ماذا فعلت جريدة «الوطن» حتى تصر عصابة من البلطجية على إحراقها؟
الإجابة ببساطة لأن جريدة «الوطن» تقف فى مواجهة دعاة اللاوطن، لأن «الوطن» همها الأول مصر ولأن من يريد إضرام النار فيها يقول «طظ فى الوطن ومرحباً بالخلافة الإسلامية التى تهمش فيها مصر وأهلاً بالمسلم الباكستانى الذى هو عنده أقرب إليه وأحب من المسيحى المصرى»!
جريدة «الوطن» جندى فى كتيبة إعلامية تحب مصر وتعشق ترابها وتحلم بمستقبل أفضل لها، وعندما تسمع عن عصابة تهاجم مقرات صحف وتحددها بالاسم فلتعرف ولتتأكد فوراً أن هذه الصحف شوكة فى زور الرجعية والتطرف والتخلف والجهل، ولتتأكد أكثر أن هذه المنابر الإعلامية لن ترضخ لابتزاز ميليشيات الجهل التى تريد إحراق الأخضر واليابس وستظل تؤدى دورها كمشعل حرية فى هذا النفق المعتم.
هل نحن فى زمن اللاوطن واللادولة فعلاً؟ وما تلك العلامات المنذرة بولادة هذا المسخ الذى ترصده جريدة «الوطن» بجهاز السونار الصحفى الكاشف النافذ:
- إذا انتظر وزير الداخلية أمام قسم الدقى جماعة «حازمون» التى هددت بمنتهى الصراحة بحصار القسم وكأننا فى عركة زقاق أو خناقة حارة، إذا لم يدرك وزير الداخلية أن دوره هو وأد الجريمة فى مهدها وقبل وقوعها وليس انتظار المأساة حتى تحدث فنحن فى اللاوطن واللادولة..
- إذا حرق مقر الوفد ولم يقبض على واحد (مجرد واحد) ممن أشعلوا النيران فيه وهوجم ضيوف فى مدينة الإنتاج وحطمت سياراتهم وكانوا على وشك الموت ولم يمس ولم يستجوب فرد ممن فعلوا ذلك فنحن فعلاً نعيش فى اللاوطن..
- إذا كان الإخوان هم الخصم والحكم يصنعون دستورهم ويريدون فرضه علينا بالعافية والتزوير ثم يجلسون فى لجان الاستفتاء ليشكلوا النتائج على هواهم فنحن فى اللاوطن!
- إذا كان الإخوان قد وزعوا المناصب التنفيذية ليزوروا الاستفتاءات، وهذا ماشاهدناه فى المحافظات التى سيطروا على مفاصلها المحلية، وإذا تحول الوطن إلى أبعادية إخوانية أو عزبة تبع مكتب الإرشاد فنحن فى اللاوطن!
- عندما نتحول إلى شعب نصفه كفار بشهادة من هم على منابر الدعوة الذين وصموا من قالوا «لا» للدستور بالكفر، فنحن فى اللاوطن، وعندما يحرض شيخ من يسميهم أبناءه من حملة الآلى والرشاشات بأن عليهم انتظار التعليمات، وعندما يخرج داعية ليهدد الإعلاميين بأنه سيربيهم، وعندما يخرج آخر مشبهاً الرئيس بالصحابة، فنحن فعلاً فى اللاوطن.
- عندما يصبح الأطباء الذين عليهم تضميد الجروح هم من يفتحونها ويلوثونها ويؤججون الفتنة، عندما يصير الأطباء حانوتية الوطن الذين ينتظرون تكفينه ودفنه حتى يسترزقوا سلطة ومناصب وبريقاً، فنحن فى اللاوطن، فهناك طبيب يتهم المسيرات المضادة للدستور بأنها صناعة مسيحية ويهدد بإراقة الدماء إذا حدث ما يهدد مسار الديمقراطية (طبعاً الديمقراطية التفصيل من وجهة نظره)، وطبيب آخر يذهب إلى أمريكا كأنها مشوار للعمرانية ويصنف نفسه عدوها الأول وكلما صرح تصريحاً حدثت بعده مصيبة ويكفى إشارته الكارثية بالذهاب للاتحادية والتى لم يحاسبه أحد عليها حتى هذه اللحظة، وطبيب ثالث ينادى بزواج القاصرات ولا يقف للسلام الوطنى ويحرض أتباعه على كراهية المسيحيين لدرجة أنه كفر علامة السيارة الشيفرولية لأنها تشبه الصليب.. إلى آخر قائمة تنظيم أطباء يضيعون الوطن أو أطباء من أجل اللاوطن!