بلجيكا خط المواجهة الأول لأوروبا مع الإرهاب
حالة استنفار أمنى فى بلجيكا بعد التفجيرات
على مدار سنوات طويلة، اشتهرت «بروكسل» بكونها مدينة هادئة تثير إعجاب الجميع، إلا أنه فى خلال السنوات القليلة الماضية، تحولت المدينة الهادئة إلى خط المواجهة الأول مع الإرهابيين الذين يسعون إلى تنفيذ هجمات إرهابية عنيفة داخل أوروبا، وهو ما ثبت بالفعل بعد الكشف عن أن الهجمات الدامية التى تعرضت لها العاصمة الفرنسية «باريس»، تم التخطيط لها والتحضير لكل تفاصيلها فى «بروكسل» نفسها، وأن الإرهابى المعتقل مؤخراً صلاح عبدالسلام، كان يختبئ فى إحدى الشقق السكنية فى «بروكسل».
وزير داخلية «بروكسل»: علينا اتخاذ قرارات لدمج الشباب المسلم فى مجتمعاتنا
وتشير شبكة «سى.إن.إن» الأمريكية، فى تقرير لها، إلى أن «بلجيكا أصبحت خط المواجهة الأول مع الإرهاب فى أوروبا»، مضيفة أن وزير الداخلية البلجيكى جان جامبون قال إن «قوات الأمن البلجيكية كانت تحاول إحباط أى محاولات إرهابية»، ولكنه اعترف فى الوقت ذاته بأن «تنظيم داعش الإرهابى لا يزال قادراً على تجنيد العديد من المتطرفين فى بلجيكا». وأضاف: «التنظيم الإرهابى لا يزال يستغل بلجيكا فى تجنيد متطرفين، ولا تزال هناك صعوبة فى العثور على هؤلاء الذين يكونون مسئولين عن عمليات التجنيد تلك، فهذا الأمر يمكن أن يتم داخل حجرة صغيرة فى كل منزل».
ونقلت الشبكة الأمريكية عن جيرالدين هينيجان والدة أحد المتطرفين الذين انضموا إلى «داعش» وقتلوا فى سوريا، قولها إن «هناك إشارات لتطرف الشباب والتأثير عليهم للانضمام إلى الجماعات الإرهابية، وكان يجب على الجميع أن ينتبه إلى تلك الإشارات، لأنها جزء من عملية التجنيد، وهذه العملية تكون ناتجة عن نقص الفرص والإحساس بالتهميش وعدم قبولهم على أنهم مواطنون يتساوون مع المواطنين البلجيكيين.. البعض يرى أن الدولة البلجيكية ترفض قبول الأطفال والشباب وتعتبرهم أجانب، والبعض يرفض منحهم وظائف، وهو ما يتسبب فى شعور هؤلاء الشباب بحالة من الكراهية ممن حولهم».
وقال وزير الداخلية البلجيكى إن أغلبية الشباب المسلم فى بلجيكا تم استيعابهم بشكل جيد داخل المجتمع، ولكنه أقر فى الوقت ذاته بأن الحكومة البلجيكية مطالبة بأن تقوم بمزيد من الجهود حتى يشعر هؤلاء الشباب بأنهم فى منزلهم بالفعل وليسوا أجانب فى الدولة، حيث إن الشعور بالعنصرية هو جزء من الأسباب الرئيسية فى التجنيد لصالح الجماعات الإرهابية. وقال وزير الداخلية البلجيكى: «يجب على الحكومة أن تتخذ المزيد من الإجراءات لضم الشباب إلى المجتمع بقوة، فهناك الولايات المتحدة مثلاً الجيل الثانى من المهاجرين خرج منهم رئيس للولايات المتحدة، أما هنا الجيل الثالث والرابع يخرج منهم إرهابيون على علاقة بالتنظيمات الإرهابية».
من جانبها، قالت مجلة «بوليتيكو» الأمريكية إن دخول أوروبا على خط المواجهات الإرهابية يدفع بفكرة إطلاق حرب أوروبية جديدة على الإرهاب، وهى فكرة خطيرة يمكن أن يكون لها تداعيات خطيرة على منطقة الشرق الأوسط بأكملها، وسيكون أيضاً على أوروبا أن تنظر إلى ما وراء فكرة الرد العسكرى المباشر، لما سيكون له من تداعيات خطيرة على دول منطقة الشرق الأوسط، وعلى دول أوروبا نفسها. وقال جان مارى جوينيو الباحث الفرنسى، فى مقاله بالمجلة الأمريكية، إن «هدف تنظيم داعش الإرهابى هو تفتيت واستقطاب دول الشرق الأوسط والديمقراطيات الغربية، والرد العسكرى بدون تفكير سيكون له عواقب وخيمة على تلك الدول، ولن يتم هزيمة الإرهاب إلا بأن يؤمن مواطنو تلك الدول بضرورة رفض الاستقطاب ورفع لواء الديمقراطية عالياً».