«الوطنى المنحل» فى العريش: غابت «السياسة».. وحضرت «المراتب والسرنجات»
غطاء وحذاء فى إحدى غرف المبنى بالعريش
مبنى مهجور مكون من طابقين، يتوسط أشهر ميادين مدينة العريش، اختفت ملامحه وسقطت اللافتة التى أضفت عليه قبل 5 سنوات مضت خلفية سياسية، باتت منبوذة من الجميع. مبنى «الحزب الوطنى المنحل» فى ميدان الرفاعى، «البلدية» سابقاً، استطاع أهالى العريش التخلص من فساد «فلوله» لكن بقى المكان شاهداً على ذكريات قديمة، وحاملاً سمعة سيئة جعلته مقصداً للبلطجية، بعد فشل محاولات الاستفادة منه.
لم يتم هدمه وتبخرت وعود تحويله إلى سكن لطالبات جامعة الأ زهر والاستفادة منه .. وأهالى العريش يخشون تحوله إلى بؤرة للإرهاب وموطن للمدمنين
مضى أكثر من 4 أشهر، الجميع يترقب، الجهة المسئولة للبدء بتحويل مبنى الحزب الوطنى المنحل إلى سكن لطالبات جامعة الأزهر، لكن الوعود كأنها لم تكن، ففى كل مرة يتجول «فيصل أبوهاشم» أحد أهالى مدينة العريش بجوار المكان، الذى اختفت معالمه، يجد الوضع يزداد سوءاً: «بلاقى سرنجات، أعقاب سجاير، ريحة غريبة فى المكان، وفوق كل دا بلاقى ملابس غريبة، ومرتبة جوه.. الحاجات دى بتعمل إيه؟ للأسف مفيش رقابة على المكان».
لا يجد «أبوهاشم» أى أوجه للشبه بين مقرات الحزب الوطنى فى محافظات مصر ومقر العريش، فلا تطؤه قدم فرد أمن أو تمكث بالقرب منه دورية شرطة، مؤكداً أنه برغم الحظر والتشديدات الأمنية، أصبح المبنى وكراً لأعمال منافية للآداب حسب وصفه، مختتماً كلامه بعبارة: «إحنا مش ناقصين.. هيبقى إرهاب وتدمير أخلاق الشباب.. عندنا أمل فى التغيير، ومش عارفين العطلة جاية منين».
شكاوى مختلفة قدمها «مصطفى محمد» الذى يسكن بالقرب من «الوطنى المنحل»، فالمنظر الذى يراه والأصوات المريبة التى يسمعها بعد بداية موعد الحظر، أثارت مخاوفه، وقدم على أثرها شكاوى عديدة للمحافظة، وتنتهى الأمور بالوعود والتهدئات: «المفروض مكان زى ده يتقفل، مش يفضل مفتوح أى حد يقدر ينط ويدخل جوه، ويا عالم ممكن يعمل إيه، المرة دى إدمان ممكن بعد كده يبقى بؤرة للإرهاب.. وربنا يستر».
وسط حالة الذعر من أهالى المنطقة، أكد مصدر بمديرية الشباب والرياضة بشمال سيناء، طلب عدم الإفصاح عن اسمه، أن المبنى حتى الآن ينتظر اعتماده ليتم بدء العمل به، وتحويله إلى سكن لطالبات الأزهر: «نأمل أن تتحسن الأوضاع، وفى انتظار التحرك الفعلى».