شاهد بمذبحة بورسعيد: مدير الأمن أمرنا بإطلاق سراح 7 أفراد نزلوا الملعب بين الشوطين
واصلت محكمة جنايات بورسعيد برئاسة المستشار صبحي عبد المجيد، سماع شهود الإثبات في قضية "مذبحة إستاد بورسعيد"، التي راح ضحيتها 74 قتيلاً من جماهير النادي الأهلي، عقب مباراة فريقهم مع النادي المصري، مطلع فبراير الماضي.
قبيل بدء الجلسة وقعت بعض المشادات الكلامية بين المتهمين داخل القفص، بعدما قال أحدهم إنه يريد الاعتراف".
بدأت الجلسة في الحادية عشرة بالاستماع إلى أقوال الشاهد51، كريم سعيد سيد مصطفي، الذي أكد أنه حضر المباراة ضمن جماهير الأهلي، وعقب المباراة فوجئ بجماهير المصري تهاجم المدرج الخاص بهم، وقبل ذلك بقليل سمع الإذاعة الداخلية للإستاد،وهي تقول:"نشكر جمهور بورسعيد علي حسن تعاونهم معنا" ثم بعض الأغاني، ثم حدث الاجتياح وكأنها كلمة السر للهجوم الذي حدث.
وأضاف الشاهد:"بدأنا نرجع بظهورنا في المدرج حتى نحمي من معنا حتى وصلنا إلى آخر المدرج من اليسار، ووجدنا من يهاجمنا من جماهير المصري ممسكًا بكراسي حديد وعصي خشبية ومواسير وحجارة تُقذف علينا. وعملت الجماهير ممرا منهم كي يمسكوا من يخرج ويتعدون عليه، لكني تمكنت من القفز من أعلى سور المدرج، ونزلت في الممر فسمعت الجماهير تصرخ وتنطق الشهادة وتقول ارجعوا الباب مغلق، و بعدها نزلنا أرض الملعب، وساعدنا المصابين، ونقلنا الجثث لسيارات الإسعاف، التي رفضت حمل أي شخص مصاب "حي"، بحجة أن هناك أشخاصًا في الخارج تفتش سيارات الإسعاف وتنزل المصابين الأحياء وتتعدى عليهم.
وتابع:"تعرفت على 4 من المتهمين في النيابة العامة عن طريق عرض الصور والفيديوهات. وأضاف:"أثناء محاولة نقل الجثث والمصابين فوجئنا بـ 20 شخصًا بورسعيدي كان بعضهم ملتحيًا دخلوا إلى أرض الملعب وكانوا يحملون الكاميرات من أجل تصوير الجثث حتى يضعوا الصور على الانترنت ليتعرف الأهالي عليهم، ولكنهم رفضوا ذلك.
وقال الشاهد:"إنه ساعد في نقل حالتي وفاة من المدرج الشرقي الخاص بجماهير النادي الأهلي، وحملهم بيده إلى أرض الملعب ثم إلى خارج الإستاد.
واستدعت المحكمه الشاهد العميد محمد هشام محمد سيد، وكيل الإدارة العامة للأمن المركزي بالقناة، والذي أكد أنه يوم 30 يناير الماضي تم عقد اجتماع بمديرية أمن بورسعيد بحضور مدير الإدارة العامة للأمن المركزي اللواء عبد العزيز فهمي واللواء عصام سمك مدير أمن بورسعيد، وعدد من قيادات المدريرية لتحديد المهام الخاصة بالأمن خلال المباراة.
وأضاف الشاهد:" طلبنا عمل حراب على أسوار المدرجات، لكنه تم رفض ذلك بسبب قواعد لجنة الفيفا، وطلبنا حضور كلاب مكافحة وفض الشغب، لكن تم رفضها أيضا بسبب جمعيات حقوق الإنسان، وطلبوا أيضا تأمين الأبواب من الداخل والخارج لأنها ضعيفة، وطلب عدم زيادة الجمهور عن العدد المحدد، وأكدوا أن عدد التذاكر التي تم بيعها قرابة الـ 12ألف، و400 تذكرة، كما طلبوا بالتفتيش الدقيق للجماهير إلا أنه تم الاتفاق على أن يكون التفتيش ظاهريًا".
وتابع:"يوم المباراة تم إرسال 17 تشكيلا و5 سيارات ميكروباص مدرعة من منطقة شرق الدلتا إلى إستاد بورسعيد، وذلك للخدمات داخل المضمار، وبمجرد نزول فريق الأهلي للإحماء بأرض الملعب بدأت جماهير المصري بإلقاء الصواريخ والشماريخ والحجارة عليهم، وبين الشوطين كان هناك 7 أشخاص حاولوا نزول الملعب، واشتبكوا مع قوات الأمن وضربوا صواريخ وشماريخ على القوات وتم إلقاء القبض عليهم لكن فوجئنا بتعليمات مدير الأمن بتركهم وإعادتهم إلى أماكنهم.
وقال الشاهد:"إن جماهير الأهلي قامت بالاعتداء على قوات الأمن مرتين في حين نفى اعتداء الأمن على جماهير الأهلي، منوها إلى التعليمات التي صدرت لهم عقب الشوط الثاني بعدم استخدام وسائل فض الاشتباكات.
وتابع:"قبل انتهاء الشوط الثاني، تم استدعاء 3 تشكيلات لتعزيز تأمين خروج جماهير النادي الأهلي، وأصبح عدد التشكيلات الموجودة داخل الملعب 9 تشكيلات، وتم عمل ممر "أنبوبة" لتأمين خروج اللاعبين والحكام وهذا ما شدد عليه اللواء عبد العزيز فهمي، وخلال الـ 90 دقيقه وقت المباراة لم تحدث أي مشاكل، وعقب انتهاء المباراة وجدنا أطوافا من جماهير النادي المصري تقدر من 6 أو 7 آلاف شخص تقوم بالنزول إلى أرض الملعب وتعتدي علي الضباط والجنود التي حاولت منعها، ثم اعتدوا على جمهور الأهلي".
وأكمل الشاهد أنه عقب دخول لاعبي النادي الأهلي إلى غرفة خلع الملابس واطمئنانه عليهم، خرج إلى أرض الملعب، ورأى 20 شخصًا ملثمين يضعون الكوفيات و"الكلبوش"، وعلم فلسطين على ظهورهم، ويخفون وجوههم ويرتدون الزي الموحد، وهم يخرجون مسرعين من الإستاد.