باقٍ من الزمن 70 يوماً.. «الوطن» فى «جبل الجلالة»: مشروع تحول من مجرد طريق إلى «مدينة متكاملة»
معدات الهيئة الهندسية لشق الطريق وسط الجبال
«هنا جبل الجلالة»، تلك المنطقة، التى تعمل بها القوات المسلحة بإصرار وتحدٍّ، لتحقيق المشروعات التى تم تخطيطها بها، ولم يتبق من الزمن إلا 70 يوماً فقط على افتتاحه الذى سيتم فى 25 أبريل المقبل، حيث تجد عند زيارتك لها الآن طريقاً ممهّداً اختلفت فيه ملامحه عما شاهدناه قبل شهرين فى ديسمبر الماضى، ليُثبت أبناء مصر أنهم قادرون على التحدى، وأن يعيدوا اكتشاف أنفسهم من جديد مع كل مشروع يستهدف تنمية الوطن والمواطن. ورصدت «الوطن»، خلال جولتها بالمنطقة، للوقوف على أعتاب الإنجازات الخاصة بالمشروع، الذى تتحدى فيه الدولة عامل الوقت وتتحدى التحدى، وكان اللواء كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية، هو دليلنا فى هذه الأرض الوعرة، حيث اصطحبنا فى جولة داخلها.
القوات المسلحة تشق طريق «الجبل» وتقيم منتجعاً سياحياً وسكنياً على ارتفاع 700 متر من سطح البحر
وأكد «الوزير» أن التفكير فى إنشاء طريق «الجلالة» بدأ عندما كان الرئيس عبدالفتاح السيسى وزيراً للدفاع، وتم عرضه من بعض المستثمرين، ثم أجرينا زيارة إلى «هضبة الجلالة»، التى تمثل أرضاً مستوية على مساحة 19 ألف فدان، وتتميّز بدرجة حرارة تقل 11 درجة عن القاهرة، ليتحول المشروع من مجرد طريق إلى إنشاء مدينة متكاملة بها. وأضاف أن الطريق حر سريع بطول 82 كيلومتراً يبدأ من الكيلو 118 «القاهرة - العين السخنة»، وحتى طريق «الزعفرانة - بنى سويف»، وهو جزء من محور 30 يونيو، وتبلغ سرعة السير به 120 كيلومتراً فى الساعة، وهو بديل للطريق الساحلى القديم للبحر الأحمر، الذى تكثر به الحوادث يومياً بسبب وجود منحنيات كثيرة به، وتقوم به القوات المسلحة لصالح الدولة بمساهمة 60 شركة مدنية وطنية فى منطقة جبلية وعرة وصعبة جداً.
وأشار إلى أن الطريق يعتبر جزءاً من طريق «مصر - أفريقيا»، الذى يبدأ من «بورسعيد» مروراً بمحور 30 يونيو، حتى تقاطعه فى الكيلو 92 طريق «القاهرة - الإسماعيلية الصحراوى» بطول 102 كيلومتر، ثم يتقاطع مع طريق «السويس»، ثم «العين السخنة»، ويبدأ «طريق الجلالة» بطول 82 كيلومتراً، إضافة إلى وصلات ربط مع الطريق الساحلى، لإحياء المنطقة السياحية بطول البحر الأحمر.
ووجّه الوزير رسالة إلى جميع شباب مصر، قائلاً: «إحنا ماعندناش بطالة، واشتغلوا، واللى عايز يشتغل ييجى لى وأنا أشغله فوراً، وكل من يجد فى نفسه القدرة على قيادة (دمبر) لنقل الصخور أو (حفار)، أو سيارة نقل أو العمل على ماكينة تخريم يأتى فوراً، حتى إن كان لا يجيد ذلك، فليأتى وأدربه وأشغله فى مشروعات كثيرة، فنحن نحتاج إلى سائقين، وعمال وفنيين»، مضيفاً: «لدينا 22 ماكينة فى بورسعيد، شغال منها 12 فقط بسبب نقص العمالة، فلا تنتظروا وتضيعوا الوقت، فرص العمل كثيرة ولا تنقصها سوى إرادة الشباب»، مؤكداً أنه عندما تتوافر الرغبة فى العمل والعزيمة نستطيع أن نقهر الصعاب، ونشق الجبال كما نفعل الآن.
وأضاف أن الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، تقوم بالمشاركة فى تنفيذ 457 ألف وحدة سكنية ضمن مشروع الإسكان الاجتماعى لمحدودى الدخل، بمساحة 90 - 100 متر، إضافة إلى 350 وحدة ضمن الإسكان المتوسط بمساحات أكبر، ونحتاج إلى عمالة كثيفة للانتهاء من تلك الأعمال الضخمة فى أقل وقت ممكن، ونحتاج وبشدة إلى عمال البناء، وحداد ونجار مسلح، ومبيضى المحارة.
وحول تسمية جزء من الطريق بـ«سد ضرغام»، قال رئيس الهيئة إن سبب التسمية يعود إلى وجود جبل صعب نسفه وشقه لعمل الطريق، وكان أشبه بالسد المنيع، فقمنا بعمل مبارزة بين الشركات العاملة، وقررنا أن من يقوم بشق الجبل سنُطلق اسمه عليه، فقامت شركة «ضرغام» لصاحبها محمود ومحمد ضرغام، بشق الجبل والتغلب عليه، وصاحب الشركة هو من أبناء سيناء الشرفاء الذين يقفون بجانب الدولة، ويعملون فى جميع مشروعاتها فى الإسماعيلية والجلالة والعريش ورفح ومطار المليز، وغيرها من المشروعات التى تنفّذها الدولة، مؤكداً أن محمد ضرغام هو أخ وصديق له شخصياً.
وأوضح «الوزير» أن هناك خطة لتوفير المياه العذبة لمدينة الجلالة عن طريق محطة تحلية بطاقة 150 ألف متر مكعب لخدمة المنتجع السياحى، ومدينة الجلالة العالمية ستكون جنوب المنتجع مباشرة، وسوف يتم إنشاء 7 محطات لرفع المياه إلى مستوى 700 متر أعلى سطح البحر، بالإضافة إلى محطة أخرى بطاقة 150 ألف متر مكعب يومياً لمعالجة الصرف الصحى، فضلاً عن توفير الكهرباء اللازمة للمشروع بتطوير محطة عتاقة بالسويس، ومحطات توليد الكهرباء من الرياح بالزعفرانة، مؤكداً أن جميع المرافق الخاصة بالمشروع جاهزة، والمدينة العالمية أعلى هضبة الجلالة مساحتها 19 ألف فدان قابلة للزيادة. وبالنسبة إلى المنتجع السياحى بمنطقة الجلالة، قال «الوزير» إنه سيتم الانتهاء من أعمال بنائها فى 25 أبريل المقبل، عدا الفندقين السياحيين.
وحول «العاصمة الإدارية الجديدة» ودور الهيئة الهندسية فيها، قال: «الهيئة شريكة مع وزارة الإسكان فى المشروع، والهيئة ستقوم بإنشاء كل أعمال الطرق والكبارى، وجزء من المنشآت الحكومية والخدمية والسكنية، وبدأنا بالفعل فى العمل فى إنشاء الطرق، وتقوم وزارة الإسكان بإدخال المرافق، وخلال شهرين ستكون كل الأعمال بدأت بمشاركة الشركات الوطنية المصرية».
وحول طريق «محور روض الفرج»، قال «الوزير»: «المحور هو حل سحرى لتخفيف الكثافة المرورية من وسط القاهرة ومنطقة غرب القاهرة، وحتى الساحل الشمالى، منذ عام أقمنا الكثير من المحاور وقمنا بحل الكثافات المرورية بمنطقة شرق القاهرة، ومحور روض الفرج يربط بين منطقة أغاخان بشبرا، ومناطق شرق القاهرة من جهة، ومن الجهة الغربية يمتد حتى طريق الإسكندرية الصحراوى، مروراً بالنيل، وجزيرة الوراق بطول 6 كم، ثم طريق سطحى مرفوع عن الأراضى الزراعية بنحو 6 أمتار، وصولاً إلى الكيلو 39 بطريق الإسكندرية الصحراوى، ثم يمتد بطول 28كم ليربط مع طريق الدائرى الإقليمى، وحتى (الضبعة)».
والتقى «الوزير»، فى إطار توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، بعدد من شباب وطلاب الكليات فى أرض مشروع «هضبة الجلالة» لتوضيح الجهود التى تقوم بها الدولة، فى إطار عملية التنمية من خلال مشروعات عملاقة تتم بسواعد أبنائها، ولحثهم على العمل فى هذه المشروعات عقب تخرّجهم، حيث أكد على رؤية العمل الفعلى على أرض المشروع، وكيفية التعاون مع الشركات الوطنية التى تعمل ليل نهار لإنجازه، لأنه يعطى رسالة بأن هناك أملاً فى الغد، مشيراً إلى أن الفائدة من زيارة طلاب كلية الهندسة تحديداً تتمثل فى أن الطالب سيرى الدراسة النظرية مطبّقة على أرض الواقع من تصميم خرسانى أو حديدى أو طريق أو كوبرى أو نفق أو بربخ.