دموع أهالى الضحايا «تنزف» فى أبو قير
قالت أم جابر فراج، أحد الصيادين الغارقين: «لو كان عيالنا سُياح ولابسين مايوهات فى شرم الشيخ أو الغردقة أو مارينا، كانوا أنقذوهم فى ثوانى معدودة، لكن حكومتنا بتعتبر إن إحنا «كلاب ولا نسوى»، وكنا بنفكر إن بعد الثورة دم المصرى مش هايبقى رخيص، لكن طلع مفيش فرق بين مبارك والإخوان».
وأشارت إلى أن الغرقى ظلوا يتصلون هاتفياً بذويهم لطلب النجدة لمدة 18 ساعة، وأسرع الأهالى بدورهم بالتوجه إلى قيادة ميناء أبى قير المسئول عن السواحل الخاضع لها الصيادون، وخفر السواحل الذى يصدر الرخص وتصاريح الصيد والمسئول عن حياتهم، لكن أحداً لم يستجب لهم.[Image_2]
وبعيون تملؤها الدموع، قالت شقيقة «جابر»: «أخويا مايستهلش كدة أبداً، حرام عليكم، دا الغرق أصعب موتة، وربنا يجازى اللى كان السبب ووقف يتفرج عليهم وما تدخلش علشان ينقذهم»، مضيفة أن أخاها لو كان مطلوباً على ذمة قضية كانت الأجهزة المسئولة وصلت إليه وألقت القبض عليه وحتى وإن كان داخل مياه البحر وليس على ظهرها.[Quote_1]
ووجه محمد شقيق عليوة درويش سؤالاً إلى الرئيس محمد مرسى، حول موقفه إذا ما كان أولاده ماتوا «متعلقين ونايمين على خشبة غرقانة من المركب المقسوم 18 ساعة ومش لاقيين اللى ينقذهم؟»، مؤكداً أن الموت أرحم عليهم من انتظاره والغرق البطىء طوال هذه الفترة.
وأضاف محمد أن «الصيادين بيعيشوا طول عمرهم مترقبين لحظة الوفاة، وكل ما بيركب واحد فيهم البحر بيقول لنفسه هل هايرجع تانى لأهله وأولاده، ومع ذلك محدش تصور أنه هايموت بالشكل البشع ده، ويفضل ينازع ويقاوم الموت لمدة 18 ساعة فى مياه درجة حرارتها تحت الصفر، فى أبشع طقس يمر على الإسكندرية منذ 10 سنوات».
وطالب شقيق الضحية، بإدراج أسماء الغرقى فى كشوف شهداء الثورة، باعتبارهم ضحايا لعدم استقرار البلاد، وحالة الإهمال والتسيب التى تضرب كافة مفاصل الدولة وهياكلها الإدارية، مشيراً إلى أن هذا الحادث إذا وقع فى دولة متقدمة تحترم حقوق الإنسان وترعى مصالح المجتمع، كان يتوجب على رئيس حكومتها تقديم استقالته بشكل مباشر، فضلاً عن المساءلة الجنائية التى ستلاحق الوزير المختص وكل المسئولين على كافة المستويات من المتورطين فى التسبب عن طريق العمد أو الإهمال فى الحادث.
عمر صحرا، هو أب لـ3 أبناء، أكبرهم بنت فى الحضانة، وأصغرهم أختها ذات الـ15 يوماً، ويقول محمد جراوى، خال الضحية، إن طائرة الإنقاذ مرت فوق رؤوس الضحايا مرتين وابتعدت عنهم دون أن تمدهم بالمساعدة والإنقاذ، بدعوى أن شدة الرياح تبُعد السلم الحبل المُعد لالتقاطهم من المركب الغارق، بحسب رواياتهم التى أبلغوها لذويهم عبر الهاتف.[Quote_2]
وأضاف جراوى، «أبلغنا القوات المسلحة عبر قيادة ميناء أبى قير البحرى بتفاصيل الأزمة، وشددنا أكثر من مرة على أن الظلام سيحول دون قدرة قوات الإنقاذ على انتشالهم، مطالبين بسرعة التحرك والتوجه إلى مكان المركب الغارق، دون مجيب».
وأشار إلى أن الأطفال الثلاثة وأمهم ليس لهم أى دخل أو مورد مالى، يعوض النقص الذى ستتسبب فيه وفاة عائلهم الوحيد، مؤكداً ضرورة تحمل الحكومة مسئولية أخطائها، وإصدار قرار بصرف معاش شهرى «لائق»، بحق أسر الضحايا، لعدم الإضرار بالعشرات من الأطفال والسيدات والشيوخ المسئولين من الضحايا، والذين تيتموا بسبب إهمال وفساد الأجهزة المعنية، بحسب قوله.
فيما حمّلت والدة على شلبى، أحد الصيادين المفقودين على متن المركب زمزم الغارق، الرئيس محمد مرسى وقائد ميناء أبى قير، مسئولية «ضياع» أبنائهم، مضيفة: «هما المسئولين عن غرق أبنائنا برعونتهم واستهتارهم واستخفافهم بدماء شبابنا، مش هانسيب تارنا وحسبى الله ونعم الوكيل»، وقالت «أم على» أثناء انخراطها فى حالة من البكاء والصراخ: «ابنى لسة خاطب، وكان بيقولى قبل ما يركب البحر نفسى أشوف خطيبتى، ربنا على الظالم والمفترى».[Quote_3]
وطالبت بفتح تحقيق عاجل حول الواقعة، يبدأ برئيس الجمهورية حتى أصغر مسئول فى حرس الحدود وخفر السواحل، محذرة من غضب أهالى الصيادين وكل قاطنى منطقة أبى قير فى حالة تقصير السلطات المختصة فى إجراء محاكمة عاجلة وعادلة لكشف ملابسات الحادثة ومعاقبة المتورطين والمقصرين فيها.
وأبدت دهشتها بسبب توالى التصريحات التى وصفتها بـ«الخادعة» لمحافظ مطروح ونائب محافظ الإسكندرية، بوصول طائرة حربية لإنقاذ طاقم مركب الصيد الذى تعرض للغرق قبالة سواحل رأس الحكمة، ثم القول باحتمالية العثور على الصيادين على أحد القوارب المطاطية أو التقطهم مركب صيد أو تهريب، والاتصال بوزارة الخارجية للاستفسار حول دخولهم ليبيا عبر أحد هذه المراكب، الأمر الذى ثبت عدم صحته بعد ذلك.
أخبار متعلقة:
المركب الغارق بمطروح يحول «أبوقير» لـ«مأتم كبير»
36 ساعة من الأهوال فى عمليات البحث والإنقاذ.. ولا أثر لـ"الصيادين"
نقيب الصيادين: فرق الإنقاذ لم تستجب للاستغاثات إلا بعد 24 ساعة
آخر من رأى الغرقى: إحنا اللى هانجيب جثث زملائنا.. والرد على الحكومة يوم الجنازة
«فيس بوك» يشتعل بسبب مقارنة موقفى مبارك ومرسى من غرق «السلام 98» و«زمزم»