هكذا قالوا: «عادل» مات فى القسم بـ«مرض جلدى نادر»
«عادل» الضحية
بعد 4 أشهر على وفاته، لم تستوعب أسرته ما حدث لـ«عادل».. الصنايعى «الشاطر» فى مهنة الموبيليا، ضحية أخرى، ويبدو أنها ليست أخيرة، من ضحايا «قسم شرطة المطرية»، بسبب تهمة لم يرتكبها، انتهت أيامه فى الدنيا بعد 20 يوماً فى الحبس، ولم يشف غليل قلب أمه سبب الوفاة الذى أقنعها به وكيل النيابة: «ابنك مات بسبب مرض جلدى نادر»، وأصرت «نبيلة»، شقيقة «عادل»، على أن تبحث عن القصاص لشقيقها، الذى تقول إنه مات بسبب التعذيب.
شقيقته تطالب بمعرفة «سبب الوفاة»: أخويا عمره ما سرق
مستلقياً على ظهره، وفى جسده البارد تظهر آثار واضحة لكدمات وجروح متفرقة من وجهه إلى أخمص قدميه، التى امتلأت بآثار حروق أعقاب السجائر.. إصابات رأتها «نبيلة» فى جسد شقيقها، عادل عبدالسميع صيام، بمشرحة مستشفى المطرية، التى أخبرتها أنها تسلمت المذكور «جثة هامدة».. صراخ وبكاء «نبيلة» ملأ المستشفى بحثاً عن حق الشاب الذى كان يرعى والدته المسنة التى لم تجف مقلتاها من الدموع حتى الآن قهراً لأنها لم تستطع الحصول «على حق ولا باطل مع الشرطة»، وصعوبة التقدم ببلاغ فى الجهة المذكورة.. تقول «نبيلة» فى حسرة: «أخويا عمره ما مدّ إيده وسرق، ذنبه إيه يتقتل، ليه يعملوا فيه كده؟! كنا راضيين يتحبس ظلم لكن يموت؟ منهم لله».
الحكاية تسردها «نبيلة» بداية من 4 أكتوبر الماضى عندما اشترى شقيقها «موبايل مستعمل» من شاب، بمبلغ 200 جنيه، ولم تمض دقائق على تشغيله حتى تم تعقب الهاتف: «بدل ما ياخدوا اللى سرق مسكوا أخويا، ومن ساعتها ماخرجش إلا على القبر»..
فى كل زيارة كانت «نبيلة» ترى «عادل» شاحب الوجه، يشكو سوء المعاملة.. كان المشهد الذى سيطر على أسرة «عادل» عندما توجهت «نبيلة» ووالدتها إلى القسم للسؤال عما حدث لابنهم، فلم يأتها رد مقنع يطابق الآثار التى وجدتها على جثته: «الواد متعذب ويقولولى مرض جلدى.. لحد امتى هنفضل على الحال ده؟»، سؤال لا تجد «نبيلة» له إجابة مُرضية أمام الفساد، وفى الوقت نفسه يتملكها الإصرار على أخذ حق شقيقها: «الظلم له نهاية، والريس مايرضاش بكده، لازم الداخلية تنضف ويرجع حق عادل وغيره من الشباب اللى مرمية فى الأقسام، سواء مجرمين أو أبرياء، لكن للأسف مفيش حاجة اسمها حقوق إنسان.. ربنا يحرق قلبهم زى ما حرقوا قلبنا على الواد الحيلة».