لا «تكافل» ولا «كرامة».. شئون سوهاج الاجتماعية: طوابير تحرش طويييلة.. آخرها لقمة عيش
زحام شديد على مكاتب الشئون الاجتماعية بسوهاج
المشروع اسمه «تكافل وكرامة»، وهو عبارة عن مساعدات نقدية مشروطة تقدمها الحكومة للفقراء من أبناء البلد، وكان طبيعياً أن تفتح مديريات الشئون الاجتماعية أبوابها أمام فقراء محافظة سوهاج للتقديم فيه، أما أن يتكدس الأهالى بالآلاف أمام وحدات الشئون الاجتماعية فى المحافظة، التى تعد ثانى أفقر محافظات الجمهورية، فهذا ليس طبيعياً، خاصة بعد أن تسابقوا إلى تلك المكاتب ينشدون معونة الدولة لعلها تسد أفواههم الجائعة، ومع كثرة عدد الفقراء فى المحافظة، ارتفع عدد المتقدمين للمشروع، منهم من حالفه الحظ وتمكن من تقديم أوراقه للمختصين، ومنهم من ينتظر دوره لعدة أيام وسط تكدس وزحام منقطع النظير.
يقول صلاح عوض، 65 عاماً، من أهالى سوهاج، إنه يتردد على المكتب منذ أسبوع وخلال تلك الأيام لم يتمكن من تقديم طلبه لموظفى الوحدة، بسبب حالة الزحام التى تتزايد يوماً بعد يوم، ومع مرور الوقت فقد الأمل فى منحة «تكافل وكرامة»، مشيراً إلى أنه سيواصل تردده على المكتب حتى يتمكن من تقديم أوراقه.
وأضاف محمد عبدالواحد، إمام وخطيب مسجد، حضر بصحبة عدد من الأهالى من كبار السن ليساعدهم فى تقديم الأوراق، أن الفقراء لا كرامة لهم فى وحدات الشئون الاجتماعية، مؤكداً أنه حضر بصحبة عدد من البسطاء ليساعدهم فى تقديم أوراقهم لوحدة الشئون الاجتماعية بمركز العسيرات، إلا أنه فوجئ أن الأمر أصبح أشبه بساحة حرب، فهناك آلاف البسطاء يداسون بالأقدام فى الزحام أمام شباك تقديم الطلبات، موضحاً أنه لم يتمكن خلال يومين من التقدم بأى طلب لمرافقيه، ويعتقد أنه بهذا الوضع لن يتمكن من مساعدتهم بل هو من يحتاج لمساعدة، مشيراً إلى أن الوضع يحتاج لتدخل فورى من قبل الحكومة، وتساءل: «لماذا لا يتم تقديم الطلبات عن طريق الإنترنت رحمة بالفقراء بدلاً من وقوعهم فريسة زحام لا يقدرون عليه، خاصة أن معظم المتقدمين إما كبار فى السن أو معوقون؟».
من جانبه قال أحمد فقير، أمين عام الفلاحين بمحافظة سوهاج، إنه تلقى عدة استغاثات من البسطاء يطالبونه بتوصيل صوتهم للمسئولين فى المحافظة، لوضع حل للزحام الشديد على مكاتب الشئون الاجتماعية، مؤكداً أن جميع محاولاته باءت بالفشل، حيث خاطب مديرية الشئون الاجتماعية واتصل بمكتب محافظ الإقليم، لكن أحداً لم يتدخل لوضع حلول للفوضى داخل وحدات الشئون الاجتماعية، مع تأكيده على وقوع حالات سرقة وتحرش بالنساء فى «الطوابير»، لكن لم يتقدم أحد ببلاغات للأجهزة الأمنية، وذلك بسبب العرف السائد فى الصعيد، مشيراً إلى أن الفقراء كل همهم الحصول على بضعة جنيهات، تعينهم على تكاليف المعيشة الصعبة، وطالب بضرورة وضع ضوابط لعملية تقديم الطلبات بحيث يخصص يوم لكل قرية بدلاً من تكدس الآلاف من مختلف القرى.
وأوضح محمد عبدالسلام، وكيل وزارة التضامن بسوهاج، أن برنامج «تكافل وكرامة» يخدم 8 مدن من إجمالى 11 مدينة بالمحافظة، وسيتم تعميم البرنامج على باقى المدن خلال الأيام القليلة المقبلة، مؤكداً أن سبب الزحام يرجع لطلب الإدارات التعليمية فى بعض المدن خطاباً من الشئون الاجتماعية لبيان عدد تلاميذ الأسرة فى المدارس ليستفيدوا من البرنامج، حيث يتم صرف مساعدات للتلاميذ وأسرهم، وتم التواصل مع بعض الإدارات لإلغاء الخطاب، مشيراً إلى أنه تم الدفع بباحثين ميدانيين فى بعض المدن للذهاب إلى الأسر فى المنازل وتلقى الطلبات منهم، وسيتم تعميم الفكرة على باقى المدن والقرى للقضاء على الزحام، وأكد أن الأهالى يخافون أن يكون البرنامج مرتبطاً بمدة زمنية معينة، مما يجعلهم يتكدسون على الوحدات الاجتماعية، موضحاً أن تلقى الطلبات مفتوح وغير محدد الوقت.