بدأ الرئيس فى تقديم كشف حساب عامين من الحكم، وبدأنا نرى ونتابع هذه الحزمة من المشروعات التى تم إنجازها دون ضجيج، وجميعها يمكن تصنيفها تحت عنوان عريض (هو بناء الدولة من جديد)، فالمشروع القومى لشبكة الطرق، والتى تمثل شرايين جديدة لضخ دماء التنمية إلى مناطق بكر على أرض مصر، مشروع الإسكان الاجتماعى الذى يمثل طاقة نور وسط كم الإحباط والتشاؤم، الذى يحاول البعض نشره داخل الأوساط الشبابية، مشروع المليون ونصف المليون فدان، والذى يمثل رئة جديدة للنشاط الأول للدولة المصرية، فالزراعة هى القاطرة الحقيقية للتنمية فى دولة هى هبة النيل، مشروع الطاقة ومضاعفة إنتاج الكهرباء بشكل تقليدى وغير تقليدى وإعادة ضخ دماء جديدة فى قطاع التنقيب عن البترول والغاز، المشروع القومى للمياه لمواجهة الآثار السلبية لسد النهضة، والمشروع القومى لتنمية سيناء عبر بناء وتشييد وحفر ستة أنفاق عملاقة تربط سيناء بالدلتا بشكل مباشر وواسع لأول مرة فى التاريخ ناهيك عن المصانع والمناطق التخصصية داخل سيناء، وبالطبع تأتى قناة السويس الجديدة درة تاج المشروعات العملاقة، بالإضافة إلى مشروع شرق بورسعيد والقناة الجانبية، كل هذه المشروعات التى تم تنفيذها فى صمت، ولم نستيقظ إلا على افتتاحها ولم يترك البعض الفرصة للتأمل والتعلم والتفاؤل، بل لفتوا الأنظار إلى أشياء جانبية سطحية لا علاقة لها بالموضوع، فمن السجادة الحمراء إلى السجادة الزرقاء تبلغ مساحة الهيافة والضحالة، الرئيس أعلن أنه سيقدم كشف حساب عامين من حكمه خلال أسابيع، أظن أن المتابع والمراقب المنصف لا بد أن يرى إنجازات تحققت رغم أنف الأعين، التى لا ترى ولن ترى. أتحدث عن نفسى ولا أمثل إلا نفسى، فقد رأيت كثيراً وكل ما رأيت عظيم!
رأيت دولة تستيقظ وتعود بعد طول غياب.
رأيت هيبة الدولة قد عادت من جديد.
رأيت إعادة هندسة العلاقات الخارجية المصرية من جديد وفق فكرة المصالح المتبادلة.
رأيت رؤساء وملوك وزعماء دول العالم يقصدون القاهرة لمناقشة كل ما يخص قضايا الإقليم بعدما توارت القاهرة لعقود وغابت وضاعت هيبتها.
رأيت برلماناً يعمل ويحاول أن يغير الصورة الذهنية السلبية ويقوم بمهام التشريع وسط ظروف من التشكيك والتلكيك. رأيت خطة طموحة للتنمية سمتها الدولة ٢٠٣٠ حال تطبيقها تتحول مصر إلى دولة مستقرة مستقلة. رأيت رئيساً يتحمل نقداً وهجوماً وتشكيكاً وصل إلى حد الإهانات، لكنه كان، وما زال مهذباً متسلحاً بالصبر، لكن هل الصورة وردية؟ الإجابة: على الإطلاق! إذن، ما الحكاية؟ الحكاية ليست تطبيلاً أو مغازلة أو مجاملة أو نفاقاً أو تملقاً.. معاذ الله أن أكون من هؤلاء، لكننى على يقين أننا نسير على الطريق السليم!
الطريق طويل والمشاكل كثيرة والفساد ينخر، لكن وسط كل هذا استطاع الرجل أن يصنع شيئاً!
وسؤالى المهم إلى الجميع مواطنين ونخباً وإعلاميين وأحزاباً ومعارضة: ماذا قدمتم لمصر خلال عامين؟
ماذا أضاف كل منكم لبلده ولمجتمعه خلال عامين؟
هناك من يظن أن الهجوم على الدولة والنظام والرئيس يعتبر كفاحاً وجهاداً يستوجب الشكر والتقدير من الجميع. هناك من يظن أن إهالة التراب على كل إنجاز تمثل إنجازاً فى حد ذاته، ماذا استفاد الوطن من ثرثرتهم؟ حاسبوا أنفسكم قبل حسابكم للرئيس وحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا.