رسالة جاءتنى من السيدة «منال عبداللاه عبدالحفيظ» تشكو فيها ضعف قوتها وقلة حيلتها، وهوانها هى وآلاف معها على وزارة الإسكان!. ملخص القضية يوجز فى عبارة «وزارة الإسكان تخدع المواطنين». السيدة «منال» واحدة من ضمن حاجزى الوحدات السكنية فى المشروع القومى لإسكان الشباب، رست عليها قرعة إحدى الوحدات منذ سبع سنوات، وحتى يومنا هذا يرفض البنك التعاقد معها، ومع غيرها من الحاجزين، وترفض المحافظة مد الخدمات والمرافق إلى المشروع، رغم أنها دفعت مبلغ (13325 جنيهاً)، فى حين أن مقدم الشقة طبقاً للإعلانات الرسمية كان (5000 جنيه)، فقد أرسل بنك الإسكان والتعمير بالجيزة -بعد أربع سنوات من تسديدها للخمسة آلاف الرسمية- خطاباً للشاكية يطالبها بدفع مبلغ (5325 جنيهاً)، فدفعت الشاكية، خوفاً من الشعار الذى رفعه الخطاب الرسمى «إما الدفع وإما التنازل عن الوحدة»!. هل توقف الأمر عند هذا الحد؟ بالطبع لا. فقد وصل الشاكية خطاب جديد يطالبها بدفع مبلغ (3000 جنيه)، ويحمل نفس التهديد القديم: «يا الدفع.. يا التنازل». فما كان أمامها هى وغيرها سوى الدفع. وليتهم تسلموا الوحدات السكنية بعد ذلك!.
تقدّر السيدة «منال» أن عدد من يشاركونها رحلة العذاب فى وزارة الإسكان يصل إلى ستة آلاف مواطن، وقد قام بعضهم بتنظيم وقفات احتجاجية أمام المحافظة للمطالبة بحقوقهم، لكن أحداً لم يستجب، فما كان منهم إلا أن قدموا بلاغاً للنائب العام بتاريخ (5/9/2015). والسؤال: من يغيث هذه السيدة وأمثالها، وكيف تتعامل الحكومة بعد ثورتين بهذه الأساليب المخادعة، وتتاجر بحاجة المواطنين إلى أربع حيطان تؤويهم، فتبتزهم من حين إلى آخر ليدفعوا المزيد من المبالغ، وإلا اعتبروا متنازلين عن شقة الشباب التى يحلمون بها؟!
لقد تبنى الرئيس «السيسى» مشروعاً للإسكان الاجتماعى، وهى خطوة إيجابية ومفيدة، وسوف يحل هذا المشروع مشاكل آلاف الأسر التى تحلم بالمأوى، لكن الدفاتر القديمة لا بد أن يتم إغلاقها أولاً، ومن بينها ملف الآلاف الستة الذين تماطل وتخادع فيهم وزارة الإسكان. يحدث هذا فى الوقت الذى تشير فيها العديد من التقارير إلى حجم الأراضى المنهوبة بواسطة كبار القوم، وكأن الله تعالى خلق أرض مصر لهم وحدهم، وبسطاء هذا البلد ليس لهم حق فى بضعة أمتار يعيشون فوقها. إصلاح أحوال هؤلاء يعد المؤشر الأول على تغيير الأوضاع فى مصر بعد ثورتين. إننا نمر على الإجراءات التى تتخذها الحكومة ضد الطبقة الوسطى، بما يشوبها من روح عقابية، ونقول «معلهش»، هذه الطبقة يجب أن تتحمل، لأن هناك طبقة أخرى أولى بالرعاية، ولكن أن يترك بسطاء هذا البلد فى «الطل» هكذا، وأن يتعرضوا هم الآخرون للمزيد من الضغوط فهذا ما لا يقبله عقل ولا ضمير. إننى أضع هذه الشكوى بين يدى المسئولين، وأتعشم أن تتدخل رئاسة الجمهورية وتحل بشكل عاجل وناجز مشكلة السيدة «منال» والآلاف التى تعانى معاناتها. هذه المشكلة -وأشباهها- فرصة لكى تقدم لنا الرئاسة القدوة بزراعة الأمل فى نفوس المصريين.