الاحتجاجات الفئوية: إضراب النقل العام بالإسكندرية.. وسائقو «الكبود» فى أسوان
عمال «كفر الدوار» أثناء إضرابهم عن العمل
تصاعدت الاحتجاجات العمالية والفئوية فى عدد من المحافظات، أمس، ما بين التجمهر والتظاهر داخل أماكن العمل إلى الإضراب، ففى الإسكندرية دفعت المنطقة الشمالية العسكرية بأوتوبيسات إدارة النقل بالقوات المسلحة لخدمة الركاب المدنيين فى المسارات الرئيسية بالمدينة، على خلفية دخول مئات العاملين بهيئة النقل العام فى إضراب كامل عن العمل، رداً على رفض نائب المحافظ مقابلتهم لعرض مطالبهم، قائلاً: «معلش المحافظ مش موجود».
«المنطقة الشمالية» تدفع بأوتوبيسات لحل أزمة الإسكندرية.. وتجمهر عمال «سلندرات كفر الدوار»
وأغلق العاملون فى الهيئة جميع الجراجات التابعة لها، ومنعوا الأوتوبيسات من الخروج، فيما تدخلت قيادات أمنية فى محاولة لإقناع العاملين بفضّ الإضراب، إلا أنهم تمسكوا بموقفهم، مطالبين رئيس الهيئة بالوفاء بوعوده، والاستجابة لمطالبهم المتمثلة فى صرف الحوافز القانونية، والحصول على نسبة من الأرباح السنوية، واحتساب الحافز للسائق والمحصل عند تعطل السيارة، وزيادة الحافز بنسبة 5% لكل العمال، وصرف حافز الكارنيهات بنسبة 1%، وعدم وقف العامل عن العمل قبل التحقيق معه، وإعادة هيكلة حوافز الصيانة والجهاز الإشرافى والموظفين. وأصيبت شوارع الإسكندرية بشلل تام بعدما فوجئ الأهالى بعدم وجود وسائل مواصلات لنقلهم إلى أعمالهم، وتكدس المواطنون فى الشوارع، فى انتظار أوتوبيسات النقل العام، التى لم تصل، فيما اعتبر رئيس الهيئة اللواء خالد عليوة أن إضراب سائقى ومحصلى الهيئة وإغلاقهم الجراجات «إجراء غير قانونى»، مضيفاً فى تصريحات لـ«الوطن»، أن «مطالب العمال تؤدى إلى الإضرار بالدولة، وجميع الجراجات فى المدينة تم إغلاقها عدا جراج الرمل، ونسعى لإنهاء الإضراب».
وتجمهر عشرات العمال المؤقتين فى مطاحن «سلندرات» بالبحيرة أمام مركز شرطة كفر الدوار، صباح أمس، لتحرير محاضر ضد مدير المطاحن، بعدما منعهم من الدخول لممارسة عملهم، وتحريضه أجهزة الأمن ضدهم، فألقت القبض على 3 عاملين، مساء أمس الأول، أثناء عملهم فى المطحن، ما أثار غضب زملائهم الذين تجمهروا للمطالبة بإخلاء سبيلهم، قبل أن تتدخل قيادات أمنية لإنهاء الأزمة، إلا أن العمال فوجئوا بمنعهم من الدخول فى اليوم التالى.
وأصر العمال على الدخول لممارسة عملهم، بينما توجه 30 عاملاً لتحرير محاضر ضد الإدارة، مؤكدين أن «هذه المرة ليست الأولى، فسبق للمدير أن حرر محاضر ضد زملائنا، وطردهم من العمل، لخفض العمالة، وتوفير أموال للمقاول»، حسبما قالوا لـ«الوطن»، كما أشاروا إلى أن بينهم حاصلين على مؤهلات عليا ومتوسطة، ورغم ذلك وافقوا على العمل «شيالين» فى المطحن، وبعضهم يعمل منذ 18 عاماً.
عمال «سنترال طنطا» يمتنعون عن العمل للمطالبة بزيادة العلاوة السنوية
وقالت مصادر أمنية لـ«الوطن» إن قوات الأمن توجهت إلى المطحن، أمس الأول، بعدما تلقت شرطة النجدة بلاغاً عن أعمال شغب هناك، وتم استدعاء العمال المتهمين إلى القسم، وتحرير محضر تصالح بين جميع الأطراف، على أن يواصلوا العمل فى اليوم التالى.
ومن جهته، قال مدير المطحن، محمود طلحة، إن «الأزمة بدأت مع 3 عمال مؤقتين، عندما أثاروا الشغب، وأطلق أحدهم ألعاباً نارية تحت إحدى الماكينات، ما يخل بقواعد الأمن الصناعى، ويعرض العنابر للحريق، فتم اتخاذ موقف ضدهم، إلا أن باقى العمال تضامنوا معهم، وأصدرت قراراً بالسماح لجميع العمال المؤقتين بالدخول، حرصاً على عدم توقف العمل، بما يضر مئات المخابز». وسادت حالة من الغضب بين أهالى قرية السيالة التابعة لمركز دمياط، بعد تراكم كميات كبيرة من القمامة فى أرض بحيرة تنيس، بعدما ردمتها إحدى شركات تقسيم الأراضى بالقمامة، تمهيداً لتقسيمها وبيعها، ما دفع عدداً من الأهالى إلى التجمهر لمنع سيارات الشركة من استكمال أعمال الردم، بسبب الروائح الكريهة المنبعثة من القمامة، ووجهوا الاتهام إلى عمال الشركة بتكرار تصويب الأسلحة النارية عليهم. ونفى محافظ دمياط الدكتور إسماعيل عبدالحميد ما تردد عن إنشاء مقلب قمامة دائم على أرض بحيرة تنيس، موضحاً لـ«الوطن» أنه «تم استخدام قطعة أرض صغيرة فى القرية السيالة، كانت إحدى الشركات تبورها، كنقطة تجميع مؤقتة للقمامة، على أن تنقل بعدها إلى مقلب قمامة شطا».
ودخل إضراب العاملين فى مشروع النظافة بأسوان يومه العاشر على التوالى، أمس، للمطالبة بالتثبيت على درجات مالية بعدما قضوا أكثر من 5 سنوات كعمالة مؤقتة، فيما تراكمت القمامة فى الشوارع الرئيسية والفرعية للمدينة السياحية، ما أدى إلى انتشار الروائح الكريهة والحشرات والحيوانات الضالة. وجمع أصحاب المحال التجارية أموالاً لاستئجار عمال ومعدات لجمع القمامة من شارعى السوق السياحى، والشواربى، ما لقى ترحيب محافظ أسوان اللواء مجدى حجازى الذى أشاد بمشاركة طلاب المعهد العالى للخدمة الاجتماعية فى حملات النظافة لشوارع وميادين المدينة، مشيراً إلى استمرار جهود رفع القمامة والمخلفات من شوارع المحافظة بمشاركة قوى المجتمع. وأعلن المئات من سائقى السيارات «الكبود» الإضراب عن العمل فى مراكز أسوان ودراو وكوم أمبو وإدفو ونصر النوبة، احتجاجاً على قرار حجازى بعدم تجديد تراخيص عملهم فى نقل الركاب لأكثر من 3 أشهر، ما أثار غضب المواطنين الذين عجزوا عن التوجه إلى أعمالهم، فاضطروا إلى استخدام التوك توك كبديل لسيارات «الكبود»، رغم مضاعفة أجرة «التوك توك».
وامتنع العاملون فى سنترال طنطا العمومى عن عملهم، للمطالبة بزيادة العلاوة السنوية من 8 إلى 10%، وعلاوة دورية بقيمة 15%، بالإضافة للعلاوة الصادرة بقرار جمهورى، وقيمتها 10%، والخاصة بالعاملين غير الخاضعين لقانون الخدمة المدنية، كما طالبوا بإصدار لائحة للشركة المصرية للاتصالات تراعى العدالة الاجتماعية، وتقلل الفروق المالية بين العاملين، وتحسين منظومة الرعاية الصحية لأسر العاملين والمحالين للمعاش. وطالب المحتجون بحل مجلس إدارة «المصرية للاتصالات»، وتشكيل مجلس جديد يضم كفاءات وطنية من أبناء الشركة، والخبراء المشهود لهم بالنزاهة، لتحقيق إصلاحات وظيفية، وعدالة فى الأجور، بما يؤدى إلى تحسين أحوال العاملين المعيشية، ويسمح بتكافؤ الفرص بينهم، ويسهم فى القضاء على الفساد.
سائقو «الكبود» فى أسوان أثناء إضرابهم أمس