اليوم يوم المحكمة.. السؤال الذى يأكل رأس المصريين ويمضغها مضغاً هو: ما الحكم المتوقع على المخلوع؟ حالة من القلق تنتاب الجميع مش عارف ليه، فهناك الكثير من الشواهد التى تغرد فى وجوهنا منذ شهور بالحكم، بدأت بتوضيب «محبس» قطاع خاص بالمركز الطبى العالمى، يعيش فيه المخلوع واكل شارب نايم متعالج من دم المصريين، يزوره من يريد، تبيت معه زوجته حين يحب، يرقد حفيده فى حضنه إذا طلب ذلك، زيارات لا تتوقف من كبار المسئولين العرب والمصريين، ساونا وجاكوزى وحمام سباحة، والحياة «مأحلية» وآخر «بلهنية»، وعندما يتم نقله إلى المحكمة تطير به الطائرة الهليوكوبتر، وما إن تهبط حتى تصطف من حواليه الحراسة الخاصة، ويسرع جهاز التمريض كى يحمله على كفوف الراحة إلى سرير الملك، تحيات التعظيم تأتى من اليمين والشمال، ومن ورا وقدام، كل الأطايب متوفرة للمخلوع فى هذا المحبس الفريد، ربما لا ينقصه إلا أن تكون برفقته «هيام خان» جارية الملك سليمان بطل «حريم السلطان»، وبصراحة هى دى الحاجة الوحيدة اللى هتخلى الشعب يحقد عليه!
الورق اتستف آخر حاجة، والأدلة التى يمكن أن تدينه أخدها الغراب وطار، كله كلام ابن عم «حديت»، المتهمون الأصليون بقتل المتظاهرين من ضباط وأمناء الشرطة نازلة البراءات ترف فوق دماغهم، والهم والغم والكرب العظيم لا يفارق قلوب أهالى الشهداء. إذا كانت البراءة من حد ونصيب الفاعلين الأصليين.. فماذا نتوقع للمتهم بالتحريض أو بإعطاء التصريح بالقتل؟ وهو اتهام أنكره شهود تقال جداً، منهم المشير طنطاوى واللواء عمر سليمان وغيرهما. أذيعت جلسة أو جلستان من المحاكمة وفجأة التليفزيون بدأ «يوش»، ليه؟ لأن قرارا اتخذ بإيقاف بث الجلسات عشان منجرحش «مشاعير» المتهمين، خصوصاً بعدما اندفع محامى فى الجلسة الأولى مشككا وقال إن من يرقد على السرير فى القفص هو «دوبلير» وإن «مبارك» مات منذ سنين فى عملية جراحية بألمانيا.
أكيد سمعت هذه الحكاية اللى فطست «العادلى» من الضحك كما نشرنا فى الوطن فى حلقات «يوميات مبارك فى الحبس». وقد يكون عند العادلى بعض العذر، صحيح دوبلير إيه اللى جوه القفص؟! طيب المناخير تتقلد وكذلك الودان والعيون والرموش وغيرها، حتى الصوت ممكن يتقلد.. الطب الآن يصنع المعجزات.. بس من الذى قال لهذا المحامى الهمام إن شعب المحروسة بيعرف ريسه من مناخيره أو ودانه أو فمه أو شعره؟ إنه يتعرف على رئيسه بتلك النظرية الشهيرة التى كان يتعامل بها الشاويش «عطية» فى فيلم «إسماعيل يس فى الطيران»، حينما كان ينظر إلى «سمعة» ويقول: «هو يا رب بغباوته»! نصيحة متعشمش أوى على فكرة إن المخلوع ياخد حكم يرضيك، وإلا حقول إنه «بهت» عليك!