وقف الفارس وحيداً وسط الميدان، ويد على سيفه المتأهب فى غمده ويد على قلب يفيض بصدق العشاق، ونبل الفرسان، معلناً الذود عن الأوطان.. تجمع الأعداء من كل حدب وصوب.. هناك من يحطمون جرار ماء المحاياة من الجنوب.. بعد أن ضن النجاشى بتبره وطميه.. وأولئك يزرعون الخوف والفتنة من الغرب، حيث أرض المختار الذى عاش أكثر من شانقيه، لكن يبدو أنه حتى الذكرى يصيبها الهِرم.. لتدنس أفاعى الجحور، والأنفاق من الشرق، أرض القمر ومعبر الأنبياء.. يحركهم أبالسة العالم، كما لم يفعلوا من قبل.. فأكثر من 40 جهاز استخبارات اتحدت أخيراً على شىء واحد على وجه الكرة الأرضية، ويا للعار أنه دينى وأوطانى، ولكن بسر الكاف والنون، وبآية فى القرآن تحمل حصناً محفوظاً فى اللوح المكنون.. أن يظل بلدى كائناً.. آمناً.. لم ينجح تحالف كل الأعداء.. إلا واحداً هو الأفتك والأطعن، لأنه وياللعار الأقرب.. ليسوا الأخوان فهم لم يكونوا يوماً قريبين.. ولا مدعى السلفية بثوب الجهل، متشحين وبثقافات وافدة بالدين، متاجرين ولا صنيعة أمن الدولة وخدامها.. بل هم أقرب كثيراً.. إنهم كهنة آمون، تنبعث أرواحهم عبر آلاف السنين بمكر السحرة وخبث الدهاة.. ليبعثوا الفرعون من جديد.. ولأنه مقدس، فلابد أن يظل وحيداً بعيداً.. لا يصله أنين شعبه الحزين.. ولا أحلامه الخجولة بحقه، بل بأقل من حقه فى وطنه.. وما أقسى أن يكون كل حلمك هو أن تحصل على حقك.. آدميتك.. أن تشعر بالغربة.. فى وطنك.
يستعد الفارس جيداً أو يحاول مخلصاً.. وكل شعبه ملتف حوله فى ملحمة كدّرت الأعداء.. إلا عدوه الأكبر.. والأقرب.. الذى لم يستعد له ولم يحترس.. ببساطة لأنه فى صفوف الوطن.. إنهم ومع احترامى الشديد للشرفاء.. كهنة آمون المستعدون دائماً بالتمائم والبخور.. لتتويج الفرعون..
■ فهم عدوه الأشرس الذى يضع له سجادة حمراء فى طريق عام تسير عليها سيارته فى خيلاء.. بدعة غير مسبوقة لفخامة مصطنعة للحظات هو لا يحتاجها، بينما توغر قلوب الفقراء.. وتجعل لنبّاشى قبور الوطن مسلكاً للافتئات.
■ عدوه الأشرس، الذى ينفق على الاحتفالات مئات الملايين بما لا يقبله منطق أو دين.. من أرزاق شعب يجد قوت يومه (بالضالين).
■ عدوه الأشرس، الذى يجعل السفر للمؤتمرات فسحة الملل للأحبة والخلان فى أفخم درجات السفر وأرقى الأوتيلات.. نستنزف بها دولارات المعونات، التى تسلب من وجه البهية ماء الحياء.
■ عدوه الأشرس الذى يرسل فريقاً لبطولة دولية لفاقدى البصر من مبصرى الأعين، فاقدى البصيرة والضمير، لتكون فضيحتنا عالمية.
■ عدوه الأشرس الذى يجعل تكلفة إنشاء فصل دراسى بلا أى إمكانيات 200 ألف جنيه طبقاً لهيئة الأبنية التعليمية، بينما تكلفته الفعلية بعيداً عن البدلات و(المهلبية) لا تتعدى 35 ألف جنيه عن تجربة عملية مع توفير جهاز بروجكتور لكل فصل وكمبيوتر لكل طفل، ومن لا يصدق فليتفضل كى نريه التجربة عملياً.
■ عدوه الأشرس هو وحدته كفارس نبيل وسط كهنة آمون الذين يجيدون تحنيط الفرعون.. والقيام بمراسم الموت.. ورقصات القبور.
■ عدوه الأشرس تلاعب وعدم شفافية ما زالت تراوغ بأسقف لا حدود لها لأجور هى (رزق الهبل على المجانين)..
سيدى الرئيس أعرف أنك الأقل دخلاً بين رؤساء العالم، ولكنى أعرف أيضاً أنك الأقل دخلاً بين كثير من المنتفعين.. عين المحب عن كل عيب كليلة.. هكذا قالت جدتى، ولكن عندما يكون المحب شعباً كبيراً، فعيونه الطيبة ستبوح لك بين الحين والآخر بمواجع القلب (بزعل) المحب مستبصرة أحلامها بين يديك، محاطة بخفافيش الظلام.. فاحذر عدوك الأشرس.. الأطعن.. الأقرب.. أما باقى الأعداء فأنت كفيل بهم.