لا يا «شيخ» جرائم قتل واغتصاب وسرقة وكذب «بما لا يرضى الله»
مصر شهدت مؤخراً العديد من الجرائم التى ارتكبها «متأسلمون» كان أبشعها واقعة إلقاء طفل من أعلى بناية بالإسكندرية
أكد عدد من الخبراء الأمنيين والقانونيين أن جرائم «المتأسلمين» غالباً ما تكون ناتجة عن كبت داخلى لهؤلاء الأشخاص الذين يتم اختطافهم من الأسرة والجنوح لفكر المجموعات المتطرفة الذين يستندون إلى فكر خاطئ ينبع من تحريف لمفاهيم الإسلام الواضحة فى القرآن والسنة النبوية، وأن الجريمة غير المنظمة تحدث نتيجة تصرفات فردية خاصة بمنفذيها سواء كانوا متأسلمين أو غيرهم، خاصة أن منفذ الجريمة دائماً ما يكون له هدفان، الأول مادى متعلق بتنفيذ الجريمة والآخر معنوى مرتبط بالآثار السلبية التى تتعرض لها أسرة الضحية.
ملتحٍ يغتصب طفلاً 4 سنوات.. ثم يقتله ويلقى بجثته من الدور الـ14 وفى التحقيقات يطلب أداء الصلاة
والمتأسلم هو من يُظهر قشور الإسلام (دون جوهره) فيمتنع عن الاهتمام بهذا الجوهر، ويريد من الإسلام شيئاً محدداً، إذ يظهر الصلاة والزكاة، ويترك الصدق والأمانة، كما يظهر الحج، ويهجر الوفاء بالعهد.
اللواء رمزى تعلب، مدير أمن الإسكندرية السابق، يقول إن الجرائم التى يرتكبها المتأسلمون ناتجة عن سوء فهم من جانب صاحبها لسببين، الأول النشأة السيئة للأسرة خاصة إذا كانت تؤمن بالأفكار المتطرفة، والآخر هو اختطاف تلك الأفراد من جانب العناصر والمجموعات المتطرفة.
وأضاف تعلب فى تصريحات لـ«الوطن» أن هناك عشرات الجرائم التى يرتكبها هؤلاء الأشخاص وأنه خلال عمله فى الإسكندرية كان يشرف على التحقيقات فى مقتل طفل عمره 4 سنوات تعرض للاغتصاب قبل مقتله على يد شاب ملتح وألقى بجثته من الطابق الرابع عشر فى عقار تحت الإنشاء بالإسكندرية، واعترف بجريمته كاملة أمام الفريق الأمنى، لكن المفارقة الغريبة فى تلك القضية أثناء التحقيقات طلب أن يذهب للصلاة.
4 شباب ملتحين حرقوا محلات لبيع شرائط الفيديو لأنها حرام.. والشرطة وجدت «أفلاماً إباحية» فى منازلهم
من جانبه يقول اللواء سامح الكيلانى، مدير أمن الشرقية السابق، إن المتأسلم هو شخص نصاب يدعى التزامه بمبادئ الإسلام السمحة وهى منه براء، فترى أفعاله تخالف أقواله ويرتكب جرائم التحرش والسرقة والقتل ثم يبحث لنفسه عن حجح واهية ليبرر تلك الجرائم، مضيفاً أن المجتمع أفرز بعد ثورة 25 يناير عدداً كبيراً من المتأسلمين الذين أساءوا للإسلام من خلال جرائم جنائية كثيرة.
أما اللواء سميح بشادى، مدير أمن شمال سيناء السابق، فيرى أن المتأسلمين جهلاء لم ينالوا حظاً وافراً من التعليم فهم ينقلون صورة سيئة لغير المسلمين من خلال الجرائم التى يرتكبونها ثم يدعون التمسك بقيم الإسلام على غير الحقيقة، خاصة أن مثل هؤلاء الأشخاص يطوعون الأحاديث النبوية بالخطأ لتبرير جرائمهم.
اللواء محمود قطرى، الخبير الأمنى، يشرح طبيعة الجرائم التى ينفذها المتأسلمون بقوله إن منفذ الجريمة الجنائية تكون لديه دوافع كثيرة تسبق إقدامه على تنفيذها، وهى ما يفسرها القانون على سبيل المثال فى حالة القتل العمد أو القتل مع سبق الإصرار والترصد، وأن الركن الأول فى الجريمة هو مادى، أى متعلق بالفعل ذاته.
وتكشف سجلات الشرطة والنيابة الكثير من الجرائم التى ارتكبها «متأسلمون» وهى لا تتوقف عند نوع معين من الجرائم بل هى كثيرة شأنها شأن سائر الجرائم التى ينفذها غيرهم، خاصة التى تمس الادعاء بالباطل والتلفيق الذى يجب أن يكون أبعد من أن يرتكبه شخص يدعى أنه يمثل الإسلام، كما حدث على يد البرلمانى السابق أنور البلكيمى الذى أجرى جراحة تجميل فى أنفه وادعى أنه تعرض لحادث سرقة واعترف بذلك فى تحقيقات النيابة العامة معه، ثم تراجع عن أقواله بعد أن كشفت تحريات المباحث كذب روايته.
الرواية الكاذبة للنائب السلفى الملتحى تكشفت عندما خرج مدير مستشفى خاص بالعجوزة وكشف عن إجراء جراحة تجميل فى أنف النائب ونسبت له النيابة تهمة إزعاج السلطات والبلاغ الكاذب وتزوير مستندات رسمية.
أما واقعة قتل طالب كلية الهندسة أحمد حسين عيد فى السويس على يد 3 أشخاص ملتحين، وهم «وليد حسين بيومى عبدالله» وشهرته «الشيخ وليد» 28 سنة، عامل، و«عنتر عبدالنبى سيد أحمد خليفة»، 26 سنة، موظف بشركة السويس للصلب، و«مجدى فاروق معاطى أبوالعينين» 33 سنة، موظف بجهاز التجميل والنظافة بمحافظة السويس، وأن منفذى الجريمة اعتدوا بالأسلحة البيضاء على الضحية أثناء وقوفه على الكورنيش بصحبة خطيبته، وأن منفذى الجريمة تشاجروا مع الضحية بحجة أنه كان فى وضع غير لائق من وجهة نظرهم.
الجريمة تكشف عن أن المتهمين نصّبوا أنفسهم رقباء على المجتمع، ووجهت النيابة لهم تهمة إدارة جماعة الغرض منها الاعتداء على حريات المواطنين، وأن محكمة الجنايات عاقبت هؤلاء المتهمين بالسجن المشدد 15 سنة لكل منهم.
وتكشف السجلات أيضاً الجريمة الشهيرة لقتل طفلى الإسكندرية التى تسببت فى إعدام مرتكبها الملتحى محمود حسن رمضان عبدالنبى، بعد إلقائهما من أعلى عقار فى مشهد مروع بثته القنوات الفضائية ووسائل الإعلام المختلفة وقت وقوعه.
وتكشف واقعة الفعل الفاضح الشهيرة المتهم فيها البرلمانى السلفى على ونيس، التى ثبتت فى تحقيقات النيابة العامة من خلال رواية أفراد القوة التى شاركت فى ضبطه فى منطقة مظلمة تابعة لمحافظة القليوبية، الذين أكدوا أنهم عندما ذهبوا لاستطلاع الأمر فوجئوا برجل وامرأة فى وضع مخل، وعندما اقتربوا منهما وجدوا رجلاً بلحية وبصحبته فتاة، وباستطلاع الأمر تبين أنه على ونيس، عضو مجلس الشعب، وبرفقته فتاة، فطلبا منهما النزول من السيارة، إلا أن عضو مجلس الشعب رفض، وعندما كرروا الطلب مرة ثانية ثار النائب، وتعدى على القوة بألفاظ نابية مبرراً ذلك بأن لديه حصانة برلمانية.
لا يخفى على أحد الجرائم المتورط فيها عدد من المتأسلمين المحسوبين على السلفيين وبدأت الفضائح بواقعة عنتيل الغربية، إذ انتشرت فى بداية عام 2015 فيديوهات جنسية لسلفى فى مركز السنطة، وتبين أن هذا الشخص «م. ح»، ووصلت القضية إلى النيابة العامة التى قررت حبس المتهم على ذمة التحقيقات، ولم تكن هذه القضية هى الأخيرة بل ظهرت بعدها العديد من القضايا المتورط فيها متأسلمون فى جرائم آداب ومنها قضية عنتيل الإسماعيلية.
وفى كفر الشيخ قررت نيابة مركز شرطة قلين، حبس شخصين ملتحيين لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات، بتهمة ممارسة الدجل، وقتل فتاة بحجة استخراج الجان من جسدها، وتبين من تحقيقات النيابة أن الضحية «فايزة أحمد عبيدو» 25 سنة، فارقت الحياة إثر تعرضها للضرب تحت زعم إخراج الجان من جسدها، لمعاناتها من حالة نفسية وعصبية فى الفترة الأخيرة.
التحقيقات أثبتت أن الدجالين اصطحبا الفتاة بإحدى حجرات منزلهما، وتعديا عليها بالضرب المبرح بحجة إخراج الجان من جسدها، وعقب ذلك فوجئا بغياب وعيها، وفى حالة احتضار فطلبا من ذويها حملها والخروج بها بدعوى نجاحهما فى استخراج الجان من جسدها، وأنها منهكة بسبب هذا الأمر، فشك أهل الفتاة وفضلوا الانتظار لحين إفاقتها، ولكنهم فوجئوا بأنها توفيت.
وهناك العديد من جرائم السطو المسلح والسرقة بالإكراه لمحال الذهب التى يمتلكها أشخاص مسيحيون، فى مناطق عين شمس والمطرية وحدائق القبة وحلوان وغيرها من محافظات الجمهورية يرتكبها متأسلمون، والغريب فى الأمر أنهم يبررون تلك الجرائم والاستيلاء على أموال الناس بالباطل بحجج وأفكار مغلوطة.