفة من القماش الأحمر وتكلفتها بسيطة جداً.. استخدمتها الشئون المعنوية فى حفل افتتاح «قناة السويس الجديدة»، وهى صالحة للاستخدام مرات أخرى.. فأين البذخ يا سادة؟
يحلو للبعض التعامل مع «السيسى» بطريقة «مالقوش فى الورد عيب»!.. مستغلين دماثة خُلقه وخجله من إيذاء مشاعرهم!. متناسين أن هناك من حكمنا فمشى على جثثنا غرقى فى «العبارة» وقتلى فى «طوابير العيش» وشهداء فى «الاتحادية»!