- تقول جاكى سميث، عضو مجلس العموم البريطانى ووزيرة الداخلية البريطانية سابقاً: إن الدور الإيجابى للنائب فى دائرته الانتخابية يتيح للنائب أن يكون أول من يرى القضايا التى تهم دائرته الانتخابية وأن يراقب أثر السياسة العامة عليها، كما أنه يتيح للناخبين أن يكونوا على اتصال مباشر بأحد الساسة المهمين، وأن يستخدموا هذا فى التعبير عن آرائهم فى الأمور والاتجاهات السياسية، والحصول على الدعم المناسب عند مواجهة مشاكل، وهناك العديد من العناصر التى تشكل دور النائب نحو دائرته الانتخابية منها:
- أنه حلقة وصل مباشرة يمكن للناخبين من خلالها التعبير عن آرائهم أو مخاوفهم بخصوص القضايا أو السياسة القومية، حيث يقوم النائب بدور الوسيلة التى يتمكن الناس من خلالها من أن يكون لهم رأى فى هذه القضايا، ويصف البعض هذا الدور بأنه صمام أمان.
- كما توفر العلاقة الوطيدة للنائب بالناخبين، وبخاصة إن كان يدعمها بطرق تواصل جيدة ولقاءات منتظمة، أسلوباً يُمكّن النائب من إيصال السياسة العامة للشعب، فقد يتمكن النواب من استخدام قنوات اتصالهم للمساعدة فى التشاور حول السياسة القومية، ففى المملكة المتحدة شجعت حكومة حزب العمل نوابها على عقد اجتماعات للتشاور مع المدارس المحلية والمدرسين وأولياء الأمور بخصوص مقترحات تغيير سياسة التعليم، وقد تم توصيل نتائج هذه المناقشات مرة أخرى إلى صناع السياسة.
- يكوّن النائب الجيد المرتبط بدائرته الانتخابية مجالاً واسعاً من المعارف بداخل المجتمع المدنى المحلى والمجموعات المجتمعية المختلفة، ويمكن لهذا الأمر أن يساعد على تقوية صوت وتأثير تلك المجموعات، أو حتى يسهلوا لهم اللقاءات مع الوزراء والممثلين القوميين بحيث يعرضون عليهم قضاياهم مباشرة.
- يمكن لنائب الدائرة أن يكون ممثلاً أو صوتاً معبراً عن المصالح الأوسع للدائرة، وهذا دور أكبر من مجرد كونه مقدماً للخدمات، فقد يتطلب هذا من النائب أن ينتقد الحكومة المركزية بخصوص نوع الدعم الذى يمكن توفيره للتوظيف فى الدائرة، وقد يتضمن هذا الدعوة للاستثمار العام فى خدمات الدائرة، وقد يتضمن هذا أيضاً الترويج للأمور الجيدة التى تحدث بالدائرة.
- النائب هو صديق قوى يدعم الناخبين فى تعاملاتهم مع السلطات، فى المملكة المتحدة عادة يقوم النواب بالكتابة للسلطات مثل مكتب التأمينات والمعاشات أو وزارة الإسكان للتيقن من أن ناخبيهم يتم التعامل معهم طبقاً للوائح والقواعد المنظمة، وليس لمعاملتهم بخصوصية ومحسوبية.
- نائب الدائرة يؤدى دوراً فى الاحتفاء بالمناسبات فى الدائرة كشخصية موقرة وممثلة عن الدائرة، كثيراً ما يطلب من النواب أن يقوموا بدور ضيوف الشرف فى افتتاح المنشآت الجديدة، والمناسبات الاجتماعية.
- يمكن للنواب أن يقوموا بدور المحفز والمنسق وحلّال المشاكل أو القضايا المحلية من خلال التقريب بين المواطنين، عادة ما تمكنهم صورتهم ومكانتهم من الجمع بين الجهات المحلية لمناقشة وحل القضايا المهمة للأهالى، وعند قيامهم بهذا الدور لا يكونون صناع قرار بقدر ما يكونوا ميسرين.
- وهناك الكثير من التحديات التى تعوق النائب عن أداء دوره تجاه دائرته الانتخابية منها: ضعف الموارد؛ كثير من النواب البرلمانيين فى الحالة المصرية لا تتوافر لديهم الإمكانيات والموارد المالية والمادية اللازمة لتوفير مقرات مستمرة وكافية لهم داخل دوائرهم الانتخابية من أجل تسهيل عملية التواصل مع سكان الدائرة، كذلك عدم توافر المساعدين البرلمانيين، الذين تكون لهم مهمة التواصل مع الدائرة الانتخابية ومعرفة ما يحتاجه مواطنوها من خدمات، وهو الأمر الذى يعزز فى النهاية من عزلة النائب وعدم قدرته على ملاحقة تطورات ومتطلبات دائرته الانتخابية، هذا وإن حجم الأزمة المتعلقة بقلة الموارد وما تتركه من تأثير على العلاقة مع الدائرة الانتخابية تكون أقوى وأكبر فى حالة النواب المستقلين.
- واتصالاً بمسألة الموارد وتأثيرها على عملية الاتصال هناك إشكالية فقر أدوات التواصل ومحدوديتها؛ حيث ما زال التواصل مقصوراً بشكل كبير على مسألة التواصل المباشر بين النائب والدائرة، وهى وسيلة حدود فعاليتها محدودة فى ضوء الكثافة السكانية العالية فى الدوائر وكبر مساحتها.
- ولعل أحد أبرز المحددات التى تعترض تنظيم العلاقة بين النائب البرلمانى وبين دائرته الانتخابية هو: الخلط والالتباس فى ذهنية المواطنين حول دور النائب البرلمانى والنائب المحلى، ففى الوقت الذى يفترض أن تكون فيه مهمة النائب الأساسية متمحورة حول التشريع والرقابة، إلا أن الواقع يكشف أن المواطنين يرون أن مهمة النائب الأساسية هى تلبية متطلبات الدائرة وقاطنيها من الخدمات الأولية ممثلة فى المرافق، والخدمات الشخصية، دون أن يكون لهم اهتمام أو متابعة تُذكر بالمهام النيابية والبرلمانية الأصيلة للنائب.