يجب أن ينتبه صانع القرار فى مصر إلى أن هناك جهوداً ممنهجة تسير بقوة نحو إحداث شرخ عميق فى تحالف القوى السياسية التى توحدت بشكل رائع فى ثورة 30 يونيو 2013.
هناك انفصال وانفصام بين عشر قوى على الأقل شاركت فى 30 يونيو.
بدأ الشرخ من 6 أبريل، ثم القوى اليسارية، ثم القوى الناصرية، ثم القوى الليبرالية، ثم 6 تيارات من المستقلين.
حركة تمرد التى كانت من القوى الظاهرة فى 30 يونيو لم يعد لها وجود مادى.
أخطر ما فى الانشقاقات ظهر الشهر الماضى فى مشاجرات بين رموز إعلامية وسياسية بدأت فى حرب اغتيال معنوى لبعضها البعض ما أضفى على تلك القوى التى أيدت 30 يونيو تشويهاً لسمعتها ومكانتها.
فى البرلمان تحول الخلاف السياسى والصراع على رئاسة اللجان وعضويتها وتوزيع الغنائم السياسية إلى معركة شرسة ومدمرة.
يحدث ذلك كله فى الوقت الذى يزداد فيه الاستقرار السياسى والأمنى فى البلاد بشكل تدريجى متصاعد ويتم فيه الاعتراف المستمر بنظام 30 يونيو عالمياً آخرها زيارات الرئيس السيسى العالمية، وزيارات رؤساء الصين والعراق، وزيارة الرئيس الفرنسى فى الشهر المقبل، والزيارة المتوقعة لملك السعودية.
ويحدث ذلك فى تقرير مصر لوضعها العربى بالمشاركة أخيراً فى مناورات رعد الشمال فى السعودية، والمناورة البحرية الكبرى مع فرنسا.
هذه المكاسب مهددة بتآكل حلف 30 يونيو وارتداء الكثير من أطرافه أحزمة ناسفة سياسية بهدف الانتحار المجانى دون سبب معقول.
بالمقابل لا تحرز القوى المضادة لـ30 يونيو مكاسب جديدة إلا عبر الأخطاء الفادحة لتحالف 30 يونيو.
ليست جماعة الإخوان بحاجة لأى نشاطات سياسية مضادة الآن بقدر استثمار كتائبها الإلكترونية لحجم أخطاء النخبة السياسية والإعلامية وحربها المدمرة لبعضها بعضاً.
نحن نقدم «بغباء سياسى» منقطع النظير نجاحات هذا العهد على طبق من فضة لخصوم نظام ثورة 30 يونيو.
مطلوب من عقل كبير وحكيم يجلس على رأس النظام القيام بعملية ترميم لهذا التحالف والحفاظ على تماسك الثورة.
باختصار إزاء هذا الانفلات المجنون «لازم حد يلم الموضوع».