الرباع العالمي محمد إيهاب يحكي عن حبه الوحيد: أتنفس "رفع الأثقال" وتسري في دمي بالوراثة
الرباغ العالمي محمد إيهاب
غرس والده حب البطولة والانتماء في قلبه منذ الصغر، فكان غير أقرانه في مثل هذه السن ممن يهون الكرة ويمارسون ألعاب الصغار، فاحتضن حلمه مع "البار" الحديدي ونضج معهما، ليتوّجاه في المحافل الدولية، بطلًا عالميًا لرفع الأثقال، وتدوي صرخة التحدي التي أعلنها في العالم كله، لتعلنه فائزًا منتصرًا شامخًا على منصة التتويج، ولكن سعيه لا يتوقف، و"البار" ما زال يزن أثقالًا جديدة، يحملها على عاتقه، ويتمتم اسم الله بين شفتيه في ثقة تحقيق الحلم الأوليمبي.
محمد إيهاب البطل المصري صاحب فضية العالم الأخيرة في رفع الأثقال، وصرخة الاحتفال بالفوز المدوية يتحدث لـ"الوطن" في "عيد الحب" عن حب من نوع آخر، لمعشوقه "الحديد" الذي يعيش معه كل يوم حلمه الأوليمبي المنتظر الذي هو حب متوارث: "والدي الله يرحمه كان لاعب دولي في رفع الأثقال، ومن بعدها حكم دولي، ثم رئيس منطقة الفيوم لرفع الأثقال، وإخوتي جميعهم مارسوا الرياضة نفسها، ولكن الدراسة هي التي منعتهم من مواصلة اللعب".
"تستطيع أن توصل صوتك للعالم عن طريق الرياضة، وإنك تستطيع أن تعيش الحياة التي تحلم بها إن استطعت أن تفعل ما فعله الأساطير، عندما تؤمن أنك تستطيع أن تكتب التاريخ بيديك وقتها ستعطيك الحياه فوق ما ترضى"، كلمات والد البطل محمد إيهاب التي يسير بها نحو العالمية ويتغلب بها على صعوبات الحياة من أجل تحقيق الحلم الأوليمبي.
يتابع "محمد"، الحديث عن قصة حبه التي لا تنتهي والعقبات التي واجهته لتحقيق حلمه: "مات والدي قبل أن أشترك فى بطولة دولية، ولكن والدتي وإخوتى وقفوا بجانبي، وأكملوا مسيرة الدعم المادي والمعنوي، رغم أننا أسرة متوسطة الحال، ولكنهم أرادوا لي أن أكمل حلمي حتى لا يكون مصيرى كمصير إخوتي، واستسلم للواقع الذي يفرض دائمًا العقبات التي لا نهاية لها".
"البوب" كما يحب أن يُلقَّب، واصل مسيرته وتمسك بإنهاء الدراسة حتى حصل على بكالوريوس التربية الرياضية قسم تدريب رفع الأثقال، ومن بعدها أدى الخدمة العسكرية بالجيش، ورمى كل شيء خلف ظهره وتفرغ لحبه الوحيد "أوقفت كل العلاقات التى تشتت طريقي للوصول لحلمي، وتفرغت تمامًا لحلم والدي الذي زرعه بداخلي منذ 18 عامًا، وأؤمن تمام الإيمان أن الله سبحانه وتعالى سيعوض تعبي خير، وسيعطيني فوق ما أرجو وأكبر مما أتمنى".
"اللعبة تسير في دمي منذ والدتي بالوراثة، وسأواصل فيها لأني أعشقها، ومستعد أن أفعل فوق ما أفعله مئات المرات حتى أصل إلى حلمي الذي منه وإليه وبه أتنفس"، كلمات البطل العالمي محمد إيهاب الأخيرة، يهديها إلى رفع الأثقال، رفيقته في الطفولة والشباب، وشريكته في العرق والكفاح، التي أعلن أمام العالم كله بصرخة مدوية عشقه لها.