السيرة الذاتية لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، تبعث على الفخر لكل إنسان يبحث عن القدوة الحسنة، لأنه يمثل امتداداً حقيقياً لأجيال العلماء الكبار من أصحاب المقام الرفيع والأدب الجمّ، فضلاً عن الزُّهد والرقى والورع وطيب نسبه الشريف الممدود من إمام الهدى «محمد»، صلى الله عليه وسلم.
يبدو أن «بعض» معاونى الدكتور الطيب لم ينهل من هذه السيرة العطرة للإمام الأكبر، ولم يتعلموا بعد من أدبه الراقى.. فقد أرسل د. عبدالمنعم فؤاد، مقالاً رداً على مقالاتى، قمت بنشره كاملاً، رغم كمّ الأخطاء الإملائية التى وقع فيها الرجل، والتى كشفت قدر الضحالة اللغوية، ولولا مرور المقال على قسم «التصحيح اللغوى» لرأى القراء كيف يكتب أستاذ فى جامعة الأزهر مقالاً به كل هذه الركاكة اللغوية التى لا يكتب بها طالب بالمرحلة الإعدادية.
ورغم أن د. عبدالمنعم فؤاد تناولنى شخصياً بألفاظ تعكس مستواه ومستوى التدنى الذى وصلت إليه مؤسسة الأزهر العريقة، ولا تعكس أبداً ثقافة جامعة إسلامية فريدة وعظيمة، إلاّ أننى أشفقت عليه، ولن أرد عليه، لأن الدكتور فؤاد وأمثاله من الأُجراء يكتب بتكليف وتوجيه من صديقى الأستاذ محمد عبدالسلام المستشار القانونى لفضيلة الإمام الأكبر، الذى تحول إلى مركز قوى حقيقى داخل المؤسسة العريقة، وهو ما عكسه تقدمه خلال زيارة العاهل السعودى الملك سلمان للأزهر على علماء الأزهر الكبار من أعضاء هيئة كبار العلماء وعلماء مجمع البحوث الإسلامية، وتصدّره المشهد ملاصقاً للإمام الأكبر مع العاهل السعودى، وعرضه المشروعات الهندسية والمعمارية المختلفة، رغم أنه مستشار قانونى وليس عميداً لكلية الهندسة بجامعة الأزهر، أو استشارياً هندسياً! وبالمناسبة فإن صديقى الأستاذ عبدالسلام هو الذى طلب من الملك سلمان دعماً مالياً لقناة «الأزهر»، التى يشرف عليها منذ فترة، محاولاً تأسيسها، رغم أنه رجل قانون ولا يعرف شيئاً فى الإعلام سوى مشاهدة الفضائيات وقراءة الصحف.
وهو طلب يعكس حالة «السيولة» التى غرقت فيها المؤسسة.
صديقى محمد عبدالسلام، الذى اقتربت منه فى فترة وجيزة، وهو رجل دمث الخلق وطيب المعشر يمثل لغزاً كبيراً داخل مشيخة الأزهر، فقد تجاوز دوره القانونى، وأصبح الآمر الناهى فى المشيخة والجامعة، وللأسف نجح بسطوته وسيطرته فى أن يستذل بعضاً من الأساتذة من أمثال عبدالمنعم حداد، لينافقوه ويتملقوه.
«عبدالسلام» الذى يقف بالمرصاد لكل محاولات تعيين مستشار سياسى للإمام الأكبر لتوجيه المشيخة سياسياً، مثل كل المؤسسات العالمية، وتعيين آخر اقتصادى للمشاركة فى توجيه مؤسسة الأزهر اقتصادياً، وهى التى تتلقى أموالاً وهبات بالمليارات، ولديها أصول اقتصادية مترامية الأطراف فى مصر والعالم الإسلامى، حتى لا يكون فى المشيخة مستشار غيره.. لم يسأل نفسه كيف مرّر تعيين رئيس جامعة الأزهر بحكم قضائى مزوّر.. ونسى على ما يبدو أن «قانونية» تعيين الرجل من صميم عمله القانونى، فضلاً عن التحقيق فى الواقعة.. لكن لأن الرجل كان يُنفّذ التوجيهات والتعليمات، فقد تم التعتيم على محاولات التعيين!
مؤسسة الأزهر التى استعانت بشركات لبنانية وأمريكية من أجل تحسين الصورة الإعلامية وطبعاً تحت حساب المعونات الإماراتية والسعودية طوّرت من أدائها، وقرّرت التهجّم على كل من يتناول محمد عبدالسلام والمشيخة وبالنقد عبر مجموعة من الأساتذة الطموحين، لتولى المواقع القيادية داخل الجامعة والمشيخة، بعد أن شاهدوا خلال فترة قيادة «عبدالسلام» للمشيخة كيف يتم تفصيل وتوزيع المناصب على الموالين والأتباع والأُجراء من أمثال عبدالمنعم فؤاد، الذى يعمل عميداً لكلية تُسمى الوافدين، وهو الذى لا يعرف يكتب مقالاً بلغة عربية صحيحة!
هؤلاء يتهجمون علينا وعلى كل من ينتقد إدارة محمد عبدالسلام للمشيخة عبر استخدام اسم الدكتور أحمد الطيب كرجل نزيه وعالم مستنير، وهو أمر لا خلاف عليه، لكن يبقى النقد الرئيسى الموجه له فى استعانته ببعض من ارتموا فى حضن تنظيم الإخوان طويلاً، وعليهم أن يستوعبوا أن الهجوم والتطاول لن يمنع الخائفين على الأزهر والطامحين لتطويره من استمرار النقد، لعل الله يجعل كلمات النقد سبباً فى إنقاذ هذه المؤسسة الكبيرة دون إرهاب وتطاول من الأجراء والمنتفعين.
وأخيراً إذا كان محمد عبدالسلام قد سمح لنفسه بالاطلاع على صفحتى الشخصية على «الفيس بوك» بحكم أننا أصدقاء، بأن جعل أجيره عبدالمنعم فؤاد يتناول بعضاً من كتاباتى، فليسمح لى أن أسأله لماذا تتزين صفحتك بصور لشيوخ وأمراء وملوك دول الخليج، مثل صور الملك سلمان والشيخ محمد بن زايد والملك حمد بن عيسى، فيما لم نرَ لك صوراً للرئيس عبدالفتاح السيسى!