"عمل شاق" ، قد يصف الكثير منا مهنته بتلك الكلمات، إلا أن هناك آخرين برغم صعوبة المهام التي يقومون بها وخطورتها على حياتهم اعتادوا مهنتهم وألفوها، بل إنهم لا يستطيعون أن يتخيلوا أنفسهم يوماً بعيداً عنها، إنهم عمال النار، هؤلاء الذين اعتادوا لهيبها، وأصبحوا لا يهابون الاقتراب من ألسنتها، فبالقرب منها قضوا سنوات عمرهم، وفيها لقمة عيشهم، ولأجل تلك الأخيرة تهون الصعاب، هم الحرفيون الذين يعتمدون بالأساس على العمل أمام النار ولساعات طويلة في اليوم، وإذا كانت المشقة نصيبهم طوال العام، فإنها تتضاعف في شهر رمضان الكريم، حيث لا سبيل لهم إلا الصبر، صبرٌ على حرمان من الطعام والشراب في حضرة النار، صبرٌ يرجون منه رزق في الدنيا ونار تتبدل إلى جنة في الآخرة .

في هذا الملف حكايات يروونها عن طبيعة عملهم، وعن ذلك الاتفاق الخفي الذي عقدوه مع ألسنة اللهب ليتعايشوا سلمياً معاً، وقصص المرات التي خذلتهم فيها.