«منى» بعد 19 عاماً فى ساحات المحاكم: «ماعندهمش ضمير»
الحاجة منى
مات زوجها وساب لها 3 عيال فى اللفة
مات والدها ولم ترث عنه إلا الشقاء والتنقل بين المحامين بمحافظة كفر الشيخ، فعلى أعتابهم تورمت أقدام منى محمد، السيدة الخمسينية، التى لم يُنصفها محامٍ واحد فى قضيتها ضد خصمها صاحب قطعة الأرض التى استأجرها والدها منه وهى من بعده، المحامى الأول لم يحضر جلسة واحدة وترك الأمر برمته واتفق مع صاحب قطعة الأرض على ذلك: قلت له «كده يا متر بعتنى؟»، قام قال لى «بطلى يا ست هو ربنا عاوز كده». 19 عاماً وقضية «منى» بين ساحات المحاكم بمحافظة كفر الشيخ ووزارة الزراعة للبت فى الأمر، إلا أنها لم تحصل على أى أحكام طيلة تلك المدة، فالمحامى الثانى الذى لجأت إليه وافق على المرافعة وبعد يومين من توليه القضية اعتذر لها فسألته «ليه يا ابنى انت كمان مش عاوز تقف جنبى ما كنت وافقت؟»، رد عليّا «روحى لوحدك متدخلنيش مع اللى مبيرحمش»، فما كان من السيدة الخمسينية إلا أن خرجت من مكتبه والدموع تملأ وجهها: «المحامى الأولانى من كتر ما هو مفترى استغل ثغرات فى عقد الإيجار ولعب فى سجلات الزراعة». لم تستسلم السيدة الخمسينية لبلطجة وسُلطة خصمها فى شراء ذمم مُحاميها الذين خذلوها، وقررت أن تلجأ لجيرانها وأقاربها لعلهم يعرفون محامياً «نزيهاً» على حد وصفها، فبعد بحث دام أسبوعاً عن محامٍ وكأنها تبحث عن «إبرة فى كوم قش» وجدت محامياً أخذ منها أموالاً كثيرة مقابل المرافعة فى قضيتها، فهى لا تريد فقط إلا أن تستمر فى إيجار قطعة الأرض لتطعم بطون أولادها الـ 3 وتربيهم تربية حسنة عقب وفاة زوجها الذى تركهم «فى اللفة»: «بعد ما دخلت محامين ولقيت كلهم نصابين وفاسدين ربنا كرمنى بمحامى جديد ربنا يطرح فيه البركة ويقدر يساعدنى».